صالح الشمراني يكتب:@shumrany

منذ تسيَّد الهلال عرش الكرة السعودية، ثم أتبعه بالعرش الآسيوي، بكمٍّ وكيفٍ من بطولات، سيبقى التاريخ خير من يتحدث عنها، لأجيال قادمة قد تلهيها (حرب الفيروسات) عن متابعة كرة القدم بهذا القدر العالي، ومنذ لحظتها والكل -عدا محبيه- يذكرونه بسوء، من خلال التشكيك ببطولاته، فتارة يتحدثون عن التحكيم المساند، حتى وإن كان من (أوروبا) غير الشقيقة، وتارة يتهمون كل اللجان التي تعمل بمسابقاتنا بموت الضمير ومحاباة الهلال رغم عدم هلالية بعضهم، وكأن لا نادي كبير بالبلد، إلا هذا الزعيم.

ليس كاتب معين من يقوم بذلك، أو مقدم واحد، أو ضيف منفرد، ونقول دعوه يتحدث، فليس له من سامعين، وإنما صحف تم تأسيسها لمجابهة الهلال، وقنوات قامت واستقامت لذلك، وبرامج تم إعدادها وتجهيزها لذات السبب، وتم دعمها بأعنف المتعصبين الذين لا ضير عندهم أن يقولوا ما لا تصدقه حتى عقولهم، ولكن من باب الكثرة تغلب الشجاعة، وكثر الدق يفك اللحام، استمروا بنهجهم حتى نجحوا في إيهام نشء بريء بتلك الأساطير التي حبكت من نسج خيال الرواة، بحبال فكر موثوقة، حيرت عقول العاقلين، فما بالنا بمن لا عقل له.

وفي خضم كل تلك المخططات، ورسم رؤاها بحرفية عالية، كان تعامل المؤثرين من بني هلال كالثلج، يرون العاصفة تهب باتجاههم ولا يكترثون، بحجة أن الشجرة المثمرة قدرها الرمي، وقناعتهم بـ(عظمة الهلال)، وأن المنصات تشهد له، حتى بلغ الأمر بكارهيه أن شككوا بتلك المنصات، وصار عدد البطولات الموثقة بالرقم والتاريخ مثار جدل واسع، لم ولن يحدث مثله على مستوى العالم.

وكنشء لم يجد أمامه مكتوبا من اتحاد الكرة ليقرأه، حول توثيق بطولاتنا السعودية، لذا انفتحت عيناه على قوم همهم إسقاط الهلال من عرشه، وفئة أخرى لم تحرك ساكنا بصمتها الذي تظنه هيبة، وقد آوت بظهرها لركن الأرقام، التي لم تسلم من عبث المشككين، لذا كانت الفجوة المجتمعية الرياضية كبيرة، وربما حرمت الهلال استزادة طبيعية من عشق الجماهير، حتى وإن كان الآن من فئة الأكثر شعبية، ولولا تلك الحملات الممنهجة ضده، وعدم مجابهتها من عشاقه لاكتسح الدنيا، وكسر مجاديف المرجفين، وحجب المراكز المتقدمة عن مجرد الاقتراب منها، فضلا عن منافسته عليها.

كل ما سبق يصفه العالم بالطبيعي جدا، ويقولون هذا قدر المقدمة وضريبتها الباهظة، لكن الغريب أن الهلاليين لم يواجهوا ذلك (التنمر) بحراك أقوى لا يسمح بالتعدي على حقوقهم الزرقاء، لكن فرصة لاحت لهم هذا الموسم، وباتت مواتية لاقتناصها، لتقديم هلالهم من جديد بثوب الطهارة التي يستحقها، ليقرأه النشء الحالي ويتشرب حبه، مستغلين الاتحاد الذي أزعجت عودته القوية الساحة، وحول أعداء الهلال لمشجعين في مدرجات الزعيم، يمكن قراءة التاريخ، عليهم من جديد.

توقيعي/

المحبة اللي تنقصها اكتمال الثقة، مدري نصنفها بقوانين الحب أيه؟؟؟