«خطة مارشال» لإعادة إعمار أوكرانيا فور انتهاء الحرب بمشاركة 40 دولة
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة العمليات العسكرية في مسعى للسيطرة على كل «دونباس»، بعد استيلاء قواته على مدينة ليسيتشانسك الإستراتيجية، ما يعني أن الخطوة المقبلة هي تحول التركيز الأساسي إلى الاستحواذ على منطقة «دونيتسك» بالكامل بعد «لوجانسك» المجاورة.
وبعد استيلائها على ليسيتشانسك المرحلة الأساسية في الهيمنة على حوض دونباس الصناعي الذي ينطق غالبية سكانه بالروسية ويسيطر على جزء منه انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014، يبدو أن الجيش الروسي يركز جهوده على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين إلى الغرب في دونيتسك، واللتين تتعرضان للقصف دونما هوادة منذ الأحد.
وأعلنت هيئة أركان الجيوش الأوكرانية ليل الأحد، انسحابها من ليسيتشانسك محور معارك شرسة في الأسابيع الأخيرة، مقرة بـ«تفوق» القوات الروسية على الأرض في هذه المنطقة شرق أوكرانيا.
وفي سيفيرسك على بُعد حوالى عشرين كيلو مترا غرب ليسيتشانسك، تعتمد القوات الأوكرانية على خط دفاع بينها ومدينة باخموت لحماية سلوفيانسك وكراماتورسك.
وأكدت هيئة أركان الجيش الأوكراني في مؤتمر صحافي، صباح أمس الإثنين، «كثف العدو قصفه على مواقعنا باتجاه باخموت»، ودوت الإنذارات المحذرة من وقوع غارات جوية ليل الأحد - الإثنين، وصولا إلى أوديسا.
التركيز الروسي
من ناحيته، قال حاكم منطقة لوجانسك، أمس الإثنين: إن روسيا ستحول تركيزها الأساسي في الحرب بأوكرانيا إلى محاولة السيطرة على منطقة دونيتسك بالكامل بعدما استولت على منطقة لوجانسك المجاورة.
وقال الحاكم سيرهي جايداي في مقابلة مع «رويترز»، إنه يتوقع أن تتعرض مدينة سلوفيانسك وبلدة باخموت على وجه الخصوص للهجوم مع محاولة روسيا السيطرة بالكامل على ما يُعرف بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
وقال جايداي: «من الناحية العسكرية، ترك المواقع أمر سيئ، لكن لا يوجد شيء حاسم (في خسارة ليسيتشانسك)، نحن بحاجة للانتصار في الحرب وليس معركة ليسيتشانسك، إنه أمر مؤلم للغاية، لكننا لم نخسر الحرب».
وأضاف أن الانسحاب من ليسيتشانسك كان «مركزيا»، في إشارة إلى أنه كان مخططا ومنظما لأن القوات الأوكرانية كانت تواجه خطر السقوط تحت الحصار.
وتابع: «لا يزال الهدف الأول (للقوات الروسية) هو منطقة دونيتسك، ستتعرض سلوفيانسك وباخموت للهجوم، بدأ القصف الشديد على باخموت بالفعل».
أما بوتشا التي عاد بعض سكان هذه المدينة التي شهدت مآسي، إلى زراعة الزهور عند أقدام المباني أو الخضار، لا يتجرأ المواطنون بعد على الحديث عن إعادة البناء فيما نتيجة المعارك غير مؤكدة، وندوب المعارك لا تزال بارزة هنا من نوافذ محطمة وآثار الرصاص والفجوات في الجدران.
من جهة أخرى، قدم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو، للرئيس فلاديمير بوتين، تقديرات لخسائر الجيش الأوكراني التي بلغت خلال الأسبوعين الماضيين 5469 شخصا، من بينهم 2218 قتيلا.
وقال شويجو: تم تدمير 196 دبابة ومدرعة و12 طائرة مقاتلة ومروحية واحدة. كذلك تم إسقاط 69 مسيرة، و6 منظومات صواريخ مضادة للطائرات، و97 قاذفة صواريخ متعددة، و166 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و216 مركبة عسكرية خاصة.
