فهد الخالدي

بعد توقف عامين بسبب الجائحة حرصاً من الدولة -أيدها الله- على سلامة الحجاج تعود المملكة إلى استقبال حجاج بيت الله الحرام بعد أن تم اتخاذ كل الاستعدادات، التي بدأت بها مبكراً لهذا الموسم، وبعد أن أتمت مختلف القطاعات جاهزيتها لاستقبال الحجيج والحمد لله، حيث بذلت كل الجهود التي تضمن تلبية احتياجات الحجاج والتسهيلات، التي تجعل الحج أكثر يسراً وأقل مشقة -بإذن الله- وفق خطط أعدت مسبقاً، واستفادت من فرص التحسين، التي أظهرتها عمليات تقييم أداء الأجهزة المشاركة في خدمة الحجاج بالسنوات الماضية، ويشارك في هذه الجهود كل عام الآلاف من رجال الأمن، ومن موظفي وزارة الحج والعمرة ورئاسة شؤون الحرمين الشريفين وغيرها من الأجهزة الحكومية. والجديد هذا العام هو تحديد ضوابط لمَن يسمح لهم بالحج من حيث الفئة العمرية أو استكمال التحصينات المعتمدة من وزارة الصحة في المملكة ضد فيروس كورونا، إضافة إلى الاستعدادات الأمنية في كل المنافذ البرية والجوية والبحرية، وإعداد خطة الطوارئ لموسم الحج، التي يتم تنفيذها كل عام بما يناسب ظروف كل موسم، إضافة إلى الخطة الأمنية العامة، التي تحدد مسؤوليات الأمن العام وواجبات جهاز الدفاع المدني والتدابير، التي يتخذها لمواجهة المخاطر المحتملة في مكة المكرمة والمشاعر أو في المدينة المنورة والطرق، التي تصل بينهما بما في ذلك الخطط المرورية، كل ذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة -أيدها الله- بتسخير جميع الإمكانات بما يتيح للحجاج تأدية مناسكهم بكل أمان واطمئنان. ولا يخفى على كل منصف أن بلادنا تحرص على القيام بهذا الواجب منذ أن وجه الملك المؤسس عبدالعزيز -يرحمه الله- في شهر شعبان من عام 1342هـ الموافق 1925م النداء إلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لتأمين الحج وتحقيق الأمن والسلامة للجميع، حيث عملت الدولة السعودية منذ ذلك النداء على رعاية الحجاج وتنظيم الحجيج وجعلت كل طاقاتها مسخرة لأداء هذا الواجب فيما كان الحج قبل توحيد المملكة محفوفاً بالمخاطر والصعاب لكن هذه المخاطر كلها زالت والحمد الله، بل أقيمت المنشآت وعبدت الطرق، وافتتحت المطارات والموانئ، وأنشئت الخطوط الحديدية في المشاعر وفيما بين مكة والمدينة، وقدمت كل التسهيلات في السفر والإقامة وأثناء تأدية المناسك بما يجعل الحج والحمد لله أكثر تيسيراً وسهولة عاماً بعد عام، وما هذا العدد من الأجهزة المخصصة لخدمة الحجاج والموارد المسخرة، والمشاريع التي تجري بشكل دائم في توسعة الحرمين الشريفين، وإصدار الأنظمة التي تحدد مهام مختلف الأفراد والجهات في خدمة الحجيج إلا غيض من فيض من الجهود، التي لا تنقطع طوال العام استعداداً لهذا الموسم العظيم، الذي يُلمس أثره واضحاً بما يعبر عنه الحجاج والزوار من الشكر للمملكة العربية السعودية على هذه الجهود وعلى المعاملة التي يلقونها.. نسأل الله أن يبارك هذه الجهود وأن يثيب عليها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم... وأهلاً وسهلاً بضيوف الرحمن.

@Fahad_otaish