خواطر الشهري

من الصعوبات، التي ستمر فيها في يومٍ ما، هي عملية التقبل، تقبل ما أنت فيه، أو تقبل ما أصبحت عليه، وتختلف المدة التي ستعطيها لنفسك في هذه العملية حسب عوامل كثيرة يحكمها وقت وسبب حدوثها، وفي أحيان ليست بالقليلة ستكون تحت بند غير محدد المدة في تحقيقها، لأنك لن تستطيع أن تتقبل هذا التغيير.

لتغيير حالك، لابد أن تسمح لنفسك بالرضا بما أنت عليه، ثم ستتغير، أما محاربتك قبل الرضا، فلن تكسب منها إلا إرهاقاً ومعاناة أكثر، وإحباطاً يحيط بك من كل جانب.

التنظير أمر سهل، والأسهل منه تكراره، والأصعب هي تلك المحاولات الناصحة، التي توقفها قبل أن تنطق بها، لذلك الإنسان الذي يعني لك الكثير، ليس لأنك لا تستطيع أن تقولها له، بل احتراماً وتقديراً لمثابرته، التي تراها ليثبت لنفسه أولاً قبل لمَن هم حوله بأنه في حال جيد، ولم يتغير منه شيء، وعندما تنظر إلى محاولاته لن تكون لك مقدرةً غير أن تشاهده عن قربٍ لتكون سنداً له إن وقع أو لتعطيه انطباع الفخر والسعادة، الذي يبحث عنهما في محاولاته المتكررة.

ودائماً مَن يكون في دوامة المشكلة ليس كمَن هو خارجها، فمَن هو بعيد، لديه الوقت للتفكير والتخطيط والاستعداد، أما مَن هو فيها فليس لديه إلا دهشة لما هو فيه، وأن هناك خطأ حدث، فما هو فيه ليس حقيقياً، وبالتأكيد لا يعقل أن يصيبه!

الصدمة التي نفضتك وغيرت أحداثك لا يمكن إلا أن تحدِث فيك أثراً لا يزول، ولكنك تستطيع أن تعالج هذا الأثر وتزيله منك بالتقبل أولاً ثم تبدأ في رحلة المعالجة والخروج منه.

عدم الاستلام والإرادة القوية هما مَن سيوصلانك إلى مبتغاك، لكن صراعك الداخلي، الذي يدفعهما إلى الوراء في كل خطوةٍ يقدمانك فيها إلى الأمام.

هل تستطيع أن تتقبل ما أنت عليه الآن؟ ما هي الأحداث التي مررت بها، ولم تستطع أن تعبر منها بسلام دون مكابرة أو عناد؟ وما هي نظرتك لها الآن بعد مضي كل هذه الفترة؟

@2khwater