د. لمياء البراهيم

تشرفت بالتحاقي بالبرنامج التدريبي ارتقاء «Rising» المقدم من أكاديمية تطوير القيادات الإدارية التابعة لمعهد الإدارة العامة بفرعها في حي النرجس بمنطقة الرياض، وهذا البرنامج مدعوم حكوميا بشراكات عالمية تهدف إلى إثراء الخبرات المحلية بخبرات عالمية.

ففي مجال التدريب عقدت الأكاديمية شراكة دولية مع كلية لي كوان يو السنغافورية باتفاقية لتصميم وتنفيذ برامج قيادية تمكن القيادات من المساهمة في تحقيق رؤية 2030، لمختلف المستويات القيادية ومنها قيادات الصف الثاني يما يحقق الاستقرار وحفظ الموارد من خلال برامج نوعية تساهم في تعزيز جدارات القيادات السعودية.

حيث تعد تلك الجامعة من أقوى الجامعات العالمية في التطوير القيادي وصناعة السياسات المجتمعية والتي ترتبط بالخدمات المدنية والمجتمعية. فمن حيث الترتيب فهي:

• الأولى بين تقييم الجامعات الآسيوية بعام 2022.

• العاشرة في صناعة السياسات والدراسات العالمية بين الجامعات الآسيوية بعام 2021 والحادية عشرة عالميا.

• الثالثة في السياسات المجتمعية والإدارة على مستوى الجامعات الآسيوية في عام 2021.

ولأن التدريب يتطلب بناء خطط تطوير فردية للقيادات تحدد نقاط القوة ونقاط التطوير، فلذا عقدت الأكاديمية شراكة دولية مع PSi وKF لبناء أدوات تقييم سيكومتري متوائمة مع الثقافة المحلية بحيث تساهم في اكتشاف القيادات الإدارية وتكوين قاعدة بيانات للقيادات المشاركة. والجدير بالذكر أن تلك البيانات تعامل بسرية عالية محفوظة في خوادم داخل المملكة. كما تهدف هذه الشراكات إلى تأهيل عدد من المقيمين المعتمدين.

وفي مجال الكوتشنج عقدت الأكاديمية شراكة مع Global Coach group لتهيئة وتدريب 45 «كوتش» من منسوبي معهد الإدارة العامة.

كانت التجربة متميزة بكثير من الجوانب التي تستحق أن أشارككم بها في عمودي الأسبوعي لفهم الحوكمة من خلال مفاهيم تمكين القادة وتمكين المرأة، ولمعرفة الفرص التطويرية المتاحة للقيادات في المملكة وبدعم حكومي يعزز من الإصلاحات الإدارية بشواهد حاولت تلخيصها فيما يلي:

• تطوير القيادات بمختلف المستويات الوظيفية والقطاعات في متطلبات الحوكمة من مهارات قيادية والتخطيط وصناعة ونقد السياسات.

• الاستفادة من الشراكات العالمية لتبادل المعرفة والتجارب في تطوير القادة على المستوى الإستراتيجي والتشغيلي.

• إتاحة الفرص التدريبية داخل المملكة ستمنح الفرصة لعدد أكبر من المتدربين ومن الجنسين للالتحاق بهذه البرامج المدعومة من الدولة.

• للمرة الأولى أشارك في برنامج يعقد في معهد الإدارة ومختلط بين الجنسين، بتمكين للمرأة في القطاعات اللاتي شاركن منها، وما سهل من تبادل المعرفة والخبرات بين الجنسين في بيئة علمية وعملية واقعية متوازنة وتحترم العرف الاجتماعي وتتيح التواصل مع اختلاف التخصصات والقطاعات والمستويات والخبرات الوظيفية.

• تحقيق كفاءة الإنفاق في التطوير الإداري وتوجيه المال إلى الداخل بتطوير المواطنين وكذلك النهوض بأداء الأكاديمية ومخرجاتها بما يحقق الاستدامة.

• تقييم البرامج محليا وبشريك عالمي محايد ومعتمد سيساهم في الرقابة والمراجعة الداخلية والخارجية لتأكيد فعالية التدريب والتطوير.

إن أهمية التطوير القيادي الذي تضطلع به أكاديمية تطوير القيادات في معهد الإدارة العامة تكمن بتحملهم جانب التطوير القيادي حيث لا يمكن تحقيق إصلاحات إدارية واقعية بدون قيادة كفء وقوية، فالحوكمة تبدأ من اختيار القائد المناسب لوضعه في المكان المناسب والتأكد من كفاءته لقيادة بيئة العمل مهما كانت معقدة وسريعة التغير، وفهمه لأهمية السياسات والتنظيم الإداري والقدرة على صناعتها أو نقدها ومراعاة مصالح الشركاء والمستفيدين من خدمة وتحقيق أقصى مستوى من الكفاءة والإنتاجية.

الواقع جميل والقادم أجمل ونحن نسير وفق رؤية وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي، نلامسها بمسارات إصلاحية وتطويرية تقود هذا الوطن العظيم إلى عنان السماء مع ربانها الشجاع سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وكل يوم نعيشه في هذا الوطن سيكون للحديث بقية.

@DrLalibrahim