شيخة العامودي

سماء المعرفة تنيرها الأفكار والأفكار ثمار قطافها دانية يصل إليها من ملك قامة مرنة تلاحظ المشكلات والنواقص وتمكنه من وضع الحلول وسد الثغرات وتوفير الحاجات.

خارطة الأفكار تشبه نوعا ما الكلمات المتقاطعة، التي يجبرك المعنى فيها على إيجاد الكلمات أو تجعلك الأضداد والمرادفات تخمن المفردات.

الأفكار سلعة متاحة للجميع ويقتنصها مَن يستطيع تقدير الحاجات ويفهم أسباب المعضلات ويلاحظ الثغرات أو الذي يستطيع تتبع الخيوط المعقدة بصبر وينجح في إيجاد منفذ لحلها لينفذ من خلاله ويحل العقدة، يقتنصها مَن يستطيع إيجاد خلل في منظومة شبه متكاملة ليكملها فتصبح دائرة لا ثغرة فيها تبدأ من حيث تنتهي.

صاحب الأفكار تجده مركّزا في محيطه، غالبا يعرف بداية الأشياء ولديه القدرة على النظر للأمور من جانب خاص مرتبط بعمق فكره وزاوية نظره، يستطيع تتبع منشأ الأمور، وله القدرة على كشف نواة تسلسلها، لا يشترط أن يكون نابغا، بل أحيانا قد يكون يعاني صعوبات في التعليم أو لديه خصائص شخصية يراها البعض غريبة، صاحب الأفكار قد لا تكون لديه قدرات مميزة ولا هوايات لافتة، ولكنه يتميز بكونه صاحب رؤية متفردة يرى ما يراه غيره من زاويته الخلاقة.

هؤلاء معروف بعضهم، وبعضهم يعرفه كتيب ملاحظاتهم ورسوماتهم، حواشيها وشروحاتهم، هؤلاء ثروات مهدرة استحثت بعضهم الرؤية على الظهور، وهناك ظهور يحتاج لقنوات تأسس لتكون متاحة طوال العام يطلق عليها مسمى يجبر الخجولين على الإقدام ويشجع الراغبين على الاشتراك، لها مواقع في كل الأقسام الإدارية الثلاثة عشر، ويعلن عنها باستمرار في كل مكان، تبدأ من مجموعة الاستقبال، التي تأخذ الفكرة أيا كانت، ثم تصنفها حسب المسار لتنقل بعد ذلك لأصحاب الاختصاص من ذوي الأفكار أو الصناع والتجار، لتتبنى الفكرة المكتملة وتوجه لحيز الإنشاء، وتراجع الناقصة لتكمل أركانها أو تجود لترتقي إلى الاكتمال، لتتوافد الأفكار وتثمر حلولا للاستهلاك والاستثمار، وقد يصل الحال للوصول لمركز الاكتفاء فكل المسارات تكاملت بطريقة ما.

* مآل الأفكار

تبدأ الفكرة لتتبلور وتتلون وتأخذ حيزا من الإدراك، هناك مَن يدفنها دون شاهد أو عنوان فتنسى، وهناك مَن يكتبها في قرطاس مهترئ مهمل فتبلى، وهناك مَن يحفرها ويسعى بها إصراره شاهدها واجتهاده العنوان، وكلما وهنت أنعشها إلى أن تتنفس في الحياة.

@ALAmoudiSheika