زيلينسكي على الجبهة.. والمستشار الألماني يعتبر الحديث مع الرئيس الروسي ضروريا
مع احتدام الحرب في شرق أوكرانيا، تلقت كييف دفعة كبيرة عندما أوصى الاتحاد الأوروبي بأن تصبح مرشحا للانضمام إلى التكتل، فيما سيكون تحولا جيوسياسيا مثيرا في أعقاب الغزو الروسي.
من المتوقع أن يصدق زعماء الاتحاد الأوروبي على توصيات اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الخاصة بأوكرانيا ومولدوفا المجاورة، والتي تم الإعلان عنها الجمعة، في قمة تعقد الأسبوع المقبل. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على «تويتر»، إن شجاعة الأوكرانيين أوجدت الفرصة لأوروبا «لإنشاء تاريخ جديد من الحرية، وأن تزيل أخيرا المنطقة الرمادية في أوروبا الشرقية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا».
وفي خطابه المسائي على التلفزيون الوطني، قال زيلينسكي: إن قرار الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي غير مؤكد بعد، لكنه أضاف: «يمكنك فقط تخيل قوة أوروبية قوية حقا، واستقلال أوروبي، وتطور أوروبي مع أوكرانيا».
الرئيس الأوكراني زيلينسكي على الجبهة
وزار الرئيس الأوكراني زيلينسكي الجنود الأوكرانيين على الجبهة الجنوبية خلال رحلة عمل إلى إقليم ميكوليف، لكنه لم يحدد متى تمت الزيارة، وفي مقطع مصور نُشر على حسابه الرسمي في «تليجرام»، سلم الرئيس الأوكراني، الذي كان يرتدي قميصه العسكري المميز، الجنود أوسمة والتقط معهم صورا شخصية في داخل ما بدا أنه مخبأ تحت الأرض.
وقال: «هؤلاء رجالنا الشجعان. كل واحد منهم يقدم كل ما لديه.. بالتأكيد سنصمد! بالتأكيد سنكسب!».
ووصلت القوات الروسية إلى ضواحي مدينة ميكوليف، عاصمة الإقليم، في أوائل مارس، لكن القوات الأوكرانية أجبرتها على التراجع في ذلك الوقت إلى الحواف الشرقية والجنوبية للمنطقة حيث يدور القتال.
وقال مكتب زيلينسكي إن الرئيس زار المدينة أيضا، وتفقد مكتب إدارة الإقليم، حيث لقي 37 شخصا حتفهم في أواخر مارس/ آذار، بعد أن أصاب صاروخ روسي المبنى.
كما زار زيلينسكي مستشفى في ميكوليف، ومنح كلا من رئيس البلدية، أولكسندر سينكيفيتش، وحاكم الإقليم، فيتالي كيم، نوط الشجاعة؛ لعملهما خلال الغزو الروسي المستمر منذ أربعة أشهر.
حصار 77 عاملا
قالت وكالة الإعلام الروسية الرسمية أمس، إن 77 من العاملين في منجم للفحم بمنطقة دونيتسك الانفصالية بشرق أوكرانيا، حوصروا بعد انقطاع الكهرباء عن المنجم إثر قصف القوات الأوكرانية المنطقة.
وأضافت الوكالة نقلا عن قوات الدفاع بالمنطقة الانفصالية التي تدعمها روسيا: «نتيجة القصف من قبل (القوات الأوكرانية) انقطعت الكهرباء عن منجم زاسيادكو في دونيتسك، ولا يزال 77 من عمال المناجم محاصرين تحت الأرض».
ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من التقرير، ولم تصدر كييف أي رد حتى الآن.
وتنفي أوكرانيا عادة شن أي هجمات على المنطقتين اللتين تشكلان دونباس، وهما جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك، حيث سيطر الانفصاليون على مساحات شاسعة من الأراضي في عام 2014.
دعم كييف
وشدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، على ضرورة مواصلة دعم كييف، وتجنب «إرهاق أوكرانيا» بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب، وكان جونسون قد قام بزيارة مفاجئة إلى كييف يوم الجمعة، وعرض القيام بتدريب القوات الأوكرانية.
وفي ساحة القتال قال الجيش الأوكراني أمس، إن مدينة سيفيرودونتسك الصناعية، التي كانت هدفا رئيسيا في هجوم موسكو للسيطرة الكاملة على منطقة لوجانسك الشرقية، استمرت في التعرض لقصف مدفعي وصاروخي روسي.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في تحديث يومي: «من أجل تحسين وضعها التكتيكي، حاولت وحدات العدو شن عمليات هجومية خارج المدينة، لكنها لم تنجح».
