محمد العويس - الأحساء

هيئة التراث لـ'اليوم': مشروع لدراسة وتوثيق وسط الهفوف

كشفت هيئة التراث عن بدئها مشروع «التدخل العاجل والتدعيم الإنشائي» للإنقاذ الفوري والاستجابة العاجلة لتدعيم وترميم عدد من مواقع التراث الوطني المهمة في محافظة الأحساء، مثل قصر الوزية وميناء العقير، ويشمل نطاق المشروع أعمال درء المخاطر وإجراء الإصلاحات اللازمة وفق الأصول المهنية، وتدعيم الأساسات والأسقف وترميم العناصر المهمة في المباني التراثية، إضافة للتعقيم ومكافحة بعض الآفات الضارة.

دراسة توثيق

وأكدت الهيئة لـ«اليوم» مواصلة مشروع تنفيذ لوحات تسمية وترقيم المباني التراثية «الترميز» للمباني المسجلة ضمن سجل التراث العمراني بمحافظة الأحساء، مع دراسة توثيق وسط الهفوف التاريخي. فيما افتتح موقعان تاريخيان في الأحساء للزيارة، وهما بيت البيعة وبيت الحرفيين في المدرسة الأميرية، حيث يستقبلان الزائرين من الأحد إلى الخميس «9 صباحاً - 5 مساءً»، والجمعة «3:30 - 6 مساءً»، والسبت «10 صباحاً - 6 مساءً». وتعد أعمال الهيئة في الأحساء نموذجاً عن جهودها في كل مناطق ومدن المملكة، التي تجري في مسارات مختلفة على حفظ الموروث وحمايته، وكذلك توظيفه في المعرفة والبحث والاستكشاف، ولتكون منافسة إيجابية وحراكا ملهما على مستويات مختلفة وفي قوالب مبتكرة.

معاهدة العقير

وأوضح الباحث في الآثار خالد الفريدة، أن ميناء العقير بالأحساء على ساحل الخليج العربي يعتبر من المواقع التاريخية المهمة في المملكة وأول ميناء بحري فيها، كما كان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء حتى عهد قريب، «واهتم المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بميناء العقير لكونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الحديثة وعقدت ببندره معاهدة العقير الشهيرة، التي بموجبها تم تحديد حدود المملكة وجيرانها وكان إلى عهد قريب قبيل تأسيس ميناء الدمام، الميناء الرئيس الذي يفد إليه الزائرون لوسط الجزيرة العربية وشرقها.

قلاع المراقبة

وقال الباحث الفريدة، إن بلدة الوزية تشكل أهمية كبيرة، خاصة بوجود قصر الوزية المعلم الأثري المهم، الذي يقع فيها، موضحا أن القصر هو آخر قلاع المراقبة الشمالية، التي تقع على الطريق التجاري، الذي يتجه شمال الأحساء للقادمين والمغادرين من وإلى العقير عبر الدرب السلطاني والمدن، التي تقع شمال الأحساء، وتبلغ مساحته 396 مترا مربعا. وهذا القصر لا يزال موجودا ويمثل أحد المعالم المعروفة بالأحساء.

خطط تطويرية

وكانت أمانة الأحساء قد أنجزت عددا من مشاريعها ضمن خطتها لتطوير وسط الهفوف التاريخي والتزامها بالحفاظ على الهوية التراثية العمرانية، وتعزيز الاهتمام بالعمق التراثي والعمراني، لتشمل خططها تطوير نحو 25 مشروعًا تراثيًّا من بينها: إعادة إعمار سوق القيصرية التاريخي، وإعادة بناء سوق الحميدية «سوق الدهن» المجاور لسوق القيصرية وبتفاصيل تراثية معمارية أحسائية، وإنشاء سوق الحرفيين بطريقة مستمدة من العمارة الأحسائية، بهدف الحفاظ على مكونات الهوية التراثية للحرف اليدوية، وتطوير حديقة حي الكوت، باستخدام نماذج عمرانية أحسائية، وكذلك تطوير سوقي الأحد والأربعاء الشعبيين مع الحفاظ على الهوية الشعبية والتراثية لهما، علاوة على إنشاء بلدية معنية للحفاظ على وسط الهفوف العمراني «بلدية وسط الهفوف التاريخي».