تعتبر حياة الفرد منا نتيجة لسلسلة طويلة من القرارات، لذا فقد قال أهل التجربة والحكمة (حياتك من صنع قراراتك). وهذه القرارات إما أن تكون قرارات للتعامل مع شؤون روتينية بسيطة ذات طبيعة متكررة وهي ما تسمى بالقرارات الدورية، أو تكون قرارات لتفادي الوقوع في خطر محتمل أو لحل مشكلة قائمة وهي ما تسمى بالقرارات التكتيكية أو الوقائية أو تكون قرارات استباقية بغرض صناعة تغيير جديد كالظفر بفرص مستقبلية أو تحقيق أهداف بعيدة المدى تعزز من مكانة الفرد وترتقي بها سواء كانت على المستوى الشخصي أو العملي وهي ما تسمى بالقرارات الإستراتيجية.
يتضح لنا مما سبق العلاقة المباشرة بين حياة الإنسان وقراراته، لذا يعتبر علماء النفس القرار بأنه من الأنشطة العقلية ذات الأثر النفسي المباشر على الفرد، فهو يعبر عن السلوك الذي يختاره للتفاعل مع أمر ما فإما القيام به أو رفضه وتجنبه. وقد قال المفكر الأمريكي الشهير ديل كارنجي المهتم بتطوير الذات والعلاقات الإنسانية عن هذه العلاقة: إن أصعب اللحظات تلك التي تعتزم فيها اتخاذ قرار صائب لكنه يؤلمك.
وقد تطور مصطلح القرار مع مر العصور ووضعت له العديد من التعاريف والتفسيرات المختلفة حيث عرّفه الاقتصادي الأمريكي شيستر بارنارد وهو الأكاديمي بجامعة هارفرد بأنه التصرف بعناصر البيئة بغرض تحقيق المستهدفات، بينما يرى آخرون أن القرار أشمل وأكبر من ذلك فهو المنهج أو الطريقة المختارة التي يمكن تبنيها من البداية وصولا إلى تحقيق هذه المستهدفات.
وفي جانب آخر فقد اختلف أهل الاختصاص في استخدام المصطلح المناسب للتعبير عن التعاطي مع القرار ما بين مصطلح اتخاذ القرار «Decision Taking» ومصطلح صناعة القرار «Decision Making»، فهنالك من يرى أنهما وجهان لعملة واحدة، بينما يرى فريق آخر أنهما مختلفان كليا، في حين يرى فريق ثالث أنهما مكملان لبعضهما.
ولإيضاح هذا التباين في استخدام المصطلح الأنسب والوصول إلى القول الفصل في ذلك، فإننا نقول إن عملية صناعة القرار هي المنهجية التي تتضمن سلسلة من المراحل العملية المتتابعة والمرتبة ترتيبا منطقيا، وقد أطرها المختصون في عدد من المراحل سميت بالخطوات السبع لصناعة القرار الفعّال (7 steps for effective decision making) حيث تبدأ بمرحلة تحديد وتعريف المشكلة تليها مرحلة جمع وتحليل المعلومات والبيانات اللازمة ثم طرح الحلول والبدائل الممكنة مع دراسة سلبيات وإيجابيات كل بديل وبناء على ذلك يتم اختيار البديل الأنسب لحل المشكلة أو للوصول للهدف المطلوب وهذه المرحلة هي مرحلة اتخاذ القرار والتي تتم فيها المفاضلة بين عدد من الاحتمالات الممكنة وهي الخلاصة التي يقوم فيها صانع القرار باتخاذ الإجراء المناسب، وآخر هذه المراحل السبع لصناعة القرار هي مرحلة متابعة ومراقبة عملية التنفيذ والتي تهدف لقياس أثر القرار المتخذ على حل المشكلة أو الوصول للهدف المنشود واتخاذ أي إجراءات تصحيحية في حال الحيود إن وجد.
عليه وبناء على ما تقدم يتضح جليا أن عملية اتخاذ القرار هي جزء لا يتجزأ من منظومة صناعة القرار وهي أحد أركانه الرئيسية وهذا ما ذهب إليه الفريق الثالث المشار إليه سلفا. ومن الأمور الهامة للارتقاء بجودة صناعة القرار إضافة إلى تطبيق الخطوات السبع الآنفة الذكر هي التأكد من صحة المدخلات فهي العمود الفقري الذي سيتم الاعتماد عليه في عملية صناعة القرار، وكذلك الاستفادة من التجارب السابقة ومن استشارة أهل الرأي والخبرة، لذا يقال القرارات الجيدة تأتي من الخبرة والخبرة تأتي من اتخاذ القرارات السيئة، وأخيرا فعلى صانع القرار أن يتحلى بالشجاعة وعدم التردد والخوف من خوض غمار التغيير المحتمل المبني على قراراته.
