ذكر أبو الفرج التنوخي في الفرج بعد الشدة، وهو من الكتب الجميلة: رُوِيَ أَن غُلَامًا لِلْحسنِ بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام، جني جِنَايَة توجب الْعقَاب، فَقَالَ: اضْرِبُوهُ، فَقَالَ: يَا مولَايَ، والكاظمين الغيظ، قَالَ: خلُّوا عَنهُ، قَالَ: يَا مولَايَ، وَالْعَافِينَ عَن النَّاس، قَالَ: قد عَفَوْت عَنْك، قَالَ: وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ، قَالَ: أَنْت حرُّ لوجه الله تَعَالَى، وَلَك ضِعف مَا كنت أُعْطِيك.
نحتاج أن نتحكّم بغضبنا، فما تيسّر النجاح ولا الراحة في هذه الحياة لغضوب، بل إن في الغضب أضرارًا متعددة على المستويَين الشخصي والأسري، وعلى مستوى المجتمع بأكمله.
فكم أوصل الغضب إلى إزهاق الأرواح، وكم في السجون من نادمين أشد الندم على نزغة شيطان لم يمتلكوا الشجاعة لمواجهتها!
وكم من بيوت هُدِّمت وأسر تشتَّتت بالطلاق، حتى أصبح سؤال: يا شيخ أغضبتني فلم أتمالك نفسي وطلقتها، ما الحل؟! لا يكاد يغيب عن كل وسيلة مسموعة ومقروءة ومرئية.
وكم من قرارات اتخذناها في ساعة غضب ندمنا بعدها كثيرًا!
نحن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى التدريب على التحكم بالنفس وكبح الغضب، بداية من البيت ومرورًا بالمدرسة وقيامًا من الأصدقاء والزملاء بدورهم في التهدئة لا التأجيج، ولذلك نحتاج لإعادة ضبط تعريف البطولة والرجولة، فلا يمكن أن يكونا بتلك الحال النارية التي تجعل دماء القلب تفور، ولا تسرُّ صاحبها قبل غيره لو رأى نفسه، بل هي كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب.
وقد قدَّم محمود الوراق درسًا جميلًا في التعامل مع الغضب، فقال:
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَة شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلي مُقاوِمُ،
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ وَألزمُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن مَقالَتِهِ نَفسي وَإِن لامَ لائِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضلَ لِلحُرِّ حاكِمُ.
ويُروى عن عيسى عليه السلام أنه مرَّ على جماعة من اليهود فقالوا له شرًّا، وقال لهم خيرًا، فقيل له: إنهم يقولون شرًّا وتقول لهم خيرًا، فقال: كل واحد ينفق مما عنده!
فلا تغضب إن كنت تريد حياة سوية تعيشها، وتخرج منها بلا ندم ولا تأنيب ضمير.
@shlash2020
نحتاج أن نتحكّم بغضبنا، فما تيسّر النجاح ولا الراحة في هذه الحياة لغضوب، بل إن في الغضب أضرارًا متعددة على المستويَين الشخصي والأسري، وعلى مستوى المجتمع بأكمله.
فكم أوصل الغضب إلى إزهاق الأرواح، وكم في السجون من نادمين أشد الندم على نزغة شيطان لم يمتلكوا الشجاعة لمواجهتها!
وكم من بيوت هُدِّمت وأسر تشتَّتت بالطلاق، حتى أصبح سؤال: يا شيخ أغضبتني فلم أتمالك نفسي وطلقتها، ما الحل؟! لا يكاد يغيب عن كل وسيلة مسموعة ومقروءة ومرئية.
وكم من قرارات اتخذناها في ساعة غضب ندمنا بعدها كثيرًا!
نحن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى التدريب على التحكم بالنفس وكبح الغضب، بداية من البيت ومرورًا بالمدرسة وقيامًا من الأصدقاء والزملاء بدورهم في التهدئة لا التأجيج، ولذلك نحتاج لإعادة ضبط تعريف البطولة والرجولة، فلا يمكن أن يكونا بتلك الحال النارية التي تجعل دماء القلب تفور، ولا تسرُّ صاحبها قبل غيره لو رأى نفسه، بل هي كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب.
وقد قدَّم محمود الوراق درسًا جميلًا في التعامل مع الغضب، فقال:
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَة شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلي مُقاوِمُ،
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ وَألزمُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن مَقالَتِهِ نَفسي وَإِن لامَ لائِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضلَ لِلحُرِّ حاكِمُ.
ويُروى عن عيسى عليه السلام أنه مرَّ على جماعة من اليهود فقالوا له شرًّا، وقال لهم خيرًا، فقيل له: إنهم يقولون شرًّا وتقول لهم خيرًا، فقال: كل واحد ينفق مما عنده!
فلا تغضب إن كنت تريد حياة سوية تعيشها، وتخرج منها بلا ندم ولا تأنيب ضمير.
@shlash2020