اليوم - الوكالات

أوكرانيا تتكبد خسائر هائلة وتنتظر الدعم العسكري من الحلف

ذكرت موسكو أنها ألحقت خسائر بالأوكران، أمس الأربعاء، في حين اتفق قادة حلف «ناتو» على أن روسيا هي «التهديد الأكبر والأكثر مباشرة»، كما أكدوا ضرورة تكثيف التعزيزات في أوروبا الشرقية، بينما رد الكرملين بلهجة ساخرة على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ليطلق عملية خاصة في كييف لو كان امرأة.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية قوله، ردا على سؤال حول كيفية تقييم الكرملين لكلمات جونسون: «العجوز فرويد كان يحلم ربما خلال حياته بدراسة مثل هذه النوعية من الأشخاص»، في إشارة إلى العالم الشهير في الطب النفسي سيجموند فرويد.

وكان جونسون صرح في مقابلة مع القناة الثانية بالتليفزيون الألماني مساء أمس الأول الثلاثاء بأن بوتين يعد مثالا جيدا على الذكورية السامة أي النموذج القائم على انعدام المشاعر والقسوة والعدوانية.

وأضاف جونسون: «ببساطة لا أعتقد أنه لو كان بوتين امرأة أنه كان سيبدأ مثل هذه الحرب الذكورية، وإذا كانوا يريدون نموذجا جيدا للغاية للذكورية السامة، فإن هذا النموذج موجود أمامنا في شخصه».

وقال جونسون: إنه على الرغم من أن قادة مجموعة السبع «جي 7» يريدون بشدة انتهاء الحرب في أوكرانيا، فإنه لا يوجد اتفاق متاح.

الصواريخ الروسية

إلى ذلك، اقتصر القتال بشكل كبير على مساحة واسعة من شرق أوكرانيا، على الرغم من أن الصواريخ الروسية تسقط بشكل واسع على مزيد من الأجزاء من البلاد وتضرب مناطق مدنية في هذه العملية. ولا يمكن التحقق من معظم المعلومات من مصدر مستقل.

وقالت روسيا: «إنها قتلت جميع أفراد لواء أوكراني قوامه 350 شخصا، فيما عدا 30»، وسط قتال في جنوب مدينة ليسيتشانسك، شرق البلاد، للسيطرة على مصفاة للنفط.

وتحدثت القوات الروسية أيضًا عن تدمير مركز تدريب للمرتزقة الأجانب بالقرب من ميكولايف، على طول أربعة مواقع قيادة.

كما لقي ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب خمسة آخرون في هجوم روسي على مدينة «ميكولايف» جنوب أوكرانيا، صباح أمس الأربعاء، طبقا للحاكم العسكري للمنطقة.

وكتب فيتالي كيم، حاكم ميكولايف، على تطبيق «تيليجرام»: شن المحتلون الروس هجوما صاروخيا على المنطقة.

ودعت السلطات المحلية المواطنين للبقاء في ملاجئ الحماية من الغارات الجوية، وعدم نشر صور للأضرار الناجمة عن الهجمات.

وذكر الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تتمركز على الحافة الجنوبية للمدينة، بينما أفاد انفصاليون موالون لروسيا أن القتال بدأ بالفعل داخل المدينة.

وتم العثور على جثتين بعد هجوم على مدينة «دنبرو» شرق أوكرانيا، صباح أمس الأربعاء.

كما تعهد قادة حلف شمال الأطلسي بالوحدة في دعمهم لأوكرانيا، بينما استنكر الكرملين الرد الدولي من الغرب.

من جهة أخرى، تقول روسيا: إن النرويج تمنع وصول شحنات الطعام إلى جزيرة سبيتسبرجن، أكبر جزيرة في أرخبيل سفالبارد بالمحيط المتجمد الشمالي في النرويج، حيث تقوم روسيا بأنشطة تجارية إقليمية.

أوكرانية مع آخرين يتظاهرون في مدريد مطالبين الناتو بمزيد من المساعدة (رويترز)


تبرير نرويجي

ومن موسكو، قال كونستانتين كوساتشيف، المسؤول عن لجنة الشؤون الخارجية بـ«الدوما» عبر «تيليجرام»: إن الشحنة كانت متوجهة إلى الروس العاملين في قرية للتعدين.

وأضاف إن «السلطات النرويجية بررت رفضها بالعقوبات ضد روسيا لحربها في أوكرانيا».

واتهم كوساتشيف النرويج بانتهاك الالتزامات الدولية وفقا لمعاهدة 1920، التي تنص على أن جميع الدول الموقعة على المعاهدة تتمتع بنفس حقوق التجارة والملاحة في منطقة سفالبارد.

في غضون ذلك، صرحت مصادر مشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» المنعقدة في مدريد بأن العقيدة الأمنية الجديدة للحلف تنص على أن روسيا هي «التهديد الأكبر والأكثر مباشرة»، وأن سياسات الصين التي تميل لاستخدام القوة والتهديدات تمثل تحديا لمصالح الناتو وأمنه وقيمه.

وتنص العقيدة على أن «ناتو» لم يعُد يرى روسيا شريكا إستراتيجيا، وتشدد في الوقت نفسه على أن الحلف لا يسعى إلى المواجهة ولا يشكل أي تهديد للبلاد.

