آمنة خزعل - الدمام

كلنا يملك أحلاما كبيرة، لكن الكثير منا لا يسعى إلى تحقيقها بسبب خوفه من المستقبل، ويعزى سبب ذلك إلى أن دماغنا يتصور دائما أن أسوأ سيناريو سوف يقع رغم أن ذلك لا يحدث غالبا، وهو ما يدفعنا إلى مواجهة مخاوفنا عن طريق الكتابة عنها ومناقشتها، وقال الأخصائي والمعالج النفسي منصور العسيري: معرفة إمكانية حدوث هذه المخاوف يجعلك تواجهها وتكتشف أن أغلبها غير حقيقي، ولكنك كنت تهرب منها حتى أصبحت أكبر من حجمها، بالتالي تصبح أكثر شجاعة لتحقيق أحلامك، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تود أن تبدأ مشروعك الخاص، ولكنك تخشى من عدة أمور مثل الخسارة أو عدم قدرتك على إدارة المشروع بالشكل الصحيح، ففي هذه الخطوة تكمن فرصتك في الكتابة عن هذه المخاوف ومناقشتها ومعرفة مدى احتمالية وقوعها، كما يجب تقسيم المهام التي تخشى القيام بها إلى خطوات صغيرة بحيث يمكنك إنجازها.

وأضاف: ‏بعد تحديد ما نخاف منه ومناقشته ومعرفة إمكانية حدوثه في الخطوة الأولى، تهدف الخطوة الثانية إلى تجزيء المهمة التي تخشى تنفيذها إلى مهام صغيرة مرتبة من الأقل إلى الأكثر صعوبة، بحيث يسهل علينا القيام بها كالبحث عن تمويل محتمل لمشروع، وتكمن فائدة هذه الخطوة في أنها تسهل إنجاز المشروع من خلال وضعه على شكل مهمة صغيرة بدلا من وضعه على شكل مهام كبيرة، ما قد يصيبنا بالخوف ويمنعنا من التقدم، بالإضافة إلى تخطيط الفرد قبل مواجهة أفكاره، ما يزيد من شعوره بالتحكم في الموقف.

وأوضح أن التعرض إلى ما نخاف منه أو أداء المهام التي نخشى وقوعها بشكل تدريجي يجب أن يبدأ بالمهام السهلة، أو التي لا تسبب الكثير من الخوف، تصاعديا إلى المهام الأكثر صعوبة، على سبيل المثال إذا كنت تملك الرغبة في بداية مشروع شخصي، حاول ألا تفكر كثيرا في الخطوات اللاحقة، مثل تفكيرك في مدى نجاح المشروع، أو هل سيحقق أرباحا بسرعة كبيرة؟ لأن هذه الأفكار سوف تستهلك طاقتك وتزيد من خوفك من غير فائدة، بل قد تقودك هذه الأفكار إلى إغلاق المشروع قبل بدايته، لذلك من المهم جدا الالتزام بمواجهة مخاوفنا بشكل متدرج، لأن الأبحاث وجدت أنه عندما يحل الأشخاص المشاكل البسيطة أو التعرض لما يخافونه بشكل تدريجي يقل خوفهم مع الوقت، أو بلغة أخرى يصبحون أكثر شجاعة، ومن هنا فإن التغلب على مخاوفنا قد يستغرق وقتا، فالأمر ليس سريعا ومحددا بوقت، ولذلك فمن المهم الاستمرار في التعرض لما يخيفنا وإلا فلن نتطور في الحياة، ويمكن القول إنه لكي تتخطى خوفك، فإنك تحتاج إلى المرور بثلاث مراحل، وهي: التخطيط للمهمة، والتعرض المستمر للمخاوف، وتكرار المحاولة.