(@abolubna95)
يتضح لنا مما سبق العلاقة المباشرة بين حياة الإنسان وقراراته، لذا يعتبر علماء النفس القرار بأنه من الأنشطة العقلية ذات الأثر النفسي المباشر على الفرد، فهو يعبر عن السلوك الذي يختاره للتفاعل مع أمر ما فإما القيام به أو رفضه وتجنبه. وقد قال المفكر الأمريكي الشهير ديل كارنجي المهتم بتطوير الذات والعلاقات الإنسانية عن هذه العلاقة: إن أصعب اللحظات تلك التي تعتزم فيها اتخاذ قرار صائب لكنه يؤلمك.
وقد تطور مصطلح القرار مع مر العصور ووضعت له العديد من التعاريف والتفسيرات المختلفة حيث عرّفه الاقتصادي الأمريكي شيستر بارنارد وهو الأكاديمي بجامعة هارفرد بأنه التصرف بعناصر البيئة بغرض تحقيق المستهدفات، بينما يرى آخرون أن القرار أشمل وأكبر من ذلك فهو المنهج أو الطريقة المختارة التي يمكن تبنيها من البداية وصولا إلى تحقيق هذه المستهدفات.
وفي جانب آخر فقد اختلف أهل الاختصاص في استخدام المصطلح المناسب للتعبير عن التعاطي مع القرار ما بين مصطلح اتخاذ القرار «Decision Taking» ومصطلح صناعة القرار «Decision Making»، فهنالك من يرى أنهما وجهان لعملة واحدة، بينما يرى فريق آخر أنهما مختلفان كليا، في حين يرى فريق ثالث أنهما مكملان لبعضهما.
ولإيضاح هذا التباين في استخدام المصطلح الأنسب والوصول إلى القول الفصل في ذلك، فإننا نقول إن عملية صناعة القرار هي المنهجية التي تتضمن سلسلة من المراحل العملية المتتابعة والمرتبة ترتيبا منطقيا، وقد أطرها المختصون في عدد من المراحل سميت بالخطوات السبع لصناعة القرار الفعّال (7 steps for effective decision making) حيث تبدأ بمرحلة تحديد وتعريف المشكلة تليها مرحلة جمع وتحليل المعلومات والبيانات اللازمة ثم طرح الحلول والبدائل الممكنة مع دراسة سلبيات وإيجابيات كل بديل وبناء على ذلك يتم اختيار البديل الأنسب لحل المشكلة أو للوصول للهدف المطلوب وهذه المرحلة هي مرحلة اتخاذ القرار والتي تتم فيها المفاضلة بين عدد من الاحتمالات الممكنة وهي الخلاصة التي يقوم فيها صانع القرار باتخاذ الإجراء المناسب، وآخر هذه المراحل السبع لصناعة القرار هي مرحلة متابعة ومراقبة عملية التنفيذ والتي تهدف لقياس أثر القرار المتخذ على حل المشكلة أو الوصول للهدف المنشود واتخاذ أي إجراءات تصحيحية في حال الحيود إن وجد.
عليه وبناء على ما تقدم يتضح جليا أن عملية اتخاذ القرار هي جزء لا يتجزأ من منظومة صناعة القرار وهي أحد أركانه الرئيسية وهذا ما ذهب إليه الفريق الثالث المشار إليه سلفا. ومن الأمور الهامة للارتقاء بجودة صناعة القرار إضافة إلى تطبيق الخطوات السبع الآنفة الذكر هي التأكد من صحة المدخلات فهي العمود الفقري الذي سيتم الاعتماد عليه في عملية صناعة القرار، وكذلك الاستفادة من التجارب السابقة ومن استشارة أهل الرأي والخبرة، لذا يقال القرارات الجيدة تأتي من الخبرة والخبرة تأتي من اتخاذ القرارات السيئة، وأخيرا فعلى صانع القرار أن يتحلى بالشجاعة وعدم التردد والخوف من خوض غمار التغيير المحتمل المبني على قراراته.
(@abolubna95)