اليوم - الدمام

تغير المناخ يدفع نحو حلول مبتكرة

دعا خبراء في الصين للاتجاه إلى إنشاء مدن إسفنجية للتحايل على ما تواجهه من آثار تغير المناخ في فصل الصيف من فيضانات وأمطار غزيرة بمقاطعة شاندونج، ما يؤدي لانهيارات أرضية وظهور المستنقعات في المدن والمناطق الزراعية.

ويضرب تغير المناخ بآثاره السلبية البلدان حول العالم في أوقات يعز فيها إيجاد حلول لتجاوز ما قد يفعله باقتصاديات الدول، ولا سيما الصناعية منها مثل الصين.

اقرأ أيضا: الأمطار والفيضانات تجدد الدعوات في الصين لإقامة «مدن إسفنجية»

الحل مدن إسفنجية

ودعا خبير المناخ تشانج جيان يون في منتدى تغير المناخ والطقس القاسي، الأحد، إلى بناء مدن إسفنجية للتقليل من مخاطر الفيضانات، قائلا: امنحوا الفيضانات مخرجاً.

وأوضح أنه من الضروري التخطيط والاستخدام المكثف للمساحات الجوفية للصرف والتخزين ومعالجة المياه، خاصة في المدن الكبرى.

وتعطلت خدمات القطارات في شاندونج بعد أن تعرضت لأول هطول للأمطار الغزيرة في موسم الأمطار الذي بدأ قبل أسابيع في جنوب الصين.

نموذج للمدن الإسفنجية - وسائل التواصل الاجتماعي


مفهوم المدينة الإسفنجية

وبدأت الحكومة المركزية في الصين مؤخرا مشروع المدينة الإسفنجية بغرض تحسين توافر المياه في المستوطنات الحضرية.

ويستخدم مفهوم المدينة الإسفنجية مزيجاً من الحلول المستمدة من الطبيعة والبنية التحتية، للاحتفاظ بمياه الجريان في المناطق الحضرية من أجل إعادة استخدامها فيما بعد.

وذكر تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية لعام 2018، أن الصين تسعى لبناء ما يزيد عن 16 مدينة إسفنجية تجريبية عبر مساحة تزيد عن 450 كيلومترا مربعا، باستثمارات قدرها 1.25 مليار دولار.





ويشر مفهوم المدينة الإسفنجية إلى اتخاذ تدابير تركيب الأسطح الخضراء والحواجز والأرصفة النفاذة، وكذلك تنشيط البحيرات والأراضي الرطبة المتدهورة التي تمتص مياه الأمطار الزائدة.

وتستخدم بعد ذلك حدائق المطر وأغور تنقية مياه الجيران لتجميعها وإزالة بعض الملوثات منها.

وتقوم التقنية على إعادة بعض تلك المياه إلى النظام الطبيعي، أو اختزانها لكفالة توافر المياه لأغراض الري والتنظيف خلال فترات الجفاف.

تغير المناخ يفاقم الخطر

وأشار خبراء إلى أن التغيرات المناخية السلبية الناجمة عن إهمال التدابير اللازمة لمعالجة أوضاع المناخ، تفاقم من الأثر السيئ لتقلبات الطقس.

وخلال مؤتمر المناخ الأخير في بون الفرنسية اتفقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الرفع من أهداف تخفيض الانبعاثات.

وشدد المؤتمر في توصياته، على ضرورة التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45 % قبل 2030 مقارنة مع 2010، وبالتالي الحد من سخونة الأرض بـ 1,5 درجة، لافتا إلى أن الهدف المطروح لن يتم التوصل إليه في الوقت الراهن.

تصور لمدينة إسفنجية - المنتدى الاقتصادي الدولي


وقالت باتريسيا إسبينوزا، الأمينة التنفيذية في الأمم المتحدة لشؤون تغير المناخ: نحتاج بإلحاح إلى تدابير وقرارات على المستوى السياسي. العالم سيكون له خلال مؤتمر المناخ المقبل في شرم الشيخ سؤال واحد: ما هو التقدم الذي أحرز منذ جلاسجو (عاصمة اسكتلندا حيث كان مؤتمر المناخ السابق)؟.

يشار إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تحدث في المناطق الاستوائية مثل الأمازون البرازيلية ستحدث بشكل متزايد في المقبل، بحسب الأمم المتحدة.