مطلق العنزي

دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، الأسبوع الماضي ثلاث مبادرات في شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية»؛ مركز «أجيال» للتعليم ومهارات الحياة، ويهتم برعاية المعاقين، والأكاديمية الوطنية للسيدات للتدريب التقني والفني، ومشروع توسيع غابة «القرم». في إطار مبادرات الشركة السخية لخدمة المجتمع، فضلا عن التأثير، الذي يمتد لعقود، بـ«ثقافة أرامكو» المبدعة في الإدارة والسلامة والصحة والتخطيط المدني، وحتى العلاقات اليومية والتواصل الاجتماعي.

أهمية المشروعات تكمن، بصورة خاصة، في أن أرامكو السعودية هي التي خططت، وهي التي تدير، وهذا يعطي للمبادرات نفحة روحية وشحنة قوية من أكسير الحياة، لثقتنا أن الشركة محترفة أعمال وتلتزم بقواعد شرف مهني في التخطيط والإدارة، وتعزف عن العروض المسرحية إلى الأداء النوعي، إلى درجة أن يأخذني العجب أن المسؤولين والإدارات المدنية بالمملكة وبالمنطقة الشرقية بوجه خاص، وقد جاوروا أرامكو سنين مما تعدون، لم يتأثروا مهنياً بنهج الشركة وثقافتها وإشاعة روحها في مكاتبهم. وأضعف الإيمان، قواعد التنظيم والالتزام، وهذه لا تحتاج إلى تمويلات ولا ميزانيات ولا دعك مبرح للجباه. فقط تنظيم ورقابة والتزام مهني وأخلاقي.

مركز التعليم، مشروع مهم، وفي بداياته الأولى، وكذلك كلية السيدات، لكن غابة «القرم» قصة «خضراء» مختلفة ناجحة. وأتمنى أن يتوسع المشروع ليشمل شواطئ أخرى. وقيل إن شواطئ البحر الأحمر، مثل شواطئ الخليج، حاضنة للقرم وصديقة حميمة لغياض الإيك.

وحبذا لو تتقيد أرامكو بالاسم العربي «القرم» وليس «مانجروف»، جاء في كتاب «المحكم والمحيط الأعظم»: قَالَ أَبُو حنيفَة: ‌«القرم، بِالضَّمِّ: ‌شجر ينْبت فِي جَوف مَاء الْبَحْر، وَهُوَ يشبه ‌شجر الدلب فِي غلظ سوقه وَبَيَاض قشره، وورقه مثل ورق اللوز والأراك، وثمره مثل الصومر. وَمَاء الْبَحْر عَدو كل شَيْء من الشّجر إِلَّا ‌القرم والكندلي».

وأتمنى أن تفكر الشركة بمد روحها الخضراء إلى الصحاري، وتدرس جدوى مشروع زراعة أشجار تاريخية مثل الأثل والأراك والطلح والسدر والسمر والغاف الشهيرة بصبرها وبمكابدتها للصحاري والشموس وملاوعة المناخات.

* وتر

بيمين اليُمن، أغرس الغصون الخضر،

يفيء ظل الوارفات..

إذ السامقات المهيبة، مواعيد خمائل،

وبهجة الثرى المقدس الظامئ..

@malanzi3