شويغو يبلغ بوتين بآخر تطورات عملياتهم العسكرية في شرق أوكرانيا (رويترز)
لقاء بوتين
وأبلغ وزير الدفاع سيرغي شويجو، في لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه قد تم تحرير مساحة وقدرها 670 كيلو مترا مربعا، لتصبح أكبر المدن في جمهورية لوجانسك الشعبية، ليسيتشانسك، تحت السيطرة الروسية بالكامل، حيث تجري الآن عملية نزع الألغام من المنطقة التي تمت السيطرة عليها.
كذلك أشار شويجو إلى أن القوات الأوكرانية تركت خلفها معدات وأسلحة من بينها 39 دبابة ومدرعة، و48 منظومة «جافيلين»، و18 «ستينغر».
يأتي هذا، فيما وصل رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، ورئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك، إلى لوغانو السويسرية، ليل أمس الأول الأحد، والتقيا أمس الإثنين، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، لإرساء أسس «خطة مارشال» لأوكرانيا، مع أن نهاية الحرب غير مرتقبة سريعا، والتقديرات تراوحت بين عشرات إلى مئات مليارات الدولار.
وقدمت الحكومة الأوكرانية أولوياتها لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب للمرة الأولى، في اجتماع ضم ممثلين من نحو 40 دولة مانحة محتملة في بلدة لوغانو السويسرية.
وشاركت أيضا في الاجتماع مجموعة متنوعة من المنظمات الدولية والمؤسسات المالية، التي تعتزم الموافقة على توزيع مهام مختلفة على الوفود.
وسوف تكون هناك حاجة إلى مئات المليارات من اليورو من أجل تمويل إعادة بناء البنية التحتية المدمرة في أوكرانيا.
وألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كلمة عبر رابط فيديو خلال الاجتماع.
وقال ماركوس بيرندت، رئيس إدارة النشاط الخارجي في بنك الاستثمار الأوروبي، لوكالة الأنباء الألمانية: «أوكرانيا بلد ضخم، وتعرض الكثير منها للدمار، لا يمكنك البدء في التخطيط والتنسيق لإعادة الإعمار في فترة وجيزة».
وتابع: إن أوكرانيا بحاجة ماسة حاليا إلى المساعدة لتأمين الخدمات الأساسية، مثل إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي، والتخلص من النفايات، والطاقة والوصول إلى الإنترنت لضمان استقرار الاقتصاد الكلي.
وأضاف: «نحتاج للاستثمار وإلا سينهار الاقتصاد تماما ثم نخسر الركيزة الأهم لإعادة الإعمار».
إعادة البناء
ويرى روبير مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، في مقابلة مع محطة «آر تي إس» التلفزيونية السويسرية، أن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر نهاية القتال لكن من الحيوي توفير «أفق إيجابي للمدنيين».
وعرضت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، في لوغانو، خطة بريطانية واسعة لإعادة البناء في أوكرانيا، وقالت: «إنعاش أوكرانيا بعد حرب العدوان الروسية سيشكل رمزا لتفوق الديمقراطية على التسلط، وسيظهر ذلك لبوتين أن محاولته لتدمير أوكرانيا جعلت منها أمة أرقى وأكثر ازدهارا ووحدة».
في غضون هذا، أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بأن نصف سكان البلاد يخشون الصقيع بسبب انخفاض إمدادات الغاز الروسي والتضخم في الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الصحيفة عن إحصاءات أجرتها INSA، أن 75 % من المستطلعين يعانون ارتفاع الأسعار ويعتبرونها عبئا ثقيلا، فيما أشار 50 % إلى أن وضعهم الاقتصادي تدهور.
ونقلت عن شركة الإحصاء Eurostat أن التضخم في أوروبا بلغ ذروته لأول مرة في يونيو منذ إدخال العملة الموحدة قبل 20 عاما.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك: إن «الغاز الروسي قد ينفد في غضون أسبوع تقريبا».
وعلى صعيد آخر، قال محللون، أمس الإثنين: إن أسعار صادرات القمح الروسي انخفضت الأسبوع الماضي بسبب الضغط من المحصول الجديد، الذي بدأ المزارعون حصده للتو، إلى جانب تخفيض ضريبة التصدير وتراجع الأسعار في بورصة شيكاغو.
وخفضت روسيا، التي يفرض عليها الغرب عقوبات، بشكل حاد من الضرائب على صادرات الحبوب الأسبوع الماضي لدعم شحنات في موسم التسويق يونيو - يوليو.
