وليد الأحمد

مقياس نجاح أي مشروع أو مبادرة لا يقاس بجمال الفكرة، بل بمدى القدرة على تنفيذها فضلا عن حجم أثرها واستدامتها. هذه المعادلة البسيطة في الإدارة تصبح أكثر تعقيداً إذا كانت المبادرة في مجال الثقافة. لذا يمكن وصف مبادرة «مسابقة أقرأ»، التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» منذ العام 2013 بــ«الناجحة»، وهي تكمل في نسختها المقبلة عشر سنوات بتطور وتوسع ملحوظ في التنظيم والأثر والتأثير.

كلمة رئيس الشركة أمين الناصر أثناء حفل النسخة التاسعة للمسابقة بداية الأسبوع الحالي كانت معبرة وتبعث على الأمل بمستقبل مشرق *للجيل الشباب من أمة أقرأ المنشغلين بالقراءة والعلوم مع توسع المسابقة لتشمل مشاركين من العالم العربي العام المقبل*، وهو يقول إن أكبر ثروة لأرامكو ليست النفط والغاز، بل الثروة البشرية وتحقيق الاستدامة عبر الاستثمار في الإنسان والمعرفة.

أعجبتني أيضا كلمة ضيف المسابقة الروائي التركي أورهان باموك الفائز بجائزة نوبل للأدب، التي حاول الإجابة فيها عن سؤال لماذا تكتبون فكان تعبيره ملائما لموضوع المسابقة «أقرأ»، وكانت أوصافه للكتابة عناوين مناسبة لتسويق النجاح والسعادة عبر القراءة. يقول باموك في كلمته، التي نقلها رئيس مركز «إثراء» السابق الأستاذ فؤاد الذرمان على حسابه في تويتر: «أكتب لأني أريد أن أقرأ كتباً مثل كتبي. أكتب لأني أحب رائحة الورق والقلم والحبر. أكتب لأني أؤمن بالأدب وبفن القصة. أكتب لأن الكتابة عندي عادة وشغف. أكتب لأني أخشى أن ينساني الناس. أكتب لأني أحب أن يقرأ الناس كتاباتي. أكتب لأني أحب الاهتمام، المجد الذي يحصل عليه الكاتب. أكتب لأني إذا بدأت رواية أو مقالة أو صفحة فلا بد أن أنجزها.

أكتب لأن الجميع يتوقع مني الكتابة. أكتب ليس لأروي قصة ولكن لتشكيل قصة. أكتب لأن لدي اعتقادا طفوليا بخلود المكتبات وخلود كتبي في الأرفف. أكتب لأني أود تحويل الجمال إلى كلمات. أكتب لكي أكون سعيداً».

@woahmed1