اللواء م. سعد الغامدي

أنعَم الله علينا بوطنٍ عظيم، وقيادةٍ حكيمة، ورجالٍ أوفياء مخلصين، علينا أن نحمد الله على نِعَمه التي لا تُحصى.

أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخرًا عن رفع كافة الإجراءات الاحترازية المتبعة للحماية من فيروس كورونا الذي كان له الأثر الكبير على الأرواح والاقتصاد في العالم بأسره.

لنعُد قليلًا إلى الوراء، ونستذكر الساعات الأولى لاستقبال الأنباء حول هذا الفيروس، وكيف كانت الحكمة والبصيرة، وحزم القرار؛ لمواجهة الأخطار الناجمة عنه.

كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، هي المؤشر الأول، والتوجيه السليم لكافة الشعب السعودي، ولكل مقيم على أرض هذا الوطن الغالي بأن هناك جائحة خطيرة، وأن علينا أن نلتزم بالتوجيهات والتعليمات الخاصة بهذا الشأن، واتخاذ الحذر من خطورته.

تلي ذلك كلمة كانت بمثابة التحذير الشديد من معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، والذي بدوره حذّر وشدّد على أهمية الالتزام بخطة وزارة الصحة لمكافحة الجائحة.

بدأت إدارة الأزمة بطريقة لم تصل إليها أفضل الدول وأكثرها تقدمًا في مجال الصحة، وتم تشكيل الفرق الوزارية، التي ضربت أروع الأمثلة في النجاح على مستوى العالم.

لقد ضخّت الدولة ميزانية هائلة، وتولَّت وزارة الصحة والجهات المعنية إعداد خطة متكاملة تضمنت تأمين التجهيزات والمستشفيات ومواقع العزل، وتابعت الأمر بدقة وشفافية عبر المؤتمرات الصحية اليومية.

وقامت تلك الجهات مشكورة بالمتابعة الميدانية، وفرض الالتزام، وحرصت على الأرواح، وتنفيذ التعليمات الصحية.

ولاستمرارية التعليم، قامت وزارة التعليم بالتحوُّل الفوري رغم الصعوبات الرقمية إلى تحويل التعليم عن بُعد من خلال التعليم الإلكتروني.

واجتمعت كافة الوزارات الأخرى من خلال القطاعات الحكومية والمدنية، بالتعاون لإنجاح الخطط الممنهجة داخل المملكة وخارجها. ولم تغفل المملكة المواطنين السعوديين بالخارج في جميع دول العالم، وتكفلت بإسكانهم وعلاجهم ونقلهم وإعادتهم لأرض الوطن، ولم تُهمل أيضًا المقيمين من جميع الجنسيات، حيث قدَّمت لهم اللقاحات والعلاج والاهتمام بهم دون مقابل، وعاملتهم معاملة المواطن في لفتة إنسانية، قل أن تجدها.

الحكومة تابعت التوجيهات وأوعزت للمواطنين والمقيمين بالالتزام بالتعليمات واللقاحات، حتى تمَّ بحمد الله إعلان نهاية الجائحة.

علينا ألا ننسى أن المملكة مع بداية الجائحة كانت تحمي الوطن على حدوده الجنوبية، وتزاحم الدول لحجز موقعها في مجال الاقتصاد، وتسابق الزمن في التنمية والرقي باحتياجات المواطن، وحفظ أمنه وحقوقه.

فكم هي عظيمة دولتنا، وكم نحن مدينون لها بهذا الاهتمام والحرص، وعلينا أن نرد هذا الجميل بالولاء والتفاني في الخدمة والإخلاص والبناء والطاعة، والدعاء لولاة الأمر الذين لا يألون جهدًا في خدمة الوطن بكافة المجالات.

حفظ الله دولتنا، وولاة أمرنا من كل مكروه، وحفظ على وطننا الغالي أمنه وأمانه واستقراره، وإلى الأمام يا أغلى ثرى.