وقال معهد دراسات السوق الزراعية: إن أسعار محصول القمح الجديد، الذي يحتوي على بروتين بنسبة 12.5%، وكذلك أسعار التوريد من موانئ البحر الأسود انخفضت بما بين 25 إلى 375 دولارًا للطن على ظهر الباخرة بنهاية الأسبوع الماضي.
سكان كراماتورسك ينتظرون المساعدات الإنسانية مع تواصل الهجوم على دونيتسك (رويترز)
أسعار القمح
وقالت شركة «سوفاكون» لأبحاث الأسواق الزراعية في منطقة البحر الأسود إن أسعار القمح للتوريد في يوليو- أغسطس تراوحت بين 375 إلى 385 دولارا للطن، مقارنة مع 390 إلى 400 دولار في الأسبوع السابق.
ونقلت الشركة بيانات الموانئ التي أظهرت أن روسيا صدرت 250 ألف طن من الحبوب الأسبوع الماضي مقارنة مع 500 ألف طن في الأسبوع السابق.
وفي سياق قريب، قال مسؤول تركي بارز، أمس الإثنين، إن بلاده أوقفت سفينة شحن تحمل العلم الروسي قبالة ساحلها على البحر الأسود، وتحقق في مزاعم أوكرانية بأن السفينة تحمل حبوبا مسروقة.
وقال السفير الأوكراني لدى تركيا، أمس الأول الأحد: إن سلطات الجمارك التركية احتجزت السفينة جيبك جولي.
ووفقا لمسؤول ووثائق اطلعت عليها «رويترز»، فقد طلبت كييف من أنقرة في السابق احتجاز السفينة.
من جهة ثانية، رهنت أوكرانيا قرار مشاركتها في قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في نوفمبر المقبل في إندونيسيا بوضعها العسكري في وقت قريب، وما إذا كانت روسيا ستحضر القمة أم لا.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية للأنباء، عن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قوله من كييف: «إن مشاركتنا تعتمد على روسيا الاتحادية، وما إذا كانت ستحضر أم لا».
وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي يستضيف القمة، قد وجه دعوة إلى زيلينسكي خلال زيارته إلى كييف الأسبوع الماضي في محاولة للتوسط بين موسكو وكييف.
وقال زيلينسكي: «أبلغت الرئيس الإندونيسي أننا ممتنون للدعوة، لكن لدينا وضعا أمنيا»، معربا عن شكوكه في مشاركة العديد من الدول بالقمة حال قررت روسيا الحضور، فيما أشار بوتين بالفعل إلى نيته حضور قمة مجموعة العشرين، رغم أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان يخطط لحضور الحدث عبر الإنترنت أو بشكل شخصي.
وبعد استيلائها على ليسيتشانسك المرحلة الأساسية في الهيمنة على حوض دونباس الصناعي الذي ينطق غالبية سكانه بالروسية ويسيطر على جزء منه انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014، يبدو أن الجيش الروسي يركز جهوده على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين إلى الغرب في دونيتسك، واللتين تتعرضان للقصف دونما هوادة منذ الأحد.
وأعلنت هيئة أركان الجيوش الأوكرانية ليل الأحد، انسحابها من ليسيتشانسك محور معارك شرسة في الأسابيع الأخيرة، مقرة بـ«تفوق» القوات الروسية على الأرض في هذه المنطقة شرق أوكرانيا.
وفي سيفيرسك على بُعد حوالى عشرين كيلو مترا غرب ليسيتشانسك، تعتمد القوات الأوكرانية على خط دفاع بينها ومدينة باخموت لحماية سلوفيانسك وكراماتورسك.
وأكدت هيئة أركان الجيش الأوكراني في مؤتمر صحافي، صباح أمس الإثنين، «كثف العدو قصفه على مواقعنا باتجاه باخموت»، ودوت الإنذارات المحذرة من وقوع غارات جوية ليل الأحد - الإثنين، وصولا إلى أوديسا.
التركيز الروسي
من ناحيته، قال حاكم منطقة لوجانسك، أمس الإثنين: إن روسيا ستحول تركيزها الأساسي في الحرب بأوكرانيا إلى محاولة السيطرة على منطقة دونيتسك بالكامل بعدما استولت على منطقة لوجانسك المجاورة.
