اليوم - الوكالات

تغيير اسم ساحة قرب السفارة الأمريكية بموسكو إلى «جمهورية دونيتسك»

اتهمت روسيا الغرب بنشر الأكاذيب حول أسباب أزمة الغذاء العالمية، فيما لا تزال قوات كييف وموسكو متشبثة بمواقعها في ساحات القتال بشرق أوكرانيا حتى يوم أمس الأربعاء، الذي يصادف إحياء ذكرى غزو زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر للاتحاد السوفيتي عام 1941، واحتفل بها الرئيس فلاديمير بوتين بوضع الزهور على قبر الجندي المجهول جوار الكرملين في وسط العاصمة.

وبينما قال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي: إن من المقرر أن تصبح أوكرانيا مرشحا رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، تقول موسكو: إن أسباب أزمة الغذاء العالمية تتفاقم بفعل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها بسبب اجتياحها أراضي أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين في موسكو: إنها تشعر بالاستياء من التصريحات الغربية المتكررة بأن بلادها هي المسؤولة عن أزمة الغذاء العالمية.

وأضافت زاخاروفا: «إنها كذبة، هذه الاتهامات محض أكاذيب، هل يمكن للغرب أن يمد أوكرانيا بكل هذه الأسلحة ولكن لسبب ما لا يمكنه إخراج أي شيء (مثل صادرات الغذاء) من أوكرانيا؟».

أزمة الغذاء

واتهمت الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي تزود أوكرانيا بالسلاح روسيا بتأجيج أزمة الغذاء من خلال منع صادرات الحبوب من أوكرانيا، والتي تمثل نحو عشر صادرات القمح العالمية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حذر هذا الشهر من أن ملايين الأشخاص قد يتضورون جوعًا بسبب الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، والذي قال: إنه جعل العالم «على شفا أزمة غذاء مروعة».

وروسيا وأوكرانيا من أهم منتجي السلع الزراعية في العالم، فالأولى هي أكبر مصدر للقمح في العالم بعد الاتحاد الأوروبي، بينما الثانية هي أكبر مصدر لبذور دوار الشمس.

كما يملك البلدان حصة كبيرة في أسواق الشعير والذرة، وروسيا أيضا واحدة من أكبر مصدري الأسمدة في العالم.

وفي خطوة ستجبر السفارة الأمريكية على الإشارة إلى المنطقة الانفصالية بشرق أوكرانيا، التي لا تعترف بها واشنطن، عند ذكر عنوانها من الآن فصاعدا، غيَّرت روسيا اسم الساحة المقابلة لسفارة واشنطن في موسكو إلى «جمهورية دونيتسك الشعبية».

وكانت روسيا اعترفت رسميًّا بالمنطقة في فبراير، وأعقب هذا مباشرة غزو قواتها لأوكرانيا، وترفض الدول الغربية الاعتراف باستقلال دونيتسك عن كييف.

وأصدرت إدارة مدينة موسكو، أمس الأربعاء، قرارًا بشأن تغيير اسم الساحة.

وأعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن دعمه لتغيير اسم الساحة.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الاستفزاز الدبلوماسي ليس تكتيكا جديدا، فعلى سبيل المثال، جرى عام 2018 تغيير اسم الساحة المقابلة للسفارة الروسية في واشنطن إلى «بوريس نيمتسوف بلازا»، في إشارة لسياسي روسي معارض تعرض للاغتيال، وهو ما أثار غضب موسكو.

يأتي هذا، فيما يدرس زعماء ثلاث من دول غرب البلقان وهي صربيا وألبانيا ومقدونيا الشمالية، عدم المشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي، التي تعقد اليوم الخميس.

الرئيس الروسي يحتفل بذكرى الحرب «الوطنية» ضد النازية التي بدأت عام 1941 (رويترز)


قمة اليوم

ومن المتوقع أيضًا أن تبحث القمة الأوروبية، بالإضافة إلى مناقشة وضع أوكرانيا كمرشح لعضوية الاتحاد، احتمالات انضمام دول غرب البلقان للتكتل.

والسبب وراء الغياب المحتمل للدول الثلاث هو التهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) من قبل بلغاريا، العضو بالاتحاد الأوروبي، والتي كانت تمنع بدء مفاوضات الانضمام مع مقدونيا الشمالية وألبانيا، منذ أكثر من عامين.

وتطالب صوفيا كشرط مسبق لمحادثات الانضمام إلى التكتل مع مقدونيا الشمالية أن يتم بحث قضايا «التاريخ المشترك واللغة والهوية الوطنية».

ومن بين قضايا أخرى، ستتخذ قمة الاتحاد الأوروبي قرارًا حول وضع المرشح المحتمل لأوكرانيا ومولدوفا.

وباتت دول غرب البلقان، التي تضم أيضًا البوسنة والهرسك وكوسوفو ومونتينغرو (الجبل الأسود)، في مراحل مختلفة من عمليات تقديم طلبات للانضمام إلى التكتل.

وإحياء لذكرى غزو الزعيم النازي أدولف هتلر للاتحاد السوفيتي عام 1941، كشفت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، عن وثائق تعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية وتظهر فيما يبدو أن ألمانيا كانت تعتزم الادعاء بأن الجيش السوفيتي يقصف الكنائس والمقابر لتبرير غزوها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: «مثلما يحدث حاليًّا، أعد النازيون عام 1941 لاستفزازات من أجل تشويه سمعة دولتنا».

وفي بعض من أعنف المعارك التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أحرزت روسيا تقدما بطيئا في دونباس منذ أبريل في صراع أودى بحياة آلاف الجنود من الجانبين.