وقالت السلطات المحلية إن مواقع متعددة في المناطق الشرقية من لوجانسك وخاركيف، وفي بولتافا ودنيبروبتروفسك غربا، تعرضت لقصف خلال الليل.
وقال حاكم إقليمي إن صواريخ روسية سقطت أيضا على ضاحية في خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، في ساعة مبكرة من صباح السبت، وأصابت مبنى بلدية وأدت إلى اندلاع حريق في مبنى سكني ولكن دون سقوط ضحايا.
المفوضية الأوروبية
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قرار السلطة التنفيذية، وهي ترتدي ملابس بلوني علم أوكرانيا الأصفر والأزرق.
وقالت: «الأوكرانيون مستعدون للموت من أجل المنظور الأوروبي، نريدهم أن يعيشوا معنا الحلم الأوروبي».
وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، في خطاب حافل بالشكوى ألقاه في سان بطرسبرج الجمعة، لكنه سعى إلى التقليل من شأن قضية الاتحاد الأوروبي.
وقال: «ليس لدينا شيء ضده.. إنه ليس كتلة عسكرية. من حق أي دولة الانضمام إلى اتحاد اقتصادي».
ومع ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن روسيا تتابع عن كثب طلب أوكرانيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة في ضوء زيادة التعاون الدفاعي بين التكتل المكون من 27 دولة.
موسكو تنفي
وتنفي موسكو استهداف المدنيين خلال ما تطلق عليه «عملية عسكرية خاصة» لنزع أسلحة أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون السكان الناطقين بالروسية.
وترفض كييف وحلفاؤها ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها للحرب.
وقال جونسون للصحفيين لدى عودته إلى بريطانيا من كييف: «يتقدم الروس ببطء شديد.. ومن الضروري بالنسبة لنا أن نظهر ما نعلم صحته؛ وهو أن أوكرانيا يمكنها الفوز وستفوز». وأضاف: «عندما ينال التعب من أوكرانيا، من المهم جدا أن نظهر أننا معها على المدى الطويل».
وتحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، بنبرة مماثلة في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي، أمس الأول الجمعة، داعيا الغرب إلى مواصلة مساعدة بلده، بتزويده بالأسلحة الثقيلة، والضغط المستمر على موسكو عن طريق العقوبات.
تسليم الأسلحة
من جهته، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أن شحنات الأسلحة الثقيلة التي تعهدت بها بلاده ستصل إلى أوكرانيا في الوقت المناسب لدعمها في مواجهة الهجوم الروسي في منطقة دونباس.
وقال شولتس في مقابلة تلفزيونية، ردا على سؤال حول هذا الشأن: «ستصل (الأسلحة) في الوقت المحدد».
وذكر شولتس أن قطاع صناعة الأسلحة في ألمانيا يعمل على ضمان تسليم الأسلحة، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن يتم تدريب الجنود الأوكرانيين على الأنظمة الحديثة، وقال: «لا يمكنك استخدام الأسلحة دون تدريب».
وأشار المستشار الألماني إلى أن المدفعية ضرورية الآن على وجه الخصوص، في ظل القتال الضخم بشرق أوكرانيا، مؤكدا أهمية أن تتمكن أوكرانيا من محاربة الطائرات المسيرة والمروحيات والطائرات. وتعهدت الحكومة الألمانية بتقديم سبعة مدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع، وثلاث قاذفات صواريخ متعددة، وحوالي 50 دبابة مضادة للطائرات من طراز «جيبارد»، ونظام دفاع صاروخي من طراز «إيريس-تي».
التحدث مع بوتين
دافع المستشار شولتس عن إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معلنا إجراء المزيد مستقبلا.
وقال شولتس في المقابلة: «من الضروري للغاية التحدث مع بوتين.. سأواصل القيام بذلك، وكذلك الرئيس الفرنسي»، مؤكدا ضرورة أن يتحدث بعض الدول وبعض القادة مع بوتين.
وذكر شولتس أن من الضروري أيضا أن تتسم هذه المحادثات مع الرئيس الروسي بالوضوح، وقال للمراسلة: «على سبيل المثال، أنا أقول (عندما أتحدث مع بوتين) الأشياء نفسها التي أقولها لك». وأوضح أن من المهم فهم أن روسيا لن تملي شروط التوصل لسلام مع أوكرانيا.
