د. محمد باجنيد

في داخل كل واحد منا فيلسوف.. يرى الحياة بمنظار قلبه..

إذا آمنا أن القلب يفكر.. ولماذا لا نؤمن؟!..

وربنا تبارك وتعالى يقول: «لهم قلوب لا يفقهون بها»..

ويقول: «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها»..

ويقول: «فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور»..

إنني أؤمن بأن القلب.. هو من يدير المخ..

قبل أن أعرف أن.. الدراسات الطبية المتقدمة..

قد توصلت إلى أن القلب.. هو أكثر أجزاء الجسم تعقيدا‏..

وأكثرها دقة وغموضا‏.. وبالتالي له القدرة..

على التحكم في المخ.. أكثر من تحكم المخ فيه‏..

وهو يرسل إليه من المعلومات.. أضعاف ما يتلقى منه..

في علاقة عجيبة.. يشبهها أطباء القلب.. بجهاز إرسال إذاعي..

بين القلب والمخ.. يعمل بواسطة عدد من.. الحقول المغناطيسية..

التي يصدر أقواها.. من القلب إلى المخ.. فيسبق القلب المخ..

في ردات فعله.. كل ذلك أثبته القرآن الكريم.. وهذه المعارف التي لم تكتشف..

إلا في العقدين الحالي والماضي.. أثبتت لكل ذي بصيرة.. أن القرآن الكريم..

لا يمكن أن يكون من صناعة البشر.. بل هو كلام الله الخالق..

الذي أنزله بعلمه.. على خاتم أنبيائه ورسله‏..

الذي يقول: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله‏ وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب‏»..

اللهم صل على محمد..

كثيرون.. من يفتحون آذانهم.. ويتعاطفون مع القائلين..

الشاكين.. الباكين.. بنسبة ترجح موقفهم..

لأنهم يعتمرون (القبعة الحمراء).. يقدمونها على..

القبعات الأخرى.. لـ (إدورد دي بونو)..

التي ترمز لباقي أنماط التفكير.. وضربني وبكى..

وسبقني واشتكى!.. إنها القرارات العاطفية..

التي غالبا ما تكون خاطئة.. التي يصدرها القلب.. وليس العقل..

إذا أردت أن تكون منصفا.. فاعتمر (القبعة البيضاء) أولا..

لأنها ترمز للتفكير الحيادي.. واستخدمها لجمع معلومات..

كافية وصحيحة.. ولها علاقة بالموضوع.. إذن لا بد لك من الاستماع..

للطرف الآخر للخلاف.. وسيقوده قلبك لذلك.. لا تكتف واصل البحث..

عمن لهم علاقة بالموضوع.. لكي تكتمل المعلومات.. عندها ستجد حلولا إبداعية..

إذا اعتمرت (القبعة الخضراء).. قبعة التفكير الإبداعي.. ورحت تعصف ذهنك..

انظر كم كنت ستخسر.. لو أنك تعاطفت.. مع الطرف الأول.. ووجهته للاقتصاص..

ظانا أنك تعينه.. وتعمل خيرا.. اقترح حلولك.. على أطراف النزاع.. قم بتقييمها..

(قبعة صفراء) للإيجابيات.. (قبعة سوداء) للسلبيات.. ثم اجر مراجعة شاملة..

لكل ما سبق.. كن أمينا.. والأمانة عمل قلبي.. اعتمر (القبعة الزرقاء)..

قبعة التفكير الشمولي.. بعدها الرؤية ستكون واضحة.. الآن عاطفتك معك..

ولن تقودك وحدها.. لاتخاذ القرار.. بعد أن أعملت..

بقية أنماط التفكير.. لن يسيطر عليك حل واحد..

لن يكون للقبعة الحمراء.. هيمنة على تفكيرك..

سيكون تفكيرك منظما.. وقلبك مطمئنا.

bajunaidm@hotmail.com