عبدالرحمن المرشد

مظاهر العيد الجميلة اختفت تمامًا ولم يتبق منها إلا القليل، وحتى ذلك القليل أصبح في نطاق محصور جدًّا بين الأهل وأقارب الدرجة الأولى بعكس السابق الذي يشمل الأقارب والجيران والأصدقاء وغيرهم، في السابق كان الأطفال يمرون بكل عفوية وأريحية على بيوت الجيران والأقارب لابسين أجمل ما لديهم؛ ليأخذوا العيدية من الحلوى المختلفة وفي المقابل كان كبار السن يستعدون لهذا اليوم قبلها بعدة أيام من خلال شراء أنواع الحلوى (بالكيلو)، ووضعها في حافظات خاصة لتوزيعها على الأطفال عندما يحضرون إليهم، حيث يقوم كبير السن بأخذ كمية في يده من كل نوع وإعطاء كل طفل نصيبه.. هذا ما يخص الصغار، أما الكبار من الرجال فيقوم الجميع بالاستعداد ليوم العيد من خلال تجهيز (صحن أو بادية من الحجم الكبير)، ويملؤها بالأرز مع اللحم أو جريش أو غيرها من المأكولات الشعبية ويتم تجهيز أحد الشوارع وتنظيفه وفرشه ليقوم الجميع بعد ذلك بوضع تلك الأنواع من المأكولات في هذا المكان بعد صلاة العيد مباشرة، الجميل في هذا الأمر هو روح الألفة والمحبة التي تسود الجميع، والسلام والتهنئة بهذا اليوم السعيد.

تلك المظاهر اختفت تمامًا واختفت معها البهجة بالعيد التي كنا نشعر بها ونتعايش معها، البعض من الأحياء بدأوا في محاولة إعادة تلك التجمعات الجميلة ـ وهي بلا شك جيدة ـ من خلال عمل تلك الموائد في المساجد، حيث يتم التجمع بعد صلاة العيد، وإحضار تلك الأنواع حسب رغبة كل شخص، ويتم وضعها في الحوش الخارجي للمسجد، فكرة معقولة، وتشجع على التقارب والتواصل في هذه المناسبة السعيدة، لكن هناك مواقع أخرى يمكن الاستفادة منها بدلًا من المسجد حفاظًا على قدسيته، هذه المواقع هي حدائق الأحياء التي لم نستفد منها بالشكل المطلوب، برغم الجهود الكبيرة التي بذلتها البلديات في تجهيزها وتنظيمها وتوزيعها بشكل مكثف في أغلب أحياء المملكة، حيث يوجد في كل حي أكثر من حديقة، تلك المواقع الجميلة غير مستغلة تمامًا في أي نشاط، أتمنى إعادة تلك التجمعات الجميلة والمظاهر الاحتفالية بالعيد السعيد عن طريق حدائق الأحياء وتطويرها لهذا الخصوص.

@almarshad_1