د. أحمد الكويتي

تزايد الاهتمام العالمي في الفترة الأخيرة بالجودة وأهميتها في تحقيق تحسين جودة التعليم الذي تقدمه المؤسسات العالمية، ونحن في سباق في عقد العديد من المؤتمرات والورش التي تتبنى مفاهيم الجودة وتطبيق معاييرها في كافة المجالات باعتبارها من أهم المعايير للمنافسة في إعداد وتكوين قوى بشرية لجميع مجالات العمل والإنتاج وإجراء البحوث والدراسات التي تعمل على خدمة المجتمع وتنميته والتي تعد إحدى ركائز الرؤية السعودية ٢٠٣٠.

وكان آخر هذه المؤتمرات هو المؤتمر الوطني الثامن للجودة الذي نظمته الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة على مدى ثلاثة أيام في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات في المدينة المنورة والذي تنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO) تحت شعار جوده مستدامة لوطن طموح.

وقد خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات الهامة والتي لها دور كبير إذا ما تم تطبيقها في تحقيق العديد من الإيجابيات الملموسة على أرض الواقع ولا نستطيع هنا أن نتناول كافة التوصيات ولكن نحاول أن نتناول وبنظرة فاحصة ومدققة أولى هذه التوصيات والتي أوصت بأن «الجودة والتميز المؤسسي كأحد المكونات الرئيسة في الهياكل التنظيمية للقطاعات وربطها برئيس الجهة كممكن رئيس لاستدامة الجودة في جميع القطاعات من خلال تطوير سياسات وإجراءات العمل، وإطلاق برامج ومبادرات للتحسين المستمر والتحفيز على الإبداع والابتكار لتعزيز مستوى جودة المنتجات والخدمات».

وبتحليل هذه التوصية الهامة يتضح أنها تعتبر إحدى الإستراتيجيات الأساسية والهياكل التنظيمية التي لا بد من توافرها في جميع القطاعات لأهميتها الكبرى في تحقيق الكفاءة والفاعلية وإحداث تغيرات إيجابية جذرية لكل شيء بحيث تشمل الفكر، السلوك، القيم، المعتقدات التنظيمية ونظم وإجراءات العمل المختلفة وذلك من أجل تحسين وتطوير كافة القطاعات للوصول إلى أعلى جودة في مخرجاتها، لذا وجب على كافة القطاعات المختلفة أن تتبنى وتتفوق في تطبيق نظم الجودة ومعاييرها العالمية باعتبارها من أهم النشاطات التي تؤثر على جودة ونوعية الخدمات المختلفة المقدمة من كافة القطاعات.

واختتمت التوصية الأولى من المؤتمر بضرورة إطلاق برامج ومبادرات للتحسين المستمر والتحفيز على الإبداع والابتكار لتعزيز مستوى جودة المنتجات والخدمات.

ولا يخفى علينا جميعا أهمية مثل تلك البرامج والمبادرات في مجالات الجودة المختلفة باعتبارها من أهم الجهود العلمية المبذولة لرفع منظومة تقويم وتحسين نتائج العمل وتحسين ثقافة الجودة داخل كافة الأوساط الاجتماعية وذلك بالتركيز على الإبداع والتميز لتحقيق أعلى مستويات من الممكن أن يصل إليها طموح المؤسسات وقطاعاتها المختلفة داخل المملكة.

خلاصة القول نستطيع أن نقول إن مثل تلك التوصيات لها أهميتها في مجال الدفع في تطبيق مفاهيم ومنهجيات وأدوات الجودة وتساهم في تحقيق أهداف وتنمية المجتمع وتحسين أداة وتنمية قدراته لتحقيق التميز والإبداع الوظيفي والعلمي.

@Ahmedkuwaiti