إذا كنت راغبا في إحداث تغيير جذري في حياتك فعليك أن تزيد من اقتناعك بأننا نعيش في كون غني كريم لا تنفد خزائنه، وبأن تستجيب بالشكر والامتنان لكل ما يتبدى لك، ولكل الخير الذي ما زال في انتظارك، وتظل مؤمنا بامتلاكك القوة الداخلية التي تمكنك من إظهار أي واقع ترغب فيه، وتتخلى عن الدراما القائلة بأنك غير قادر على الحصول على ما أنت راغب فيه، وليكن لديك أمل دوما بإمكانية ظهور المعجزات الربانية في حياتك، وأن تتدرب دوما على البحث عن مزيد من طرق الامتنان لكل ما يحدث حولك، لأن تركيزك على الجوانب السلبية في حياتك لن يفيدك إلا بأن يخفض من مستوى ترددك الطاقي ويبقيك في حالة ألم وامتعاض تجذب لك بدورها المزيد من الأجواء السلبية، ومن المحتمل أن يضعف مناعتك الجسدية، ويزيد من ضغوطك النفسية، وبالمقابل فإصرارك على تبني مشاعر السماح بالامتنان والرضا والقبول سيسمح لك بالنمو من خلال جعلك منفتحا على الدروس والإشارات الإرشادية للفرص من حولك، ولا بد أن الأمر يبدو صعبا في بعض الأحيان ويحتاج للتدريب والتركيز للعثور على ما هو حسن في كل المواقف التي تقع في حياتنا، وهذا ما سيسمح بتجاوزها والمرور عبرها نحو تجارب جديدة، فإذا كنت تريد البقاء في المكان نفسه بحيث تصفعك الدروس نفسها مرة بعد مرة، فكن سلبيا ممتعضا ومارس دور الضحية، وإذا أردت أن تتغلب على مشكلاتك وتحسن من حياتك فكن شكورا ممتنا وابحث دوما عن الدروس والإشارات الإيجابية في كل ما يواجهك، فكلما بقيت في حالة الامتنان على نحو أكثر اتساقا، بقيت مركزا على ما هو جيد وازددت اتصالا بمنبع العطاء الإلهي، وتدفقت البركة وطاقة السريان أسرع، والامتنان من أقوى دلائل تقوية عضلة الإيمان، لأنه يمتلك جرأة الاعتقاد بما هو غير مرئي في خزائن الغيب، مستندا باطمئنان لحسن الظن بالكريم واسع العطاء، وبهذا يقتل خوفك من المجهول، ويجعلك متيقنا بوجود المزيد من الوفرة من نفس المنبع الذي أتت منه فرصتك الحالية، ولهذا فكلما حدث لك أمر مزعج حاول مواجهته بالتساؤل عن الجانب الحسن أو الدرس المستفاد، بأن تكمل دوما هذه العبارة «هذا أمر حسن لأنه،،»، وعندما يصير فعل ذلك أمرا معتادا لديك فسوف ترى كم من الأسهل أن تكون شاكرا تجاه أشياء أكثر بكثير مما كنت تتوقعها، وأن توقفك وانتباهك إلى ما في يومك من أمور كثيرة يمكنك أن تكون ممتنا لها هي طريقة ممتازة للمحافظة على مستوى تردد مرتفع من الحيوية النفسية معظم الوقت، لذلك تذكر أن تفعل هذا دائما وأن تستمر في فعله وعلى الأقل اجعله جزءا من نظامك المعتاد كل مساء، وقبل أن تأوي لفراشك كل ليلة راجع يومك ودون على ورقة أو سجل في عقلك عشرة أشياء تجعلك تشعر بالامتنان تجاهها، مهما كانت أمورا صغيرة، يمكنك أن تمتن للنبتة الصغيرة التي برزت براعمها اليوم، أو للتحية اليومية من جارك، للخبز الساخن في إفطارك، واحبب نفسك لكل ما أنت عليه وما ستكون عليه.
@LamaAlghalayini
@LamaAlghalayini