اليوم - الدمام

يبدو أن المصائب لا تأتي فرادى، فتتوالى الضربات والخسائر في مجال العملات المشفرة، وبعد هبوط قيمتها ما يقرب من 70%، تتعرض مؤخرًا لهجمات سرقة واحتيال كبدت العديد من الشركات ملايين الدولارات.

آخر الضحايا كانت شركة Harmony للعملات المشفرة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، فأعلنت أن متسللين سرقوا ما قيمته 100 مليون دولار من العملات المشفرة من أحد جسور ”Blockchain” الخاصة بها، وإنها تبحث مع الجهات الأمنية المختصة محاولة التعرف على المتسللين واستعادة الأموال المسروقة.

يعمل Blockchain كدفتر لا مركزي، وهو سجل للمعاملات الرقمية متاح للجمهور ويستخدم في العملة المشفرة، وقالت الشركة في تغريدة على منصة تويتر: نعمل على مدار الساعة ونواصل تحقيقنا جنبًا إلى جنب مع مكتب التحقيقات الفيدرالي والعديد من شركات الأمن السيبراني.



قراصنة كوريا الشمالية

ولم تكن هذا الجريمة هي الأولى، ففي إبريل الماضي اتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي قراصنة من كوريا الشمالية مدعومين من الحكومة بسرقة حوالي 620 مليون دولار من العملة المشفرة من اللعبة الافتراضية Axie Infinity، وحددت الوكالة الفيدرالية المتسللين المسؤولين عن السرقة باسم مجموعة لازاروس، المرتبطة بحكومة بيونج يانج.

وفي واقعة أخرى، سرق أحد المراهقين عملة مشفرة بقيمة 48 مليون دولار من رجل الأعمال الأمريكي جوش جونز، واعترف الشاب البالغ من العمر 19 عامًا، والذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا وقت السرقة عام 2020 أنه استخدم مهاراته للوصول إلى هاتف جونز ثم البريد الإلكتروني، والوصول إلى عملته المشفرة، في الواقعة التي صُنفت أكبر سرقة للعملات المشفرة مُبلغ عنها من ضحية واحدة.

سرقة العملات المشفرة عرض مستمر


وذكر ديفيد سميث، مسؤول من الخدمة السرية الأمريكية، في مقابلة شهر إبريل الماضي مع شبكة CNBC إن وكالته تتعقب تدفق بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى على blockchain لمنع الأنشطة الاحتيالية ومكافحتها.

الجريمة المشفرة

وعلى الرغم من أن وكالات مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي والخدمة السرية قد اتخذت خطوات لمكافحة سرقة العملات المشفرة وبرامج الفدية، إلا أن رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الأمريكي، جاري بيترز، قال إن الحكومة الفيدرالية تفتقر إلى المعلومات اللازمة لردع هذه الهجمات ومنعها.



نظرًا لتزايد شعبية العملة المشفرة خاصة مع بداية جائحة فيروس كورونا، فقد استهدفت بشكل متزايد من قبل السارقين، وبلغت الجريمة المشفرة أعلى مستوى لها على الإطلاق العام الماضي بسرقات بلغت 14 مليار دولار، مقابل 7.8 مليار دولار في عام 2020، وفقًا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

تحويلات بالخطأ

الأمر لا يتوقف عند السرقات، فالخسائر شملت أيضًا التحويلات بالخطأ، مثلما حدث مع منصة التمويل اللا مركزي الشهيرة كومبوند الأمريكية، عندما حولت 90.1 مليون دولار عن طريق الخطأ إلى مجموعة من مستخدمي المنصة بعد خلل تقني فادح، واكتفت المنصة برسالة إلى المستخدمين نصها: إذا تلقيت كمية كبيرة وغير صحيحة من العملات المشفرة عن طريق الخطأ، يرجى إعادتها.

خسائر بالجملة لشركات العملات المشفرة بسبب التحويلات الخاطئة


وأوضح الباحث في أمن شبكات بلوك تشين، موديت جوبتا، إن منصات أخرى عديدة تعرضت لحادث مشابه قبل بضعة أشهر، مثل شبكة ألخيميكس اللامركزية عندما حولت أموالا بشكل غير مقصود لمجموعة من المستخدمين، لكن قام كل من حصل على الأموال الإضافية بردها تقريبًا.