إعداد - محمد الخباز

صغر سنه لم يمنعه من تحقيق ميدالية ببطولة العالم لرفع الأثقال

في جزيرة تاروت، يولد الأطفال على نغم قصص خالدة تروى عن «قصر تاروت التاريخي»، فيكتسبون منه الشموخ والقوة والعنفوان، وتبدأ رغبتهم في كتابة التاريخ منذ أن تخط أقدامهم ترابه، ولأنه ابن تاروت، عاهد نفسه على رسم الفرح وسط أبناء ديرته الذين يتغنون بالفرح مرددين: «تاروت قومي طلي.. شوفي الفرح والناس».

ولد البطل العالمي محمد باسم المرزوق في 25 سبتمبر عام 2007م، هنالك في تاروت، وترعرع وسط عائلة تعشق لعبة رفع الأثقال، فوالده رباع سابق في نادي الهدى، وبطل من أبطال المملكة، فيما لا يزال شقيقاه عبدالله وحسن يحصدان الألقاب على المستويين المحلي والخارجي، وهو ما قاده للتعلق باللعبة التي تملك إرثا كبيرا جدا في تلك الجزيرة الحالمة.

ورغم ما يحمله من عشق لهذه اللعبة، فإن حكايته معها لم تبدأ إلا وهو في الـ 11 من عمره، وبالتحديد في العام (2018)م، على يد المدرب الوطني شوقي آل قيصوم، الذي ساهم في بروز موهبته سريعا، وسط ثقة تامة من قبله في قدرته على اقتحام منصات التتويج العالمية والأولمبية.

موهبته الفذة لم تكن بحاجة إلى الكثير من الوقت من أجل البروز، فكان من الأسماء الأكثر تميزا على مستوى الأبطال في فئة البراعم، وكان بطلا للمملكة في وزن 49 كجم، ووزن 55 كجم، فيما أصبح صاحب الأرقام القياسية على مستوى المملكة في فئتي الناشئين والشباب بمنافسات وزن 61 كجم.

طموحات كبيرة جدا حملها ابن الـ 15 عاما، قادته إلى منصات التتويج الخارجية، فحقق 3 ميداليات ذهبية بمنافسات وزن 49 كجم على المستوى القاري في العام (2020)م، وذلك خلال البطولة التي أقيمت بدبي، قبل أن يحل رابعا بمنافسات وزن 55 كجم في بطولة العالم للشباب تحت (17) سنة، التي أقيمت بجدة في العام (2021)م.

ولأنه صاحب إرادة صلبة، وروح قتالية عالية، فضياع حلم التتويج العالمي لم يسبب له أي صدمة، بل كان دافعا له لبذل المزيد من الجهد، وهو ما يؤكده مدربه شوقي آل قيصوم، أنه من اللاعبين المنضبطين المحبين للعبة، والعاشقين للانتصار والوجود الدائم على منصات التتويج.

تدرب دون كلل أو ملل، فجل تفكيره كان منصبا على الوجود هذه المرة ضمن المتوجين في بطولة العالم للشباب تحت (17) سنة، التي ستحتضنها المكسيك، وهو ما نجح فيه بالفعل، حينما توج بفضية العالم في منافسات الخطف لوزن (61) كجم، قبل أن تعترض الإصابة طريقه في تطويع الذهب العالمي.

وعن ذلك يتحدث البطل العالمي محمد المرزوق قائلا: «الحمد لله رب العالمين، قدر الله وما شاء فعل، فقد كانت طموحاتي أكبر من مجرد التتويج بفضية عالمية، لكن المشوار ما زال أمامي طويلا، فما زلت أملك عامين للمنافسة على الفئة العمرية تحت (17) سنة، وبإذن الله سأعود لأتوج بالذهب في بطولة العالم القادمة».