عبدالرحمن المرشد

قبل البدء في المقال أود التأكيد أنني لا أنفي ارتفاع أسعار العقار ولكن هذا الارتفاع لا يشمل جميع المواقع بمعنى أن الفيلا، التي مساحتها 400 متر في حي (الملقا أو الغدير أو حطين) تساوي خمسة ملايين نجد أن سعرها في حي (الشفاء أو السويدي الغربي أو ظهرة البديعة) لا يتجاوز مليونين. إذن المشكلة ليست في ارتفاع العقار وإنما في اختيار الحي تحديداً، أغلبنا حالياً عندما يريد الانتقال من سكنه أو بناء سكن جديد ـ لا يفكر ـ في غير شمال الرياض وكأن الجنوب أو الغرب منطقة طرد سكاني مما فاقم من ارتفاع أسعار أحياء شمال الرياض، حيث بدأت الناس تربط مفهوم هذا الغلاء العقاري بتلك المواقع، ولكن لو تم التفكير بمنطق وعقلانية وتوجه الناس إلى مواقع أخرى سنجد خيارات متنوعة وأسعار مختلفة، بل ستقل قيمة عقارات أحياء شمال الرياض.

أغلب الأثرياء الذين يقطنون تلك الأحياء الغالية لم يشتروها وقت الغلاء، بل اشتروها عندما كانت أراضي فضاء بأسعار زهيدة وعندما ازدهرت سكانياً شرعوا في بنائها، أما الأغلب من متوسطي الدخل، فإنهم لا يفكرون في الشراء إلا بعد ارتفاع أسعار الأحياء ونموها، وهذا منطق اقتصادي غير سليم، المشكلة في طريقة التفكير والتخطيط غير المدروس؛ لأن الجميع حالياً يتحدث عن أحياء مزدهرة قائمة ويتمنى السكن بها، وهذه بالطبع ستكون مرتفعة ولكن اذهبوا بعيداً لتجدوا أسعارا مغرية ومساحات جيدة، ومع قليل من الانتظار سيتحقق الحلم بإذن الله.

طرح البعض قبل عدة سنوات ـ مع التوسع العمراني لمدينة الرياض ـ فكرة الانتقال لبعض المدن الصغيرة على أطراف العاصمة مثل (العيينة وحريملاء وضرماء)، واستهجنها البعض في ذلك الوقت، ولكن ما هو الوضع حالياً؟ تضاعفت أسعار تلك المدن أربع أو خمس مرات، كما انتقل إليها الكثير من الناس للسكنى، وضاعت الكثير من الفرص التي لا تنتظر.

مخططات في شرق الرياض لم تتجاوز أسعار الأمتار بها حتى الآن (800) ريال، لماذا لا نفكر بها وننتظر قليلاً حتى تتحرك ونذهب للبناء والسكن هناك؟ فكروا بعيداً واحصلوا على الفرص قبل ضياعها.

يوجد في ضرماء أكبر مشروع ترفيهي بالعالم (مشروع القدية) ألا تعتقدون أنها منطقة صالحة للسكن بامتياز، وأسعار أمتارها لم تتجاوز الـ 1200 ريال. لا تربطوا موضوع السكن بأحياء معينة وتشتكوا من ارتفاع العقار.

@almarshad_1