كيف لبنتٍ من بناتنا أن تغيب عقلها وتسلم نفسها لتكون ألعوبة بيد من لا يقدر ما يميزها، فهو لا يمتلك حياء ولا عفافا ولا يقدرهما، بل يراهما تخلفا ورجعية، ويرى أنها جاءت من بيئة متخلفة، وبالتالي فتعامله معها سيكون دونيا حتى ولو ملك النية الحسنة؟! ولذلك فشكوى بعض من وقعن في شراك اللاعبين المتلاعبين من تعامل المجتمعات التي خرجن لها معهن هو المتوقع، ويجب ألا يستغربن من ذلك، فالغريب سيظل غريبا مهما ملك من المبررات، السؤال: ما الذي يجعل ابنتنا تبيع مجتمعها وتلجأ لمن لا يقدرها حق قدرها؟! غياب الاحترام والتقدير! نحن في مجتمع يقدر المرأة في البيت والشارع وكل مكان تحل فيه، وهذا ليس ادعاء أو تمثيلا، بل هو شريعة ربانية ففي الحديث يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «من كان له ثلاث بنات يؤويهن، ويكفيهن، ويرحمهن، فقد وجبت له الجنة، فقال رجل: وثنتين يا رسول الله؟ قال: وثنتين»، وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع بناته نبراس لهذه الأمة تقول الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فاطمة -رضي الله عنها- كان إذا دخلت عليه، قام إليها، فأخذ بيدها وقبلها، وأجلسها مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه، فأخذت بيده، فقبلته وأجلسته في مجلسها، وفي ثقافتنا إذا جد الجد قال الرجل: أنا أخو فلانة! عدم تنفيذ جميع الطلبات، ومنعها من الخروج مع من أرادت ورغبت! هذا من الطلبات المستحيلة ولا يرغب فيه صاحب وصاحبة فطرة سليمة، ولذلك لا يمكن أن يكون هذا في المجتمعات السوية، وعقلاء من رفع شعار الحريات يصرخون من الممارسات المخالفة لفطرة البشر، ويرون أنها ستتسبب في دمار مجتمعاتهم، وشواهدها واضحة، فالمرأة في الغرب تشتكي من الاستغلال، والمتاجرة بجسدها، ولكن لدينا ممارسات خاطئة، وهناك عدم احترام وتقدير من البعض! صحيح، فنحن لسنا مجتمعا أفلاطونيا، يوجد الشاذ مع أني أجد صعوبة أن يظلم الأب فلذة كبده، ولكن مهما وجد فلابد له من حل، وعائلاتنا مترابطة ويستطيع الأقارب المساهمة في الحل حفاظا على ابنتهم وسمعتهم، ومهما كان السوء الموجود فلن يكون بسوء التخلي عن البنت في الغربة، فالمجتمعات التي يتم الهروب إليها حتى وإن رفعت شعارات الحرية، فأنظمتها لن تسمح بكفالة الهاربة إليها مدى الحياة.
ابنتي العزيزة لا تتركينا فنحن نحبك ونفخر بك، والسعيدة من وعظت بغيرها.
@shlash2020
ابنتي العزيزة لا تتركينا فنحن نحبك ونفخر بك، والسعيدة من وعظت بغيرها.
@shlash2020