أكابر الأحمدي - المدينة المنورة

تباين الآراء حول الفعاليات المصاحبة وبرنامج الأنشطة.. مثقفون:

بعد 10 أيام مليئة بالمعرفة والكتب شهدها معرض المدينة المنورة للكتاب في نسخته الأولى التي جاءت بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، أسدل الستار على المعرض الذي قدم ما يزيد على 80 فعالية، واختلفت الآراء حول الفعاليات المصاحبة والبرنامج الثقافي للمعرض، وانتقد عدد من المثقفين والشعراء توقيت إقامة المعرض ونظام الفعاليات المصاحبة له، وقالوا إن فيها تهميشا لشعراء ومثقفي المدينة المنورة، وإن المعرض كان بحاجة إلى الإعداد الجيد إعلاميا، ومشاركة أقوى من دور النشر المهمة والعريقة.

تهميش الشعراء

وتحدث الشاعر محمد العمري قائلا: نحن في المدينة المنورة سعداء بهذا المعرض، لكن ما حدث يعد تهميشا لشعراء المدينة البارزين أمثال: بشير الصاعدي ويوسف الرحيلي وأبو الفرج عسيلان، على سبيل المثال لا الحصر، واعتماد القائمين على المعرض على لجان غير جادة في معرفة واستقطاب تلك الأسماء، وربما محاباة بعض الأسماء الأخرى، كان وراء ذلك التهميش غير المقبول، وكنا نطمح من القائمين على المعرض إعطاء الفرصة لأبناء المدينة المنورة من الشعراء والأدباء والمثقفين، ومنحهم حقهم المشروع في إقامة الأمسيات والندوات والمحاضرات بما يعرف مرتادي المعرض بشعراء المدينة ومثقفيها في فرصة لا تتكرر كل عام، كما أن التواصل الحقيقي مع نادي المدينة المنورة الأدبي وجمعية الثقافة والصالونات الأدبية المشهورة في المدينة المنورة هو الطريق الصحيح لمعرفة الأدباء والمثقفين.

تكرار الأسماء

وأعرب الشاعر عيد الحجيلي عن سعادته بإقامة المعرض انطلاقا من الحضارة العربية الإسلامية، لكنه لفت إلى أن إقامته في الصيف بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة واختبارات نهاية العام الدراسي، حدت من الإقبال على المعرض، خاصة إذا ما تكرر ذلك، ما قد يؤثر على الحكم على نجاحه، وأضاف: ومما يلحظ على المعرض ويؤخذ عليه عدم مشاركة كثير من دور النشر المهمة والعريقة التي اعتدنا مشاركتها الدائمة في كل المعارض المشابهة، كما أن الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية المقامة على هامش المعرض عانت آفة القوائم الثابتة وتكرار الأسماء من داخل المملكة وخارجها.

تغييب واضحوذكر الشاعر بشير سالم الصاعدي أن المعرض كان تظاهرة ثقافية تعزز من مكانة المدينة المنورة، معبرا عن استيائه لعدم اختيار الشعراء والشواعر المشاركين في الأمسيات الشعرية من أبناء وبنات المدينة، ليكونوا في مواجهة قامات شعرية جاءت من خارج الوطن وداخله، وقال: سيخرج هؤلاء الشعراء بانطباع لا يليق عن المدينة ومكانتها الأدبية فهناك تغييب لشعراء المدينة، وأتساءل: أين شعراء المدينة؟ أين حسين العروي وعيد الحجيلي ومروان المزيني ويوسف الرحيلي ومعبر النهاري وأبو الفرج وعلي جدعان؟ أين العملاقتان هند النزاري ونادية البوشي؟

النادي الأدبيوقال الشاعر يوسف الرحيلي: لا شك أن تنظيم معرض الكتاب إضافة مهمة للحراك المعرفي والثقافي في المدينة المنورة، لكن الملاحظ على البرنامج الثقافي غياب شبه تام لمثقف المدينة، وهو امتداد لغيابه في مناسبات سابقة، وهذا الغياب امتد إلى أهم مؤسسة أدبية ثقافية في المدينة وهي النادي الأدبي، فالنادي بتاريخه العريق وخبرته المتراكمة وكفاءة القائمين عليه وقدرتهم على التمييز بين الجيد والرديء ثقافيا كان آخر من يعلم عن هذا الحدث الكبير، نحن لا نطالب بتفرد النادي بإدارة هذه المحافل، ولا نطالب باستبداد المثقف المدني بمنابرها، ولكن لا أقل من أن يكونوا شركاء في مناسبة ثقافية تحمل اسم مدينتهم، وهم جديرون بذلك ولا ريب.

