آمنة خزعل - الدمام

قد نفقد أعصابنا ونعامل أنفسنا بقسوة ونلومها على فعل شيء خاطئ، ومن السهل أن تكون قاسيا مع نفسك، فنحن نميل إلى فعل ذلك كثيرا، بل بشكل أكثر بكثير مما ندركه، ولكن ماذا لو كانت هناك طريقة أفضل عندما نغفر لأنفسنا ونتقبل عيوبنا، ونظهر لأنفسنا اللطف، غالبا ما يكون الأمر أصعب مما يبدو، ولكن باستخدام التقنيات الصحيحة، يمكننا أن نتعلم كيف نجعلها عادة ثابتة.

وأوضحت الأخصائي النفسي الإكلينيكي فاطمة الحسيني، أن الأشخاص الذين يمارسون التعاطف مع الذات لديهم علاقات اجتماعية جيدة، ومستوى ذكاء عاطفي أعلى، ورضا عام أكبر عن الحياة، كما أنهم أكثر رعاية ودعما وتعاطفا مع الآخرين، وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المتعاطفين مع أنفسهم يعانون مستوى منخفضا من القلق والاكتئاب والخوف من الفشل، لأن التعاطف مع الذات يحفز الأشخاص إلى تحسين أخطائهم لأنهم ينظرون إليها بموضوعية أكثر.

وأوضحت أن التعاطف الذاتي هو السلوك الايجابي الذي نتخذه تجاه أنفسنا، وهو يتضمن معاملة الذات بنفس الطريقة التي تعامل بها أصدقاءك أو أفراد عائلتك، أو حتى شريكا في العمل عندما يخفقون في موقف ما، بالإضافة إلى تقبّل طبيعتك كإنسان معرّض لارتكاب الخطأ، ومن إستراتيجيات التعاطف مع الذات أن تشعر بالانزعاج والحزن وأن تحدد ما تشعر به وتعبر عنه بدلًا من كبت وقمع الشعور، والتفكير في كيفية التعامل مع الشخص الآخر، ولا بد من التفكر في هذه النقطة عندما يأتينا شخص مقرَّب يعاني أزمة أو مشكلة، ما الذي ستقول له وكيف ستتعامل معه؟.

وذكرت أن ممارسة التأمل قد تساعد على تهدئة العقل والجسد، فيصبح التعاطف مع الذات أمرًا اعتياديا، ويفسح التأمل المجال بيننا وأفكارنا ومشاعرنا، وبالممارسة نتعلم رفض الاستماع إلى صوتنا الداخلي، وتقليل الحكم على أنفسنا، ثم يصبح من الأسهل السماح وتشجيع اللطف والتعاطف والانفتاح.