وأكد شولتس أنه قد يقول لبوتين إنه سيكون مخطئا إذا ما اعتقد أنه يمكنه سرقة الأرض، ثم يراوده الأمل في أن تتغير الأزمان وأن تعود الأمور إلى طبيعتها. وذكر شولتس أنه يطالب بوتين أيضا بسحب قواته من أوكرانيا والتوصل لاتفاق مع كييف، يكون مقبولا وسليما للشعب الأوكراني.
ممرات روسيا
وذكرت الاستخبارات البريطانية أن من المرجح أن المدنيين في منطقة سيفيرودونيتسك الأوكرانية، المتنازع عليها بشدة، ستتملكهم الريبة إزاء استخدام الممرات الإنسانية المقترحة لمغادرة المنطقة.
ولا يوجد سبيل آخر للخروج من المدينة غير الممرات الإنسانية التي حددتها روسيا وحلفاؤها، بشكل أحادي. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليومي، إن موسكو استخدمت مثل تلك الممرات سابقا في أوكرانيا وسوريا كوسيلة لإحراز تقدم في أرض المعركة، وإجبار السكان على الانتقال إلى مناطق أخرى.
ونوهت الوزارة إلى أنه في حالة لم يقبل المدنيون العرض بالخروج من أحد الممرات، من المرجح أن تبرر روسيا عدم القدرة على التمييز بينهم وبين أي هدف عسكري أوكراني في المنطقة.
استئناف المحادثات
وتعتزم أوكرانيا استئناف محادثات السلام مع روسيا، بحلول نهاية أغسطس المقبل، عندما يتم تنفيذ عمليات لهجوم مضاد.
وقال كبير المفاوضين عن كييف، دافيد أراخاميا، في مقابلة مع إذاعة «صوت أمريكا»، أمس، إن البلاد ستكون في وضع أفضل للتفاوض.
وأعرب أراخاميا عن اعتقاده بأن أوكرانيا ستجري عملية مع شن هجمات مضادة في أماكن مختلفة، دون الخوض في تفاصيل.
ومع احتدام الحرب في أوكرانيا، توقفت مفاوضات السلام.
يذكر أنه في نهاية مارس الماضي، اقترحت كييف إجراء محادثات في إسطنبول، بين أمور أخرى، للتخلي عن عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقابل ضمانات أمنية دولية.
ومع ذلك، تطالب روسيا بنزع السلاح من جارتها والتخلي عن الأراضي، بما في ذلك منطقتي «دونتسك» و«لوهانسك» شرقي البلاد.
غرق سفينة
وأكد مسؤول عسكري في وقت متأخر الجمعة، غرق سفينة روسية كانت تنقل أسلحة إلى جزيرة سنيك (الثعبان) المهمة إستراتيجيا، بعد إصابتها بصواريخ أوكرانية.
وفي وقت سابق الجمعة، تضررت قاطرة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، والتي تحمل اسم «فاسيلي بيك» بصواريخ مضادة للسفن قدمتها الدنمارك إلى أوكرانيا.
وقال الحاكم العسكري لأوديسا، ماكسيم مارشينكو، في بيان بالفيديو على قناته على تليجرام: «اتضح في وقت لاحق أنها غرقت».
ولا يمكن التأكد من هذا الزعم بشكل مستقل، كما لم يصدر أي تعليق عليه من الجانب الروسي.
بولندا تطالب
وتطالب الحكومة البولندية بفرض إجراءات عقابية جديدة ضد روسيا؛ لإبقاء الضغط الاقتصادي على موسكو لإنهاء غزوها لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، لوكاس جاسينا، لصحيفة «فيلت إم زونتاج» الألمانية، قبل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، يوم غد الإثنين: «من وجهة نظرنا، يجب فرض حزمة سابعة من العقوبات في أسرع وقت ممكن، يجب أن نواصل الضغط».
وأضاف جاسيندا: «سوف نمضي قدما في هذا الأمر، نحظى بتأييد شركائنا بالبلطيق، ونأمل أن يوافق الأوروبيون الآخرون أيضا على فرض عقوبات أكثر صرامة».
وقال نائب وزير الخارجية البولندي، مارسين برزيداتش، للصحيفة، إن حزمة العقوبات السادسة «ضربت روسيا بشدة. لكننا لم نتمكن من إضعاف بوتين بشكل كاف هو وآلته العسكرية. نحتاج إلى عقوبات إضافية وأكثر صرامة».