اختيار التوقيتأما الشاعرة هند المطيري فتحدثت قائلة: معارض الكتاب تعد منارة إشعاع ثقافي في الأمم والشعوب كافة، ومن هذا المنطلق أولتها الحكومة الرشيدة عناية كبيرة، فتعددت معارض الكتاب في المملكة وتنوعت أوقات انعقادها، حتى يتسنى للقراء وطلاب الكتاب فرص الحصول عليه في مواسم مختلفة، ويعد معرض المدينة المنورة للكتاب جزءا من منظومة معارض الكتاب السعودي، وانعقاده في المدينة المنورة، في موسم الزيارة فعالية ناجحة، وإن كنا نتمنى لو تأخر المعرض لما بعد عيد الحج، حتى يتزامن مع موسم الإجازة الرسمية في المملكة، ومع فراغ الحجاج من مناسكهم وتوجههم إلى المدينة للزيارة، ما يزيد من القوة الشرائية للمعرض ويسهم في نجاحه.

وأضافت: لاحظت غياب أسماء المثقفين السعوديين الكبار عن قائمة المشاركين، أو حتى عناوين الأوراق، عدا عنوان لندوة عن «واستقرت بها النوى» لارتباطها بالمدينة المنورة، وكنا نأمل لو وجدنا في قائمة فعاليات المعرض احتفاء بالأسماء البارزة، واهتماما بتكريمها، هذا فضلا عن غياب الشعراء البارزين في المشهد السعودي عن الأمسيات الشعرية، وضعف الاهتمام بتأبين الراحلين منهم، أمثال الشاعر الكبير علي الدميني الذي فارقنا مؤخرا، خاصة أن ضمن الأوراق ورقة تحتفي بالمؤرخ الراحل محمد حسين زيدان.

تهميش محيروأشار الشاعر علي جدعان إلى أنه ومن خلال بوابة معرض الكتاب وما يحتويه هذا العرس الثقافي من فعاليات حوارية وأدبية وورش عمل تهدف إلى رفع المنسوب المعرفي والعلمي والثقافي، تسهم إمارة المدينة المنورة وجميع القائمين على المعرض في إعطاء الحركة الثقافية الأصلية حقها من التكريم، وإعطاء القارئ الكريم والكاتب المبدع حقهما من الاهتمام.

وأضافت: غياب شعراء المدينة المنورة عن الفعاليات الأدبية والأمسيات الشعرية في معرض الكتاب يعد أمرا محيرا لكل متابع للشأن الأدبي والشعري خاصة في المدينة المنورة، فالشعراء والشواعر هنا في مدينتنا، ومن خلال تتبعي اليوم للحراك الشعري سواء في فعاليات نادي المدينة المنورة الأدبي أو من خلال التواصل المباشر وغير المباشر، هم شعراء يستحقون الاهتمام والظهور والبروز، خاصة في مناسبة كمعرض الكتاب على أرض المدينة المنورة، ولا أعلم بالتفصيل ما الذي يجري أو كيف حدث عدم تواصل بين إدارة معرض الكتاب مع الشعراء شخصيا، أو لماذا لم يتم التواصل معهم من خلال نادي المدينة الأدبي؟ سؤال كبير جدا واستفهام محير لم أجد له جوابا عند تواصلي مع النادي الأدبي ومع جملة من أصدقائي شعراء المدينة، وكلهم أجمعوا على تهميش إدارة المعرض لهم، وعدم التواصل معهم للمشاركة في الفعاليات أو حتى دعوتهم لحضورها، كجمهور مثقف يستحق أن يدعى لمثل هذا العرس الوطني الثقافي المميز، وأتمنى أن نجد ردا شافيا أو تبريرا مقنعا من المنظمين للمعرض.

العمري: كنا نطمح في إعطاء الفرصة لأبناء المدينة من الأدباء والمثقفين

الصاعدي: التجاهل يعطي انطباعا لا يليق عن مكانة مثقفي المدينة

الحجيلي: الفعاليات عانت تكرار الأسماء من داخل المملكة وخارجها

الرحيلي: النادي الأدبي كان آخر من يعلم عن هذا الحدث الكبير