آمنة خزعل - الدمام

تحتل الكلمة مكانة كبيرة في حياة البشر، وقال المستشار الإداري بالبحوث العلمية تركي بن عبيد: إن أكثر ما يثير الاستغراب في هذه الحياة هو تأثير الكلمة على البشر، وكيف أن كلمة واحدة يمكن أن تصدر من إنسان ما قد تغير مسار حياة، وقد تحول الإنسان إلى عالم أو فنان، أو حتى هي مَن قد تضعه في طريق الهاوية والإجرام، فبلا شك تستطيع الكلمة أن ترفع الإنسان إلى أعلى المراتب، وتستطيع أيضا أن تهوي به إلى القاع.

وأوضح أن الكلمة تؤثر في النفس لا إراديا، وأحيانا عندما يشعر الإنسان بضيق بعد مقابلة شخص ما ولا يعرف له أسبابا، فغالبا حين يسبر أغوار نفسه يجد أنه قد يكون من تأثير كلمة استقرت في داخله من تلك المقابلة، وأثرت فيه بشكل غير مباشر، وعلميا تؤثر الكلمة في دماغ المتلقي ولا تزول بمرور الأيام، وأضاف: ‏هناك من الناس مَن يجهل ماذا يمكن أن تفعل بنا الكلمة، ولا تأثيرها الذي قد يفعل ما لا يتوقعونه، لأنها حين تكون حادة تصبح كالسكين لديها القدرة أن تنغرز في الأعماق، وتجرح بقوة، وتتسبب في نزيف من المعاناة والكآبة، كما أنها قد تترك لنا بصمة داكنة في الذاكرة يصعب أن تزول بمرور الزمن.

وتابع: لا شك أن الكلمة الطيبة لديها القدرة العظيمة في سعادة إنسان، وانتشاله من أصعب حالات اليأس، و‏علينا إعادة النظر في كلماتنا، وأن نحاول أن ننتقي منها ما يعود علينا وعلى غيرنا بالحب والألفة والراحة النفسية، و‏لننتبه إلى كلمة نطلقها غير آبهين تكسر أحدهم، وتضعضع كل قوة وهمة فيه، و‏لننتبه أيضا إلى كلمة نطلقها كرصاصة طائشة، تستقر في قلب أحدهم فتقتل معها كل المشاعر الطيبة، وتنهي معها أعظم العلاقات.