وقال الحاكم سيرهي جايداي في مقابلة مع «رويترز»، إنه يتوقع أن تتعرض مدينة سلوفيانسك وبلدة باخموت على وجه الخصوص للهجوم مع محاولة روسيا السيطرة بالكامل على ما يُعرف بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
وقال جايداي: «من الناحية العسكرية، ترك المواقع أمر سيئ، لكن لا يوجد شيء حاسم (في خسارة ليسيتشانسك)، نحن بحاجة للانتصار في الحرب وليس معركة ليسيتشانسك، إنه أمر مؤلم للغاية، لكننا لم نخسر الحرب».
وأضاف أن الانسحاب من ليسيتشانسك كان «مركزيا»، في إشارة إلى أنه كان مخططا ومنظما لأن القوات الأوكرانية كانت تواجه خطر السقوط تحت الحصار.
وتابع: «لا يزال الهدف الأول (للقوات الروسية) هو منطقة دونيتسك، ستتعرض سلوفيانسك وباخموت للهجوم، بدأ القصف الشديد على باخموت بالفعل».
أما بوتشا التي عاد بعض سكان هذه المدينة التي شهدت مآسي، إلى زراعة الزهور عند أقدام المباني أو الخضار، لا يتجرأ المواطنون بعد على الحديث عن إعادة البناء فيما نتيجة المعارك غير مؤكدة، وندوب المعارك لا تزال بارزة هنا من نوافذ محطمة وآثار الرصاص والفجوات في الجدران.
من جهة أخرى، قدم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو، للرئيس فلاديمير بوتين، تقديرات لخسائر الجيش الأوكراني التي بلغت خلال الأسبوعين الماضيين 5469 شخصا، من بينهم 2218 قتيلا.
وقال شويجو: تم تدمير 196 دبابة ومدرعة و12 طائرة مقاتلة ومروحية واحدة. كذلك تم إسقاط 69 مسيرة، و6 منظومات صواريخ مضادة للطائرات، و97 قاذفة صواريخ متعددة، و166 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و216 مركبة عسكرية خاصة.
لقاء بوتين
وأبلغ وزير الدفاع سيرغي شويجو، في لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه قد تم تحرير مساحة وقدرها 670 كيلو مترا مربعا، لتصبح أكبر المدن في جمهورية لوجانسك الشعبية، ليسيتشانسك، تحت السيطرة الروسية بالكامل، حيث تجري الآن عملية نزع الألغام من المنطقة التي تمت السيطرة عليها.
كذلك أشار شويجو إلى أن القوات الأوكرانية تركت خلفها معدات وأسلحة من بينها 39 دبابة ومدرعة، و48 منظومة «جافيلين»، و18 «ستينغر».
يأتي هذا، فيما وصل رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، ورئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك، إلى لوغانو السويسرية، ليل أمس الأول الأحد، والتقيا أمس الإثنين، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، لإرساء أسس «خطة مارشال» لأوكرانيا، مع أن نهاية الحرب غير مرتقبة سريعا، والتقديرات تراوحت بين عشرات إلى مئات مليارات الدولار.
وقدمت الحكومة الأوكرانية أولوياتها لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب للمرة الأولى، في اجتماع ضم ممثلين من نحو 40 دولة مانحة محتملة في بلدة لوغانو السويسرية.
وشاركت أيضا في الاجتماع مجموعة متنوعة من المنظمات الدولية والمؤسسات المالية، التي تعتزم الموافقة على توزيع مهام مختلفة على الوفود.
وسوف تكون هناك حاجة إلى مئات المليارات من اليورو من أجل تمويل إعادة بناء البنية التحتية المدمرة في أوكرانيا.
وألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كلمة عبر رابط فيديو خلال الاجتماع.
وقال ماركوس بيرندت، رئيس إدارة النشاط الخارجي في بنك الاستثمار الأوروبي، لوكالة الأنباء الألمانية: «أوكرانيا بلد ضخم، وتعرض الكثير منها للدمار، لا يمكنك البدء في التخطيط والتنسيق لإعادة الإعمار في فترة وجيزة».
وتابع: إن أوكرانيا بحاجة ماسة حاليا إلى المساعدة لتأمين الخدمات الأساسية، مثل إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي، والتخلص من النفايات، والطاقة والوصول إلى الإنترنت لضمان استقرار الاقتصاد الكلي.
وأضاف: «نحتاج للاستثمار وإلا سينهار الاقتصاد تماما ثم نخسر الركيزة الأهم لإعادة الإعمار».
