اليوم - الدمام

يعود الملياردير إيلون ماسك، لتصريحاته المثيرة للجدل من جديد، مهددا البشرية هذه المرة من خطر الانقراض مبديا استغرابه من معدل الإنجاب المنخفض، مدللا على ذلك بما يحدث في اليابان.

ماسك أكد أن انخفاض عدد المواليد حول العالم، يعد أمرا يهدد البشرية، داعيا لإنجاب المزيد من الأطفال، قائلا إن الكوكب لا يوجد به ما يكفي من البشر بحسب تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال.

ويحذر الملياردير الأمريكي من أن الولايات المتحدة قد تكون مثل اليابان التي شهدت انخفاضًا في عدد السكان بلغ 600 ألف، مؤكدا: بلادنا ستختفي إذا استمرت على هذا النهج.



ماذا يحدث في اليابان؟



يمكن البدء من العام 1989، عندما قررت اليابان مواجهة انخفاض عدد المواليد في هذا العام فيما يُعرف باسم صدمة 1.57، فقد سجل معدل الخصوبة الإجمالي أقل من 1.58 لعام 1966، بحسب وكالة بلومبرج الاقتصادية.

وعلى الرغم من مرور عشرات السنوات التي شهدت برامج الدعم الحكومية والوزراء المسؤولين عن هذه القضية، لم يتغير شيء يذكر، في حين تم إيقاف الانخفاض في معدل المواليد، لم تتمكن اليابان من فعل أي شيء تقريبًا لرفعه بشكل كبير، تم تسجيل مستوى قياسي منخفض بلغ 1.26 في عام 2005، والذي ارتفع إلى 1.3 في عام 2021، وعلى الرغم من تأثر ذلك بالوباء، إلا أنه لم يتجاوز 1.5 في أكثر من ثلاثة عقود.



أزمة الثمانينيات



بحسب بلومبرج غالبًا ما تكون اليابان على قناعة بأن تداعياتها الاقتصادية منذ ثمانينيات القرن الماضي هي أصل العلل التي تعاني منها، لكن هذا الارتباط يبدو أنه ليس قريبا من الحقيقة، فقد انخفضت المواليد طوال السبعينيات والثمانينيات، مع وصول الصدمة 1.57 إلى ذروة قوتها الاقتصادية.

ودللت الوكالة على ذلك بالعلاقة العكسية بين الثروة والخصوبة، فمنطقة أوكيناوا وهي الأفقر في البلاد، لديها أعلى معدل باستمرار، بينما طوكيو الغنية هي الأدنى.

ويوضح ميكو ميرسكيلا، مدير معهد ماكس بلانك للأبحاث الديموغرافية في ألمانيا، أن: الظروف الاقتصادية ليست مفيدة جدًا في تفسير تلك الاتجاهات، والعلماء عاجزون إلى حد ما عن شرح دوافع التغيير على المدى الطويل.



انخفاض معدل المواليد

قالت وزارة الصحة والعمل والرفاهية إن تأثير جائحة COVID كان واضحًا على انخفاض معدل المواليد، مع انخفاض معدل الخصوبة للعام السادس على التوالي إلى 1.30، ومع وفاة 1.44 مليون ياباني في العام نفسه، تقلص عدد السكان بسرعة أكبر مما كان متوقعًا.



العزوف عن الزواج

وفقًا لتقرير الجنس لعام 2022 الصادر عن مكتب مجلس الوزراء الياباني، قال 25.4٪ من النساء في الثلاثينيات من العمر و26.5٪ من الرجال في نفس الفئة العمرية إنهم لا يريدون الزواج. أكثر بقليل من 19٪ من الرجال في العشرينات من العمر و14٪ من النساء بالمثل ليس لديهم خطط للزواج، بحسب موقع DW الألماني.

ويشير التقرير إلى تسجيل 514 ألف حالة زواج في اليابان عام 2021، وهو أقل رقم سنوي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتراجعًا حادًا عن 1.029 مليون حفل زفاف في عام 1970.

وقالت أغلب النساء المشاركات في الاستطلاع إنهن يبتعدن عن الزواج لأنهن يتمتعن بحريتهن ولديهن وظائف مرضية ولا يرغبن في أعباء ربة المنزل التقليدية ورعاية الأطفال.

فيما قال الرجال إنهم يتمتعون أيضًا بالحريات الشخصية، فضلا عن الدوافع الأخرى للبقاء عازبًا ومنها المخاوف بشأن انعدام الأمن الوظيفي وعدم القدرة على كسب ما يكفي من المال لإعالة الأسرة.



لماذا رفض الزواج؟



تشير آيا فوجي، عالمة نفسية تعمل لدى برنامج مساعدة التوظيف الذي تديره الحكومة في طوكيو، إلى أن معدل المواليد في اليابان آخذ في الانخفاض منذ سبعينيات القرن الماضي، لكن المشكلة أصبحت الآن أكثر حدة ويبدو أن الحكومة تكافح من أجل ابتكار طرق لوقف التدهور.

وقالت فوجي: هناك عدة أسباب أراها في المجتمع، أحدها هو أنه على عكس البلدان الأخرى، ظلت الأجور هنا بشكل أساسي كما هي لسنوات عديدة، وهذا يعني أن الكثير من الشباب يرون أن محاولة تكوين أسرة تمثل عبئًا ماليًا كبيرًا.

وأكملت: اختارت المزيد من النساء البقاء في القوى العاملة بدلاً من تركها لتكوين أسرة، وضغوط العمل تجعل تكوين أسرة أكثر صعوبة، لذلك يظل هذا الجيل من النساء العاملات عازبات بشكل متزايد.