أكابر الأحمدي - جدة

«حجة الرسول» و«رحلة المشاعر» يوجهان رسائل مهمة بمعايير فنية عالمية

تسهم الأفلام الوثائقية المتخصصة في توثيق موسم الحج في بعث رسائل صحيحة حول ممارسات وشعائر الحج، إضافة إلى توثيق جهود المملكة في خدمة الحجاج، والإسهام في نقل كل الخدمات المقدمة ونشر تفاصيل ومواقف المناسك، كما أن هناك جانبا آخر يوثق تاريخ الحج ورحلاته، وكان آخر هذه الأفلام فيلم «رحلة المشاعر» الذي أنتج عام 2020، وهذا العام أنتج فيلم «حجة الرسول» الذي تعرضه هيئة الإذاعة والتلفزيون، وقال مدير مشروع الفيلم فيصل الصانع، إن الفيلم يأتي ضمن مبادرة «كنوز»، إحدى مبادرات مركز التواصل الحكومي بوزارة الإعلام، المدعومة من برنامج تنمية القدرات البشرية.

القيم الشريفة

ويستهدف الفيلم تسليط الضوء على المعاني والقيم التي حملتها حجة النبي بالتزامن مع انطلاق موسم الحج، وسيتم عرضه على جزءين، كل جزء أربعون دقيقة، بالإضافة إلى 6 قصص قصيرة على شاشة القناة السعودية، وكذلك المنصات التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى عدد من القنوات الخليجية والعربية والإسلامية، والمنصات الرقمية، وترجمتها إلى 3 لغات هي: الإنجليزية، والفرنسية، والأوردية.

توثيق الخدمات

ويستعرض الفيلم مقتطفات من حجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويوثق القصص والأماكن التي مر بها - صلى الله عليه وسلم - في مسيرته من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، بمعاير فنية عالمية تثبت للعالم قدرة الشباب السعودي على الإبداع، وأشار الصانع إلى أن الفيلم يهدف إلى إبراز الهدف الأسمى الذي تسعي إليه الوزارة، وهو خدمة ضيوف الرحمن والوصول إلى الجمهور الإسلامي العالمي، مؤكدا أنه يعد صناعة إعلانية قيمة، قادرة على توثيق رحلة الرسول وتعزيز وترسيخ القيم والعادات الدينية المتبعة من الرسول، وتعزيز جهود المملكة في خدمه المسلمين بالعالم أجمع، وتوثيق الخطوات الصحيحة لأداء الحج ونشرها عالميا، وتوثيق التطور والبنى التحتية التي قامت بها المملكة، كذلك تُرجم الفيلم لعدة لغات، ما يساعد في وصول أثره المرجو لأكبر شريحة من المسلمين في العالم، كما أن نشره عالميا يساعد في توضيح قيم الإسلام السمحة لغير المسلمين، موضحا أن الفيلم أخذ مجهودا كبيرا وتحديات عديدة، إذ استغرق 62 ساعة تصوير، ومدة التصوير 17 يوما، في 29 موقعا.

رحلة المشاعر

وتحدث المنتج الفني عبدالله العوفي، مؤكدا أن الفيلم يعد باكورة الأعمال الوثائقية السعودية التي نفذت وفق معايير فنية عالمية، وأبرزت الجهود التي تقدم لخدمة ضيوف الرحمن، مشيرا إلى أن الفيلم يتتبع حركة الحجاج ويرصد مشاعرهم الروحانية أثناء تنقلاتهم بين مشعر وآخر لأداء مناسكهم، بإشراف من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، ووثق رحلة المشاعر خلال الأيام الستة.

وأضاف: كانت تجربة فريدة وتحديا كبيرا مع المخرج ياسر عبدالسلام، وعرضت المبادرة على جامعة أم القرى ممثلة بمعهد خادم الحرمين الشريفين المرجع العلمي الاستشاري الرائد في أبحاث الحج والعمرة والزيارة وتطبيقاتها، كما أن ثمة معلومات مغلوطة عن الحج عند كثير من الحجاج في العالم، ودور الأفلام الوثائقية المختصة في الحج أن تخبر الناس عن كل تفاصله، فتصحح المفاهيم وتعدل التصورات، كما أنها تخبر العالم بالجهود العظيمة المبذولة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في كل عام، من تحسين للخدمات وابتكار للمبادرات التي تسهم في راحة الحاج والمعتمر بشكل دائم.

بحث نوعي

وأكد أن الفيلم يعد بحثا نوعيا ووثيقة سينمائية للعالم، من حيث إشراف جامعة أم القرى على هذا الفيلم وكل كلمة ومعلومة فيه، ومن حيث كل صورة أو مشهد يعطي كما هائلا من المعارف والمعلومات والتحليلات الموصلة إلى نتائج، كما أن الفيلم يؤرخ لهذه الحقبة الزمنية للأجيال القادمة التي سوف تعتمده مرجعا للدراسة والبحث.

طبيعة الحج

وحول أسباب ندرة الأفلام الوثائقية المتخصصة في وصف شعائر الحج، قال: قد يعود ذلك إلى طبيعة الأفلام الوثائقية، فهي تدور حول الحياة الواقعية، وهي المادة الخام الملهمة لها، كذلك فإن طبيعة الحج صعبة من حيث كثرة المواقع المفعمة بالمشاعر، وكثرة الناس والحشود وصعوبة التحرك بمعدات التصوير، علاوة على اعتماد الموضوع على الخبرة في أداء الحج أكثر من مرة، لأن الخبرة تبين لك أين يجب أن تكون موجودا من أجل رصد الحركة الطبيعية والمشاعر الحقيقية التي تجعلك ثريا جدا عند المعالجة وصناعة الفيلم.

وأشار إلى أنه لن ينجح في تجسيد رحلة الحج للعالم بكل جمالياتها ومضامينها وإبراز مقاصد الحج، إلا أبناء هذا الوطن الغالي.