محمد العصيمي

لا أريد أن أذكر اسماً بعينه، ولا يهم ذلك في قليل أو كثير. ما يهم هو أن هناك من أبنائنا وبناتنا مَن يقعون في فخ المتربصين والمتآمرين علينا من أعدائنا ويصدقونهم، ويهربون إلى هؤلاء الأعداء في دول تدعي تطبيق الحريات ورعاية حقوق الإنسان.

لا يعرف هؤلاء، الشباب والمراهقون منهم بالذات، أن عدو بلادهم هو حتماً عدوهم؛ وأنه إنما يستخدمهم ويستثمر طاقاتهم وحماستهم ليسيء من خلال تصرفاتهم وعلى ألسنتهم إلى بلدانهم، ثم، إذا حقق غايته، لفظهم على أقرب رصيف ليتشردوا ويأكلوا من قمامة الشوارع، ويتعرضوا لصنوف من المهانة والرعب، الذي يتهددهم كل لحظة.

قلت من قبل، وما زلت أقول، إن ديمقراطية الغرب وحقوق الإنسان فيه هي مجرد قشرة يغطي بها سوءات لا حصر لها. أي أن ما لديه، على صعيد الأنظمة السياسية هناك، هو محض نفاق يخدع به شعوبه وشعوب الدول الأخرى، التي تنخدع ببريق هذه القشرة وهذا (النفاق) المُحترِف.

وهذا في حقيقة الأمر، هو ما يورط الأقل وعياً وثقافة في حبائل هذه الدول المنافقة، فيظنون أنها بساتين غناء يُفطرون فيها كل يوم على الديمقراطية، ويتعشون على حقوق الإنسان والمن والسلوى.!!

وإذا لم يكابروا، فإن هؤلاء الهاربين والهاربات إلى بساتين الغرب سرعان ما يكتشفون أن تلك البساتين ليست سوى حفر من الجحيم على كل الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وأنهم إنما أوقعوا أنفسهم وحياتهم ومستقبلهم في حبائل مرهقة ومهلكة. ووقتها يبدون الندم ويعتذرون ويعبرون عن رغبتهم بالعودة إلى أوطانهم وأحضان مجتمعاتهم.

ولأننا مجتمعات حضارية، ورحيمة بأبنائها وبناتها، فإننا نقبل ندمهم وعودتهم؛ شريطة ألا يعودوا لمثلها. وأن يلعبوا دوراً مسؤولاً في توعية وتثقيف الآخرين انطلاقاً من تجربتهم المريرة وانخداعهم بإغراءات الغرب المنافق.

@ma_alosaimi