بوليتيكو

قالت مجلة «بوليتيكو»: إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ربما يكون محقًا في الإبقاء على الباب مفتوحًا في العلاقة مع روسيا.

وبحسب مقال لـ «جيمي ديتمير»، أشار ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا السابق، إلى أن لقاء الفك المفترس أفضل من الحرب.

وتابع: يبدو أن هذا هو المبدأ الذي سار عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي في علاقاتهما المستمرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأردف يقول: مع ذلك، فإن المحادثات الهاتفية تثير غضب الأوكرانيين ودول أوروبا الوسطى المجاورة لروسيا، إنهم غير مرتاحين، حيث يخشون أن يستخدم الكرملين المحادثات للعب بالحلفاء الغربيين ضد بعضهم البعض، وأن ماكرون يسعى لخطة سلام مسمومة، مما قد يؤدي إلى تنازل أوكرانيا عن أراضيها في صفقة.

وأضاف: لكن المسؤولين الفرنسيين يقولون «إن ماكرون يتعرض للتشهير بشكل غير عادل من قبل القادة بسبب هذا التواصل».

ومضى يقول: غرد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ردًا على ذلك بقوله إن الدعوات لتجنب إذلال روسيا لا يمكنها إلا إذلال فرنسا وكل دولة أخرى قد تطالب بذلك، لأن موسكو هي التي تهين نفسها.

وأضاف: كما قوبلت مكالمات هاتفية واجتماعات أخرى بين ماكرون وبوتين بإدانة شديدة، في أبريل، سخر رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي من الزعيم الفرنسي، قائلا «إن التحدث مع الديكتاتوريين هو ممارسة عبثية».

وتابع: لكن بالعودة إلى تشرشل، هل ماكرون ودراجي على حق في التعامل مع بوتين، بغض النظر عن الفرص التي قد تمنحها للزعيم الروسي للمناورة؟

ومضى يقول: يخشى ماكرون من المخاطر النووية، ويخشى أن يتم استبعاد خطر سوء التقدير بسهولة، كما أخبرني أحد الدبلوماسيين الفرنسيين.

وأردف: كقصة تحذيرية، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن واشنطن وموسكو أنشأتا خطا ساخنا في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية، بعد الاقتراب بشكل خطير من حرب نووية شاملة، وهو الخط الذي لعب دورًا مهمًا في تجنب حدوث ذلك.

ونقل عن جراهام أليسون، الأستاذ في كلية هارفارد كينيدي، قوله: فلاديمير بوتين الذي قصف مدينة غروزني الروسية وحوَّلها إلى أنقاض من أجل تحريرها، والذي انضم إلى الديكتاتور السوري بشار الأسد في هدم حلب، بالتأكيد ليس لديه تحفظات أخلاقية على الدمار الشامل.

وتابع أليسون: إضافة إلى ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا هي الآن حرب بوتين بشكل لا شك فيه، والزعيم الروسي يعرف أنه لا يمكن أن يخسر دون المخاطرة بنظامه وحتى بحياته، لذا، مع استمرار القتال، إذا تم دفعه للاختيار بين التراجع المخزي وتصعيد مستوى العنف، فيجب أن نستعد للأسوأ.

ومضى الكاتب يقول: في الشهر الماضي، حث الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة مايك مولين المسؤولين الأمريكيين على النظر في إمكانية استخدام روسيا سلاحا نوويا وسط غزوها المستمر لأوكرانيا.

وعلق الكاتب بقوله: يشعر مولين وآخرون بالقلق من أن يكون الرئيس الروسي قد قلب بالفعل الوضع النووي الراهن رأسا على عقب مع تضخم تهديداته الصارخة، لكن ما هو غير واضح هو ما إذا كان استخدام الأسلحة النووية التكتيكية يدخل ضمن التفكير العسكري الروسي.

واختتم بقوله: بما أن الحروب لا يمكن التنبؤ بها بشكل كبير، ويمكن أن تتصاعد بشكل سريع للغاية، فإن ماكرون يحاول فقط تجنب تصاعد الصراع إلى حرب أوسع وأكثر كارثية.