وفيما يتعلق بالصين، فإنها تستخدم «مجموعة واسعة النطاق من الأنشطة السياسية والاقتصادية والعسكرية لاستعراض قوتها»، وفقا لما جاء في العقيدة، لتوضيح وجهة نظر الحلف فيما يتعلق بالبلاد للمرة الأولى.

في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان بإفادة صحفية دورية في بكين أمس: إن مجموعة السبع لا تريد حوارا مع بكين على أساس الاحترام.

وأضاف تشاو إن «هذه الدول ليست لديها أخلاق للتحدث عنها»، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس.

وتابع: «يتعين أن تتوقف مجموعة السبع عن تشويه سمعة الصين ومهاجمتها».

وقد وقع قادة الناتو على «المفهوم الإستراتيجي» للحلف، وهو برنامج عمل يحدد أهداف المنظمة ومهامها للسنوات العشر القادمة، التي تم تعديلها للمرة الأخيرة في 2010.

«التعزيز» شرقًا

واتفق قادة حلف شمال الأطلسي على تكثيف التعزيزات في أوروبا الشرقية في ضوء الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

ويخطط الحلف لزيادة عدد قوات الرد السريع التابعة للناتو من نحو 40 ألفا إلى أكثر من 300 ألف عسكري.

وفي السياق، أشادت بولندا، أمس الأربعاء، بتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها باعتباره تحقيقا لحلم طال انتظاره وخطوة من شأنها أن تبعث رسالة ردع واضحة إلى روسيا.

وأبلغ بايدن قمة الحلف في مدريد بأن الولايات المتحدة ستعزز قواتها وعتادها في أنحاء أوروبا، وستقيم مقرا دائما لجيشها في بولندا بغية التصدي للتهديدات الناشئة المحتملة من جانب روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا.

ومنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، تعتبر بولندا زيادة القوات على الجانب الغربي للحلف أمرا بالغ الأهمية لضمان أمن وسط أوروبا في مواجهة نزوع روسيا المتزايد نحو الهيمنة وبسط النفوذ، وتسعى منذ فترة طويلة لاستضافة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة على أراضيها.

وزار بايدن بولندا في مارس، وقال أمام القوات الأمريكية الموجودة هناك: «إنها في خضم معركة بين الأنظمة الديمقراطية وأنظمة حكم القلة».

وقبل اندلاع التوتر بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، كان للجيش الأمريكي نحو 4500 جندي في بولندا في إطار قوات حلف شمال الأطلسي أو بموجب اتفاق ثنائي بين الجانبين، ويتمركز معظمهم في غرب البلاد على أساس التناوب.

وأرسلت واشنطن منذ ذلك الحين قوات وعتادا إضافيا إلى بولندا على نحو مؤقت، وقال الحلف في يونيو: إن لديه حاليا 11600 جندي من دول أخرى في بولندا، وهو عدد يشمل قوات من دول أعضاء أخرى في الحلف مثل بريطانيا.

وتقع بولندا على حدود أوكرانيا وبالقرب من روسيا البيضاء حليفة روسيا.

الضربة الصاروخية الروسية التي استهدفت مركز كريمنشوك في منطقة بولتافا (رويترز)


توسيع الحلف

وأمس الأربعاء، قالت مصادر بحلف شمال الأطلسي لوكالة الأنباء الألمانية: إن «ناتو» بدأ رسميا عملية ضم السويد وفنلندا لصفوفه، بموافقة جميع قادة الدول الأعضاء الـ30.

ويأتي هذا القرار عقب أن تخلت تركيا عن معارضتها لطلب الدولتين الانضمام للحلف خلال اتفاق تم التوصل إليه في اللحظات الأخيرة قبل بدء القمة في مدريد.

لكن روسيا بعثت برسائل متناقضة بشأن ما يشكله انضمام السويد وفنلندا للحلف بالنسبة لأمنها.

وقال بوتين في مايو: «بالنسبة للتوسع، روسيا ليست لديها مشكلة مع الدولتين، وعلى هذا الأساس ليس هناك تهديد مباشر لروسيا من توسيع الحلف ليشملهما».

وكانت السويد وفنلندا قد تقدمتا بطلب للانضمام للناتو بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا، مع ذلك، عرقلت تركيا مباحثات انضمامهما لأسابيع بسبب مخاوف تتعلق بالإرهاب.

وتم التوصل لاتفاق، مساء أمس الأول الثلاثاء، عقب أن وافق البلدان على التعاون في سلسلة من جهود مكافحة الإرهاب.

في المقابل، نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله أمس: إن روسيا تنظر إلى خطط السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على أنها خطوة مزعزعة للاستقرار.

ويقول ريابكوف: نعتبر أن توسيع الحلف لا يضيف أمنا لمن يوسعونه ولا لمن ينضمون إليه ولا لدول أخرى تعتبر الحلف تهديدا.

وفي ذات السياق، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أمس: إن القمة تظهر وحدة الحلف في ظل «العدوان الروسي الوحشي على أوكرانيا».

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال عام 2019: «إن الناتو يعاني من موت دماغي»، في ظل تزايد الشكوك بشأن توجه الحلف بشأن التوترات عبر الأطلسي.