محمد الطيار

«العلم ما نفع.. ليس العلم ما حفظ».. مقولة للإمام الشافعي.. استوقفتني هذه الحكمة كثيرًا، متأملًا في معانيها وأبعادها، الحكمة الرائعة تتداول في بروشور تثقيفي للتجمع الرياض الصحي الثاني.

بالعلم والمعرفة لا تطلب المنصب أو جاهًا أو الإشارة بالبنان، بل اجعله خالصًا لله، تنوي به نفع نفسك، وأمتك ووطنك وقياداتك ونشر دينك وتعليم الناس الخير والاعتدال، محتسبًا للأجر متقربًا لله -عز وجل-.

ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم)، أيضًا كما قال الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:

ما الفخر إلا لأهلِ العلمِ ** إنهم على الهدى لمَن استهدى أدلاء

ووزن كل امرئ ما كان يحسنه ** والجاهلون لأهلِ العلمِ أعداء

في حياتنا، حتمًا عرفنا أشخاصًا نوابغ بالحكمة والأدب والفقه والعلوم أيضا الفكر، عاشوا وماتوا لم ينشروا ولم يعرف عنهم ولم يستفد من علمهم ولا أفكارهم، ربما لأسباب خارجة عن الإرادة، أو لعدم توافر وسائل التواصل الحديثة، حيث أصبح العالم الآن في كف اليد.

بالعلم تنضج وتنمو به العقول، وفيه تبنى الأوطان؛ بالعلم يكتسب صاحبه وناشره وناقله الأجر والتعريف، ويسجل التاريخ موقفه ويسهم في بناء الوطن.

بالعلم تدفع عجلة التنمية، وفعالية وكفاءة المؤسسات والأجهزة بالقطاعين العام والخاص، أيضا تكسب الخبرة لك وللآخرين، وتسهم في تقدم الوطن ورفعته وازدهاره.

بالعلم، ترتقي أفكارنا مكتسبين الحكمة، تنضج أقوالنا وأفعالنا، تتوسع مداركنا لما تنعكس على أجهزتنا ومؤسساتنا ومشاريعنا الوطنية بالخير والنجاح العطاء.

والآن، نعيش وقتًا فيه الانفتاح على هواتفنا، تتنافس المعارف وتتلاقح بها الأفكار، وحري بنا أن نكسب المفيد بما ينعكس بالنفع علينا، نتسلح بالعلم والمعرفة لبناء الوطن، نشحذ الهمم ونحث على طلب العلم وتوسيع المدارك، لا سيّما أن ذلك أصبح متاحًا دون مقابل أو بأسعار رمزية.

وطننا، يزخر بالمبدعين والموهوبين -سواعد المستقبل- وما هؤلاء النوابغ الذين رفعوا رؤوسنا من أبناء المملكة في ملتقى «آيسف 2022»، إلا نموذج منهم، فلننظر كيف نالوا مراتب متقدمة عالميًا وحصدوا أعلى الأوسمة والألقاب، ومثلوا الوطن خير تمثيل، بدعم من «موهبة» مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، أيضًا تحقيق المملكة 13 جائزة عالمية بمعرض دولي للاختراعات والابتكارات والتقنية (ITEX2022) بماليزيا، بدعم «وزارة التعليم» لاكتشاف مواهب وإبداع طلابها وطالباتها، ودعمهم ورعايتهم وتشجيعهم، لا سيما في ظل رؤية المملكة الطموحة 2030، التي تضع التعليم على سلم أولوياتها، بهدف إحداث تغيير تنموي في المجتمع السعودي، من خلال سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، وتطوير التعليم العام وتوجيه الطالب نحو الخيارات الوظيفية والمهنية المناسبة، وإتاحة الفرصة لإعادة تأهيلهم والمرونة في التنقل بين مختلف المسارات التعليمية.

@mohd_altayyar