فهد الخالدي

وأخيرا.. جاءت اللحظة التي طال انتظارها بإعلان وزارة الداخلية رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية لمكافحة جائحة كورونا بما في ذلك عدم اشتراط لبس الكمامة في الأماكن المغلقة، وعدم اشتراط التحصين والتدقيق في الحالة الصحية في تطبيق توكلنا للدخول إلى المنشآت والأنشطة والمناسبات والفعاليات ووسائل النقل التي تقتضي طبيعتها اشتراط التحصين والاستمرار في التحقق من الحالة الصحية، وأن يصبح اشتراط أخذ الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاح كوفيد 19 لمغادرة المواطنين إلى خارج المملكة (8) أشهر بدلا من (3) أشهر من تلقي الجرعة الثانية إضافة إلى التسهيلات التي تضمنها القرار دون تهاون في المحافظة على صحة المواطن والمقيم. إن هذا الإعلان يجيء دون شك بعد متابعة دقيقة وبحرص شديد إنما هو نتيجة للجهود المباركة التي قامت بها الدولة بكافة أجهزتها ومرافقها في مكافحة هذه الجائحة على كافة الصعد وفي مقدمتها الجوانب الصحية والوقائية، وإتاحة التطعيمات الفعالة واللازمة لكافة الفئات العمرية من المواطنين والمقيمين، والحزم في تطبيق الإجراءات إضافة إلى ما اتخذ من إجراءات وقرارات منها تحول التعليم وكثير من الخدمات والأنشطة الاقتصادية إلى العمل عن بعد خاصة في ذروة الجائحة، كل هذه الإجراءات التي أمرت بها وتابعت تنفيذها القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد والتي تمت بكل نجاح وسلاسة أدت إلى هذه النتيجة التي جعلت بلادنا بين أوائل الدول التي تعلن انتهاء الإجراءات الاحترازية بناء على ما وصل إليه الوضع العام من اطمئنان والحمد لله، وفي نفس الوقت استثناء بعض الأنشطة والفعاليات التي تقتضي طبيعتها استمرار اتخاذ الإجراءات الاحترازية تحسبا من أية انتكاسة أو تراجع -لا سمح الله-، مما يؤكد أن الجهات المسؤولة ستستمر في المتابعة والمراقبة واتخاذ القرارات المناسبة تبعا لأية مستجدات، لا سيما وأن كثيرا من الدول تتصاعد فيها أعداد الإصابات ومنها الصين التي ظهر فيها الوباء لأول مرة، ومما يجب قوله أيضا بعد حمد الله ثم الثناء على الجهود المخلصة لكل من شارك في الوصول إلى هذه النتيجة أن المرحلة القادمة ينبغي أن تتسم بالحذر الشديد تحسبا لأي جديد -لا سمح الله- قد يؤدي إلى العودة للوراء، ولذا فإن المواطن والمقيم مدعوون إلى المسارعة لمراجعة الجهات الصحية عند أي تغيير كما أن على المدارس وغيرها من الجهات التي تقتضي طبيعة أنشطتها وجود تجمعات كبيرة في أماكن مغلقة المسارعة إلى تكثيف إجراءات المراقبة والمتابعة، وقد أعجبني ما أعلن عن رغبة التعليم في الاستمرار في تطبيق ارتداء الكمامة نظرا لإمكانية تعرض أعداد ولو كانت قليلة من الطلاب للإصابة.. نتطلع أن يكون إعلان الداخلية هو الوداع الأخير لكوفيد 19 عن بلادنا الغالية وعن كل البلاد على هذا الكوكب.. ولتحقق هذه الأمنيات فإن العيون ينبغي أن تكون منتبهة وواعية وعلى الله الاتكال.

@Fahad_otaish