إعادة البناء
ويرى روبير مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، في مقابلة مع محطة «آر تي إس» التلفزيونية السويسرية، أن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر نهاية القتال لكن من الحيوي توفير «أفق إيجابي للمدنيين».
وعرضت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، في لوغانو، خطة بريطانية واسعة لإعادة البناء في أوكرانيا، وقالت: «إنعاش أوكرانيا بعد حرب العدوان الروسية سيشكل رمزا لتفوق الديمقراطية على التسلط، وسيظهر ذلك لبوتين أن محاولته لتدمير أوكرانيا جعلت منها أمة أرقى وأكثر ازدهارا ووحدة».
في غضون هذا، أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بأن نصف سكان البلاد يخشون الصقيع بسبب انخفاض إمدادات الغاز الروسي والتضخم في الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الصحيفة عن إحصاءات أجرتها INSA، أن 75 % من المستطلعين يعانون ارتفاع الأسعار ويعتبرونها عبئا ثقيلا، فيما أشار 50 % إلى أن وضعهم الاقتصادي تدهور.
ونقلت عن شركة الإحصاء Eurostat أن التضخم في أوروبا بلغ ذروته لأول مرة في يونيو منذ إدخال العملة الموحدة قبل 20 عاما.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك: إن «الغاز الروسي قد ينفد في غضون أسبوع تقريبا».
وعلى صعيد آخر، قال محللون، أمس الإثنين: إن أسعار صادرات القمح الروسي انخفضت الأسبوع الماضي بسبب الضغط من المحصول الجديد، الذي بدأ المزارعون حصده للتو، إلى جانب تخفيض ضريبة التصدير وتراجع الأسعار في بورصة شيكاغو.
وخفضت روسيا، التي يفرض عليها الغرب عقوبات، بشكل حاد من الضرائب على صادرات الحبوب الأسبوع الماضي لدعم شحنات في موسم التسويق يونيو - يوليو.
وقال معهد دراسات السوق الزراعية: إن أسعار محصول القمح الجديد، الذي يحتوي على بروتين بنسبة 12.5%، وكذلك أسعار التوريد من موانئ البحر الأسود انخفضت بما بين 25 إلى 375 دولارًا للطن على ظهر الباخرة بنهاية الأسبوع الماضي.
أسعار القمح
وقالت شركة «سوفاكون» لأبحاث الأسواق الزراعية في منطقة البحر الأسود إن أسعار القمح للتوريد في يوليو- أغسطس تراوحت بين 375 إلى 385 دولارا للطن، مقارنة مع 390 إلى 400 دولار في الأسبوع السابق.
ونقلت الشركة بيانات الموانئ التي أظهرت أن روسيا صدرت 250 ألف طن من الحبوب الأسبوع الماضي مقارنة مع 500 ألف طن في الأسبوع السابق.
وفي سياق قريب، قال مسؤول تركي بارز، أمس الإثنين، إن بلاده أوقفت سفينة شحن تحمل العلم الروسي قبالة ساحلها على البحر الأسود، وتحقق في مزاعم أوكرانية بأن السفينة تحمل حبوبا مسروقة.
وقال السفير الأوكراني لدى تركيا، أمس الأول الأحد: إن سلطات الجمارك التركية احتجزت السفينة جيبك جولي.
ووفقا لمسؤول ووثائق اطلعت عليها «رويترز»، فقد طلبت كييف من أنقرة في السابق احتجاز السفينة.
من جهة ثانية، رهنت أوكرانيا قرار مشاركتها في قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في نوفمبر المقبل في إندونيسيا بوضعها العسكري في وقت قريب، وما إذا كانت روسيا ستحضر القمة أم لا.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية للأنباء، عن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قوله من كييف: «إن مشاركتنا تعتمد على روسيا الاتحادية، وما إذا كانت ستحضر أم لا».
وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي يستضيف القمة، قد وجه دعوة إلى زيلينسكي خلال زيارته إلى كييف الأسبوع الماضي في محاولة للتوسط بين موسكو وكييف.
وقال زيلينسكي: «أبلغت الرئيس الإندونيسي أننا ممتنون للدعوة، لكن لدينا وضعا أمنيا»، معربا عن شكوكه في مشاركة العديد من الدول بالقمة حال قررت روسيا الحضور، فيما أشار بوتين بالفعل إلى نيته حضور قمة مجموعة العشرين، رغم أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان يخطط لحضور الحدث عبر الإنترنت أو بشكل شخصي.