اليوم - الدمام

4 مبادئ صنعت قصته

النجاح نتيجة حتمية لإخفاقات متعددة كانت كدرجات سلم تحت أقدام صاحبها، فصعد عليها وبلغ غايته.. ربما خير مثال لهذا الوصف هو الثري الأمريكي راي داليو، الذي أفلس تماما ثم عاد لنادي المليارديرات من جديد عبر سُلفة صغيرة من والده.



من هو داليو؟



راي داليو، هو ملياردير أمريكي، مؤسس ومدير صندوق التحوط بريدج ووتر، الذي يعد أحد أكبر صناديق التحوط في العالم.

ولد في كوينز بولاية نيويورك، أغسطس 1949، وبدأ الاستثمار في سن الثانية عشرة، إذ استثمر في شركة نورثيت إيرلاينز، بقيمة 300 دولار وضاعف استثماره 3 مرات.

عمل لاحقًا كمدير للسلع في Dominick & Dominick LLC، وفي عام 1974، أصبح تاجرًا ووسيطًا في العقود الآجلة في Shearson Hayden Stone.

أما شركته Bridgewater Associates أصبحت في عام 2012 أكبر صندوق تحوط في العالم، بأصول 160 مليار دولار.



الإفلاس



وتعرض داليو للإفلاس، عقب أقل من 10 سنوات من إدارته للصندوق، وجائت كارثته المالية، بعدما توقع بشكل غير صحيح أن السوق العالمية ستنهار عام 1982، ونتيجة لذلك خسر المستثمرون والعملاء وأموال كثيرة.

وبحسب مقال كتبه لشبكة سي إن بي سي، فقد اقترض 4 آلاف دولار من أبيه، وهو الأمر الذي اعتبره مؤلما له للغاية لكنه قال: هذه الخطوة كانت من بين الأفضل في حياتي على الإطلاق.

وتعلم داليو في هذه الفترة أهم المبادئ - بحسب مقاله - إذ تمكن من قبول أخطائه بتواضع، وتحمل مسؤولية نقاط ضعفه، خلال فترة كفاحه لمواجهة الإفلاس.

وقال إن من بين مئات المبادئ التي وضعها في كتابه مبادئ النجاح اختار 4 فقط يشاركها مع الآخرين، والتي يرى أنها كانت ضرورية بشكل خاص وغيرت حياته.



فكر في نفسك وأنت منفتح الذهن



يتحدث داليو عن أول وأهم مبدأ يتبعه، قائلا: ما لم تكن تريد حياة يوجهها الآخرون يجب أن تلتزم بأمرين هما أن تقرر بنفسك ما يجب أن تفعله وامتلاك الشجاعة للقيام بذلك.

وتابع: إذا نظرنا إلى الوراء في رحلة حياتي، أرى الآن أن الوقت يشبه النهر الذي يدفعنا إلى الأمام في لقاءاتنا مع الواقع، تتطلب منا هذه المواجهات اتخاذ قرارات صعبة، لا يمكننا إيقاف الحركة أسفل هذا النهر، ولا يمكننا تجنب المواجهات، ولا يمكننا التعامل معها إلا بأفضل طريقة ممكنة.



القرار الصحيح سيغير حياتك



يؤكد داليو، أن أي شخص يخوض ملايين المواجهات التي تتطلب منه اتخاذ الملايين من القرارات، والتي تعتمد عليها جودة حياتك، إذ ستكافئك القرارات الجيدة بنتائج جيدة وستؤذيك القرارات السيئة.

ويكمل: منذ أن كنت طفلاً، ركضت خلف الأشياء التي أريدها، كنت أتحطم، وأنهض، وأركض مرة أخرى، ثم أتحطم مرة أخرى، في كل مرة كنت أتحطم، كنت أتعلم شيئًا جديدًا وأصبحت أكثر انفتاحًا.



أحلام + واقع + عزيمة = حياة ناجحة



يؤكد داليو أنك إذا واصلت التركيز على تحقيق أحلامك، وتحمل مسؤولية فهم الحقائق التي تؤثر عليك، وفعلت ذلك بحزم، فسوف تتعلم مبادئ الحياة الناجحة، لكنه قال: أنت فقط من يقرر ما تعنيه الحياة الناجحة، ربما تريد أن تُعرف باسم أغنى شخص في العالم أو ربما تريد أن تعيش تحت شجرة نخيل لبقية حياتك، فما تريده متروك لك - طالما أنك سعيد وبصحة جيدة ولديك تطور عظيم خاص بك - لكن يجب أن تتبنى الحقائق التي تأتي مع المسار الذي تختاره، وخاصة الصعبة منها.

ويكمل: في البداية، تسببت وقائعي - مشاكلي وأخطائي ونقاط ضعفي - في الكثير من الألم، غالبًا لأنني كنت عالقًا، لكن بعد مرور بعض الوقت، أدركت أن الألم كان طريقة الحياة لإخباري أنني بحاجة إلى التفكير في مشاكلي وكيفية التعامل معها بشكل أفضل.



ألم + ردة الفعل = تقدم



عن واقعة الإفلاس التي غيرت حياته قال داليو: جاء فشلي الكبير في عام 1982، عندما راهنت بكل شيء على كساد لم يحدث قط. كانت الأسواق مضطربة للغاية وأعتقد أن الاقتصاد الأمريكي - مع ارتباط الاقتصاد العالمي به - كان في طريقه إلى أزمة.

وتابع: كانت هذه وجهة نظر مثيرة للجدل للغاية، لقد اتخذت مخاطرة كبيرة وتداولت وفقًا لذلك. لكني كنت مخطئا بالكامل، وبدأ سوق الأسهم في مسيرة صعودية كبيرة، وعلى مدار الـ18 عامًا التالية، تمتع الاقتصاد الأمريكي بأكبر فترة نمو غير تضخمي في تاريخه.



ويصف تلك الأزمة: كانت خسارة هذا الرهان بمثابة ضربة في رأسي بعصا بيسبول، أفلست واضطررت إلى اقتراض 4000 دولار من والدي، فقط لدفع فواتير عائلتي، بسبب الخسائر، اضطررت إلى تسريح الأشخاص الذين اهتممت بهم كثيرًا، حتى بقيت شركتي مع موظف واحد فقط هو في الحققة أنا.

ويلخص داليو ما تعلمه من أزماته قائلا: بالنظر إلى الماضي، كان هذا الفشل أحد أفضل الأشياء التي حدثت لي على الإطلاق، لقد أعطاني التواضع الذي أحتاجه لتحقيق التوازن بين عدوانيتي وتحويل عقليتي من التفكير «أنا على حق» إلى سؤال نفسي «كيف أعرف أنني على حق؟».