ومالت كفة القتال في الحرب المستمرة منذ أشهر لصالح روسيا في الأسابيع القليلة الماضية بسبب تفوقها الهائل في قوة نيران المدفعية، وهي حقيقة اعترف بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليل الثلاثاء.

وقال: «يعزز الجيش الأوكراني دفاعاته في منطقة لوجانسك بفضل المناورات التكتيكية.. هذه حقًا أصعب بقعة، المحتلون يضغطون بقوة أيضًا في اتجاه دونيتسك».. بحسب تعبيره.

منطقة دونباس

وتُعرف مقاطعتا لوجانسك ودونيتسك معًا باسم منطقة دونباس، حيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من روسيا القوات الأوكرانية منذ عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وقال زيلينسكي: «وبنفس القدر من الفعالية التي نناضل بها من أجل اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارًا إيجابيًا بشأن حصول أوكرانيا على وضع مرشح، فإننا نكافح أيضا كل يوم من أجل أسلحة حديثة لبلدنا، نحن لا نتوانى ليوم واحد»، وحث الدول الداعمة لبلاده على تسريع تسليم السلاح.

إلى ذلك، تواجه القوات الأوكرانية انتكاسة أخرى في المعركة مع القوات الروسية حول المركز الإداري لسيفيرودونيتسك.

وبحسب بيان، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقرير لها حول الوضع، أمس الأربعاء: إن «العدو يحاول بسط السيطرة الكاملة على سيفيرودونتسك وعرقلة وحدات من قوات الدفاع في منطقتي بوريفسك وفورونوف من مواصلة القتال».

وأضاف التقرير: إن القوات الروسية تركز هجماتها في إقليمي «دونتسك» و«لوجانسك»، وكلاهما يقع في منطقة «دونباس» في المنطقة بين سيفيرودونيتسك وباخموت.

وذكرت هيئة الأركان العامة أن المواقع الأوكرانية، الواقعة شمال سلوفيانسك تتعرض لقصف بالمدفعية، استعدادًا للهجوم.

وقال خبراء بريطانيون: إن الانفصاليين الموالين لروسيا في جمهورية «دونيتسك» الشعبية، في شرق أوكرانيا، تكبدوا خسائر ضخمة، منذ بدء الحرب.

وقال تقرير محدث لوزارة الدفاع البريطانية، تم نشره أمس: إن القوات فقدت أيضًا نحو 55% من قوتها القتالية الأصلية، مضيفا أن هذا يظهر الاستنزاف الاستثنائي للقوات الروسية والموالية لروسيا، في منطقة «دونباس» المتنازع عليها بشدة.

وردًا على العقوبات الغربية، بدأت روسيا ضخ كميات أقل من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وحددت دول الاتحاد الأوروبي من بحر البلطيق في الشمال إلى البحر الأدرياتيكي في الجنوب إجراءات للتعامل مع أزمة الإمدادات بعد الحرب ووضع الطاقة في قلب معركة اقتصادية بين موسكو والغرب.

الرئيس الروسي يحتفل بذكرى الحرب «الوطنية» ضد النازية التي بدأت عام 1941 (رويترز)


قفزة «الروبل»

في غضون هذا، قفز الروبل الروسي لأعلى مستوياته في سبعة أعوام أمام الدولار واليورو في بورصة موسكو، مدعومًا بقيود على تحركات رؤوس الأموال ومدفوعات ضرائب في نهاية الشهر.

وأمس كان الروبل مرتفعًا 3.22% عند 53.84 مقابل الدولار، وهو أقوى مستوى له منذ يونيو 2015.

وأمام اليورو، صعد الروبل 4.02% إلى 56.48، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2015.

ويلقى الروبل، الذي أصبح العملة الأفضل أداء في العالم هذا العام، دعمًا من ارتفاع إيرادات روسيا من صادرات السلع الأولية وهبوط حاد في الواردات وحظر على سحوبات الأسر من المدخرات بالعملة الأجنبية.

وعلى ذات الصعيد، ذكرت «بلومبرغ»: إن مشتري النفط الخام في آسيا هم أكثر المستفيدين من الصراع الدائر في أوروبا، حيث اشترت الصين والهند كميات قياسية من النفط الخام الروسي خلال الشهور الماضية، بعد أن تراجعت صادرات النفط الروسي إلى أسواق أوروبا على خلفية العقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.

وجذب النفط الخام الروسي الذي يباع بتخفيضات كبيرة في أسواق آسيا المزيد من شركات التكرير الصينية التي تشتري الخام الذي تحاصره العقوبات الأمريكية والأوروبية.

وأوضحت «بلومبرغ» للأنباء، أمس الأربعاء، أن الشركات المسجلة في 9 مناطق إدارية في الصين استوردت كميات قياسية من النفط الخام الروسي خلال الشهر الماضي بحسب بيانات الجمارك، كما وصل عدد الشركات والجهات الصينية المستوردة للخام الروسي منذ يناير الماضي إلى رقم قياسي، وهو ما يشير إلى أن النفط الروسي يجد مزيدًا من المشترين في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.

وأمس الأول الثلاثاء، حذرت روسيا ليتوانيا من أنها ستواجه إجراءات ذات «تأثير سلبي شديد» لمنعها وصول شحنات بالسكك الحديدية إلى كالينينجراد المطلة على بحر البلطيق في موسكو.

وعبرت إستونيا، الدولة الواقعة أيضًا على بحر البلطيق، عن تضامنها مع ليتوانيا واستدعت السفير الروسي لاحقًا للاحتجاج على الانتهاك «الخطير للغاية» لمجالها الجوي من قبل مروحية روسية.