وأوضح أن بولندا تضغط على الشركاء الأوروبيين لتأييد فرض حزمة سابعة من العقوبات، مضيفا: «يجب أن نتحرك بطريقة منسقة كأوروبيين».
من المتوقع أن يصدق زعماء الاتحاد الأوروبي على توصيات اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الخاصة بأوكرانيا ومولدوفا المجاورة، والتي تم الإعلان عنها الجمعة، في قمة تعقد الأسبوع المقبل. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على «تويتر»، إن شجاعة الأوكرانيين أوجدت الفرصة لأوروبا «لإنشاء تاريخ جديد من الحرية، وأن تزيل أخيرا المنطقة الرمادية في أوروبا الشرقية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا».
وفي خطابه المسائي على التلفزيون الوطني، قال زيلينسكي: إن قرار الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي غير مؤكد بعد، لكنه أضاف: «يمكنك فقط تخيل قوة أوروبية قوية حقا، واستقلال أوروبي، وتطور أوروبي مع أوكرانيا».
الرئيس الأوكراني زيلينسكي على الجبهة
وزار الرئيس الأوكراني زيلينسكي الجنود الأوكرانيين على الجبهة الجنوبية خلال رحلة عمل إلى إقليم ميكوليف، لكنه لم يحدد متى تمت الزيارة، وفي مقطع مصور نُشر على حسابه الرسمي في «تليجرام»، سلم الرئيس الأوكراني، الذي كان يرتدي قميصه العسكري المميز، الجنود أوسمة والتقط معهم صورا شخصية في داخل ما بدا أنه مخبأ تحت الأرض.
وقال: «هؤلاء رجالنا الشجعان. كل واحد منهم يقدم كل ما لديه.. بالتأكيد سنصمد! بالتأكيد سنكسب!».
ووصلت القوات الروسية إلى ضواحي مدينة ميكوليف، عاصمة الإقليم، في أوائل مارس، لكن القوات الأوكرانية أجبرتها على التراجع في ذلك الوقت إلى الحواف الشرقية والجنوبية للمنطقة حيث يدور القتال.
وقال مكتب زيلينسكي إن الرئيس زار المدينة أيضا، وتفقد مكتب إدارة الإقليم، حيث لقي 37 شخصا حتفهم في أواخر مارس/ آذار، بعد أن أصاب صاروخ روسي المبنى.
كما زار زيلينسكي مستشفى في ميكوليف، ومنح كلا من رئيس البلدية، أولكسندر سينكيفيتش، وحاكم الإقليم، فيتالي كيم، نوط الشجاعة؛ لعملهما خلال الغزو الروسي المستمر منذ أربعة أشهر.
حصار 77 عاملا
قالت وكالة الإعلام الروسية الرسمية أمس، إن 77 من العاملين في منجم للفحم بمنطقة دونيتسك الانفصالية بشرق أوكرانيا، حوصروا بعد انقطاع الكهرباء عن المنجم إثر قصف القوات الأوكرانية المنطقة.
وأضافت الوكالة نقلا عن قوات الدفاع بالمنطقة الانفصالية التي تدعمها روسيا: «نتيجة القصف من قبل (القوات الأوكرانية) انقطعت الكهرباء عن منجم زاسيادكو في دونيتسك، ولا يزال 77 من عمال المناجم محاصرين تحت الأرض».
ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من التقرير، ولم تصدر كييف أي رد حتى الآن.
وتنفي أوكرانيا عادة شن أي هجمات على المنطقتين اللتين تشكلان دونباس، وهما جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك، حيث سيطر الانفصاليون على مساحات شاسعة من الأراضي في عام 2014.
دعم كييف
وشدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، على ضرورة مواصلة دعم كييف، وتجنب «إرهاق أوكرانيا» بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب، وكان جونسون قد قام بزيارة مفاجئة إلى كييف يوم الجمعة، وعرض القيام بتدريب القوات الأوكرانية.
وفي ساحة القتال قال الجيش الأوكراني أمس، إن مدينة سيفيرودونتسك الصناعية، التي كانت هدفا رئيسيا في هجوم موسكو للسيطرة الكاملة على منطقة لوجانسك الشرقية، استمرت في التعرض لقصف مدفعي وصاروخي روسي.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في تحديث يومي: «من أجل تحسين وضعها التكتيكي، حاولت وحدات العدو شن عمليات هجومية خارج المدينة، لكنها لم تنجح».
