د. أحمد الكويتي

إن تعزيز قيم الجودة من خلال تضمينها المناهج الدراسية للتعليم العام والجامعي والتدريب وإطلاق الحملات التوعوية من خلال القنوات الممكنة، بهدف جعل الجودة منهج حياة لدى الأفراد والمؤسسات والمجتمع، كانت من أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر الوطني الثامن للجودة في المدينة المنورة بتنظيم الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة باعتبارها أداة من الأدوات التي لها دور كبير في تعزيز قيم الجودة ونشر رسالتها لدى المجتمع والتي تحولنا إلى نموذج يحتذى به لرؤية ٢٠٣٠.

والناظر إلى هذه التوصية يرى بوضوح أنها أرست مجموعة من القيم ذات الصلة بالجودة التي يتم تعلمها بصورة مشتركة من أجل التطوير والتحسين.

ومن أهم القيم لتوفير البنى التحتية الداعمة للجودة ولها أهمية كبيرة لإزالة أي عوائق فنية من الممكن أن تكون مانعا لتحقيق نجاحاتنا هي المناهج الدراسية للتعليم العام والجامعي ودورها ملموس في تعزيز قيم الجودة فهي من أكبر المؤشرات لاكتساب معارف ومهارات جديدة وتغير أسلوب التفكير للأفضل. ولن يتم ذلك إلا من خلال تضمين وتجويد التعليم العام والجامعي على الصعيد المؤسسي باعتباره المكان الذي تتفاعل فيه مدخلات التعليم بعملياته المختلفة وصولا إلى مخرجاته التي يرجى أن تكون بمستويات ومعايير تحدد رسالة المناهج الدراسية وتبين أهدافها وخططها الإستراتيجية وآلياتها التنفيذية وبذلك نستطيع أن نضمن أكبر دعم لقيم الجودة ورؤيتها المستقبلية في المجتمع.

ويتضح لنا كذلك من خلال التوصية أن التدريب يعمل على وضوح الوعي الكامل بالجودة بشكل واضح على فكرة التحسين المستمر لتحقيق متطلبات نشر قيم الجودة ويمكن من خلاله تحقيق العديد من النجاحات.

أما إطلاق حملات التوعية فهي بمثابة المرشد الذي ينبغي التوجه إليه لكونها من أهم السبل لفهم الجودة وبدونها لن تكون الجودة فعالة ولن تحقق النتائج المرجوة منها إلى حد بعيد.

وتعتبر القنوات الرسمية الممكنة أهم أداة تساعد على نشر الجودة باعتبارها من أهم المعايير الحاكمة لبقائها مستمرة، وسرعة انتشار رسالتها وتأكيد مضامينها، التي تسعى إليها وكلما كانت هذه القنوات أكثر فاعلية استطاعت الجودة أن تلعب دورها باحترافية وتحقيق الغاية المرجوة منها.

إن سر بقاء الجودة وتعزيز قيمها بصورة قوية سوف يحقق نتائج في غاية الأهمية لأنه سيعمل على معرفة كيفية استخدام طرق وأدوات التطبيق وتحقيق النجاح والعمل من خلال التطبيق الكفء والفعال للجودة.

وخلاصة القول نستطيع أن نقول بأن أدوات الجودة التي اختتمت بها فعاليات المؤتمر الوطني الثامن للجودة (المناهج الدراسية - التدريب - إطلاق الحملات التوعوية) تعتبر واحدة من أهم التوصيات التي تعمل على تعزيز قيم الجودة وتعتبر وبحق الأسلوب الأمثل ذا الصلة بالجودة التي ينبغي علينا جميعا أن نتكاتف من أجل نشرها وتعميمها على أوسع نطاق من أجل تطوير قدرة المؤسسات على مجابهة الظروف الخارجية التي تحيط بها وعلى إدارة شؤونها الداخلية والتي تشكل تحديا كبيرا ينبغي التغلب عليه لتحقيق الإنتاجية والكفاءة وتطويرها المستقبلي.

@Ahmedkuwaiti