آسيا تايمز

أكد موقع «آسيا تايمز» أن حالة الإسلاموفوبيا في الهند، والتي جسَّدتها التعليقات المسيئة للمسلمين، التي أطلقتها نوبور شارما، المتحدثة السابقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، تهدِّد مكانة البلاد في النظام العالمي المتطور.

وبحسب مقال لـ «دنيانيش كامات»، لم يحقق الدبلوماسيون الهنود سوى نجاح محدود في السيطرة على الأضرار.

وأردف: بعد أن أدانت 18 دولة إسلامية، إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، تصريحات شارما، رفض حزب بهاراتيا جاناتا تعليقاتها، ووصفها بأنها عنصر هامشي، لكنه عجز عن توضيح أنها تمثل أقلية داخل الحزب الحاكم.

وبحسب الكاتب، بالنظر إلى دفاع الحكومة الهندية، تحتاج بعض الأسئلة إلى إجابة، مثل: لماذا اندلعت هذه الاحتجاجات الدبلوماسية الآن، وهو ما لم يحدث مع الحالات السابقة للإسلاموفوبيا في الهند؟

وأشار إلى أن الإجابة ستقدم الكثير عن مستقبل الديمقراطية في الهند ومكانة المسلمين الهنود فيها بقدر ما تتحدث عن مكانتها في النظام العالمي المتطور.

وأردف: على المدى القريب، من المرجح أن يتحدث حزب بهاراتيا جاناتا بصوت أكثر تصالحية وتسامحًا، هذه ليست خطوة صغيرة، في السنوات الأخيرة، لعب سياسيو حزب بهاراتيا جاناتا والشركات التابعة لهم دورًا في النظام البيئي القومي الهندوسي، وذلك بفشلهم في إدانة، بل وحتى تشجيع الهجمات على المسلمين.

وأضاف: لقد طال انتظار التخلص من الخطاب المعادي للإسلام، على الرغم من أن ما إذا كان ذلك سيُترجم إلى سياسات أكثر تسامحًا هو سؤال مختلف تمامًا.

وأردف: هناك الكثير على المحك إذا لم يفعل ذلك، اعتبارًا من مارس، بلغت تجارة الهند مع دول مجلس التعاون الخليجي 150 مليار دولار أمريكي، منها واردات الهند بقيمة 111 مليار دولار، بالإضافة إلى ذلك، تضم دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 8 ملايين عامل هندي يرسلون ما يقدَّر بنحو 26 مليار دولار في شكل تحويلات سنوية إلى الهند.

وتابع: كما سعت الهند أيضًا إلى توثيق العلاقات الإستراتيجية مع دول في الشرق الأوسط، من الاتفاقيات التجارية والصفقات الاستثمارية إلى التدريبات العسكرية المشتركة، إلى جانب الصين، تُعدُّ الهند واحدة من الدول القليلة التي تمكنت من الحفاظ على علاقات سياسية واقتصادية قوية مع جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي.

وأردف: عادة ما تلتزم الدول الإسلامية بالصمت بشأن الشؤون الداخلية للهند، اتبعت الحكومة التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا، منذ وصولها إلى السلطة في 2014، سلسلة من السياسات الضارة بحقوق المسلمين الهنود، مثل التغييرات في قوانين الجنسية، وتآكل الحريات الشخصية للمسلمين.

واستطرد: لكن ما يجعل هذه اللحظة مختلفة، هو أن إهانات المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا كانت موجهة إلى الدين بأكمله، ومن يمارسونه داخل وخارج البلاد.

وأردف: سيتعيَّن على حزب بهاراتيا جاناتا أن يقرر ما إذا كان سيقلل من المشاعر القومية الهندوسية أو على العكس من ذلك، سيستخدم هذه اللحظة لإثارة المزيد من الاتهامات بأن المسلمين الهنود يحملون ولاءات عابرة للحدود، كما يتضح من تشكيلة الدول الإسلامية التي أعربت عن غضبها.

ولفت إلى أنه في حال اختيار النهج الأخير، فإن هذا سوف سيمثل تآكلًا إضافيًّا لدستور الهند الذي يُعدُّ، على الورق على الأقل، بحقوق متساوية لجميع المواطنين، وقد يؤدي إلى انفجار أزمة دبلوماسية.