وقالت السلطات المحلية إن مواقع متعددة في المناطق الشرقية من لوجانسك وخاركيف، وفي بولتافا ودنيبروبتروفسك غربا، تعرضت لقصف خلال الليل.
وقال حاكم إقليمي إن صواريخ روسية سقطت أيضا على ضاحية في خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، في ساعة مبكرة من صباح السبت، وأصابت مبنى بلدية وأدت إلى اندلاع حريق في مبنى سكني ولكن دون سقوط ضحايا.
المفوضية الأوروبية
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قرار السلطة التنفيذية، وهي ترتدي ملابس بلوني علم أوكرانيا الأصفر والأزرق.
وقالت: «الأوكرانيون مستعدون للموت من أجل المنظور الأوروبي، نريدهم أن يعيشوا معنا الحلم الأوروبي».
وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، في خطاب حافل بالشكوى ألقاه في سان بطرسبرج الجمعة، لكنه سعى إلى التقليل من شأن قضية الاتحاد الأوروبي.
وقال: «ليس لدينا شيء ضده.. إنه ليس كتلة عسكرية. من حق أي دولة الانضمام إلى اتحاد اقتصادي».
ومع ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن روسيا تتابع عن كثب طلب أوكرانيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة في ضوء زيادة التعاون الدفاعي بين التكتل المكون من 27 دولة.
موسكو تنفي
وتنفي موسكو استهداف المدنيين خلال ما تطلق عليه «عملية عسكرية خاصة» لنزع أسلحة أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون السكان الناطقين بالروسية.
وترفض كييف وحلفاؤها ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها للحرب.
وقال جونسون للصحفيين لدى عودته إلى بريطانيا من كييف: «يتقدم الروس ببطء شديد.. ومن الضروري بالنسبة لنا أن نظهر ما نعلم صحته؛ وهو أن أوكرانيا يمكنها الفوز وستفوز». وأضاف: «عندما ينال التعب من أوكرانيا، من المهم جدا أن نظهر أننا معها على المدى الطويل».
وتحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، بنبرة مماثلة في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي، أمس الأول الجمعة، داعيا الغرب إلى مواصلة مساعدة بلده، بتزويده بالأسلحة الثقيلة، والضغط المستمر على موسكو عن طريق العقوبات.
تسليم الأسلحة
من جهته، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أن شحنات الأسلحة الثقيلة التي تعهدت بها بلاده ستصل إلى أوكرانيا في الوقت المناسب لدعمها في مواجهة الهجوم الروسي في منطقة دونباس.
وقال شولتس في مقابلة تلفزيونية، ردا على سؤال حول هذا الشأن: «ستصل (الأسلحة) في الوقت المحدد».
وذكر شولتس أن قطاع صناعة الأسلحة في ألمانيا يعمل على ضمان تسليم الأسلحة، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن يتم تدريب الجنود الأوكرانيين على الأنظمة الحديثة، وقال: «لا يمكنك استخدام الأسلحة دون تدريب».
وأشار المستشار الألماني إلى أن المدفعية ضرورية الآن على وجه الخصوص، في ظل القتال الضخم بشرق أوكرانيا، مؤكدا أهمية أن تتمكن أوكرانيا من محاربة الطائرات المسيرة والمروحيات والطائرات. وتعهدت الحكومة الألمانية بتقديم سبعة مدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع، وثلاث قاذفات صواريخ متعددة، وحوالي 50 دبابة مضادة للطائرات من طراز «جيبارد»، ونظام دفاع صاروخي من طراز «إيريس-تي».
التحدث مع بوتين
دافع المستشار شولتس عن إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معلنا إجراء المزيد مستقبلا.
وقال شولتس في المقابلة: «من الضروري للغاية التحدث مع بوتين.. سأواصل القيام بذلك، وكذلك الرئيس الفرنسي»، مؤكدا ضرورة أن يتحدث بعض الدول وبعض القادة مع بوتين.
وذكر شولتس أن من الضروري أيضا أن تتسم هذه المحادثات مع الرئيس الروسي بالوضوح، وقال للمراسلة: «على سبيل المثال، أنا أقول (عندما أتحدث مع بوتين) الأشياء نفسها التي أقولها لك». وأوضح أن من المهم فهم أن روسيا لن تملي شروط التوصل لسلام مع أوكرانيا.
وأكد شولتس أنه قد يقول لبوتين إنه سيكون مخطئا إذا ما اعتقد أنه يمكنه سرقة الأرض، ثم يراوده الأمل في أن تتغير الأزمان وأن تعود الأمور إلى طبيعتها. وذكر شولتس أنه يطالب بوتين أيضا بسحب قواته من أوكرانيا والتوصل لاتفاق مع كييف، يكون مقبولا وسليما للشعب الأوكراني.
ممرات روسيا
وذكرت الاستخبارات البريطانية أن من المرجح أن المدنيين في منطقة سيفيرودونيتسك الأوكرانية، المتنازع عليها بشدة، ستتملكهم الريبة إزاء استخدام الممرات الإنسانية المقترحة لمغادرة المنطقة.
ولا يوجد سبيل آخر للخروج من المدينة غير الممرات الإنسانية التي حددتها روسيا وحلفاؤها، بشكل أحادي. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليومي، إن موسكو استخدمت مثل تلك الممرات سابقا في أوكرانيا وسوريا كوسيلة لإحراز تقدم في أرض المعركة، وإجبار السكان على الانتقال إلى مناطق أخرى.
ونوهت الوزارة إلى أنه في حالة لم يقبل المدنيون العرض بالخروج من أحد الممرات، من المرجح أن تبرر روسيا عدم القدرة على التمييز بينهم وبين أي هدف عسكري أوكراني في المنطقة.
استئناف المحادثات
وتعتزم أوكرانيا استئناف محادثات السلام مع روسيا، بحلول نهاية أغسطس المقبل، عندما يتم تنفيذ عمليات لهجوم مضاد.
وقال كبير المفاوضين عن كييف، دافيد أراخاميا، في مقابلة مع إذاعة «صوت أمريكا»، أمس، إن البلاد ستكون في وضع أفضل للتفاوض.
وأعرب أراخاميا عن اعتقاده بأن أوكرانيا ستجري عملية مع شن هجمات مضادة في أماكن مختلفة، دون الخوض في تفاصيل.
ومع احتدام الحرب في أوكرانيا، توقفت مفاوضات السلام.
يذكر أنه في نهاية مارس الماضي، اقترحت كييف إجراء محادثات في إسطنبول، بين أمور أخرى، للتخلي عن عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقابل ضمانات أمنية دولية.
ومع ذلك، تطالب روسيا بنزع السلاح من جارتها والتخلي عن الأراضي، بما في ذلك منطقتي «دونتسك» و«لوهانسك» شرقي البلاد.
غرق سفينة
وأكد مسؤول عسكري في وقت متأخر الجمعة، غرق سفينة روسية كانت تنقل أسلحة إلى جزيرة سنيك (الثعبان) المهمة إستراتيجيا، بعد إصابتها بصواريخ أوكرانية.
وفي وقت سابق الجمعة، تضررت قاطرة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، والتي تحمل اسم «فاسيلي بيك» بصواريخ مضادة للسفن قدمتها الدنمارك إلى أوكرانيا.
وقال الحاكم العسكري لأوديسا، ماكسيم مارشينكو، في بيان بالفيديو على قناته على تليجرام: «اتضح في وقت لاحق أنها غرقت».
ولا يمكن التأكد من هذا الزعم بشكل مستقل، كما لم يصدر أي تعليق عليه من الجانب الروسي.
بولندا تطالب
وتطالب الحكومة البولندية بفرض إجراءات عقابية جديدة ضد روسيا؛ لإبقاء الضغط الاقتصادي على موسكو لإنهاء غزوها لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، لوكاس جاسينا، لصحيفة «فيلت إم زونتاج» الألمانية، قبل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، يوم غد الإثنين: «من وجهة نظرنا، يجب فرض حزمة سابعة من العقوبات في أسرع وقت ممكن، يجب أن نواصل الضغط».
وأضاف جاسيندا: «سوف نمضي قدما في هذا الأمر، نحظى بتأييد شركائنا بالبلطيق، ونأمل أن يوافق الأوروبيون الآخرون أيضا على فرض عقوبات أكثر صرامة».
وقال نائب وزير الخارجية البولندي، مارسين برزيداتش، للصحيفة، إن حزمة العقوبات السادسة «ضربت روسيا بشدة. لكننا لم نتمكن من إضعاف بوتين بشكل كاف هو وآلته العسكرية. نحتاج إلى عقوبات إضافية وأكثر صرامة».
وأوضح أن بولندا تضغط على الشركاء الأوروبيين لتأييد فرض حزمة سابعة من العقوبات، مضيفا: «يجب أن نتحرك بطريقة منسقة كأوروبيين».