قبل أن أبدأ في موضوعي أقول: عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله طاعاتكم، وللحجاج أقول: حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا. وكما ذكرت في مقالي السابق، نجاح متوقع لحج هذا العام، بفضل الله، ثم ما توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، أطال الله في عمرهما، وحفظهما وكل الجهات المعنية ومنسوبيها؛ لتسخير كافة الجهود لخدمة ضيوف الرحمن جوًّا وبرًّا وبحرًا، فالحمد لله كما يحب ويرضى.
الجمعة الماضية، ضجَّت نشرات الأخبار بخبر اغتيال رئيس الوزراء السابق الياباني شينزو آبي، أثناء توجيه خطاب في الحملة الانتخابية، ورغم رفضي القاطع كالكثيرين لمبدأ العنف، ولغة الغاب، فإن هذا التصرف مُجَرَّم ومشين، ولا يمتُّ للإنسانية بصلة إطلاقًا، شينزو أصيب بالرصاص فتوفي على الفور، قبل وصوله للمستشفى، وبعد ساعة من وفاته، أعلن مدير حملته الانتخابية استكمال الحملة، ويخيَّل لي كأن شيئًا لم يكن، فهذا الاعتداء ليس واقعة فردية، بل هو اعتداء شخصي، واعتداء على السياسة والديمقراطية والأمن في مجتمع لا يُعرف عنه مثل هذه الحوادث.
هنا توقفت قليلًا، وفكَّرت.. هل ما قام به مدير حملته هو تصرُّف فردي أم فزعة أم مرجلة؟ أم أنه علم علاقات عامة صرف؟ فعلًا هي الأخيرة أو بالأصح علم العلاقات العامة في الأزمات. وأجزم بأنه لقي آراء مضادة من ضمنها (حنا وين وأنت وين؟). وسبق أن درست في الجامعة «علم الاتصال»، وأذكر حينها كان من ضمن المنهج كيفية التصرف في حالات الطوارئ أو غير الاعتيادية، فمثلًا لو كان هناك متحدث أمام آلاف الحضور، ثم سقط فجأة وهو يمشي أو من عتبة المنصة وخلافها، فهل يبادر بالاعتذار؟ أو يطلب وقتًا مستقطعًا؟ أو يضحك؟ كل الإجابات السابقة خطأ، والصحيح هو أن يستمر، وكأن شيئًا لم يكن، هنا تجعل الأمور في صالحك، ولا تخرج من التركيز معك إلى التركيز عليك. ولهذا حتى لا يتأثر الحزب الذي ينتمي له شينزو بتبعات هذا الاغتيال، ويلبس ثياب المظلومية، استمر كما هو بعرض برنامجه على ناخبيه وترك الإعلام يركز على الجريمة، هنا أقول إن هذا التصرف علم يُدرَّس ولا يفعله إلا «معلّم»، فالعواطف والاستجداء لحظي لا يطول أمده، ولكن البرنامج له أهداف أهم وأكبر، فالمهام تُعطى لأصحابها، فلم يكن رئيس الحملة صاحب علاقات اجتماعية ليجلب الناخبين، ولا رجل أعمال يحب البهرجة والتظاهر بالممتلكات، ولا أحد المشاهير ليروِّج المحتوى، وهو بعيد جدًّا عن مفهوم الترويج تمامًا، بل مختصًا في العلاقات العامة، نجح في أصعب اختبار له قد يواجهه أي مرشح.. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل، أودعكم قائلًا: (النيات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi
الجمعة الماضية، ضجَّت نشرات الأخبار بخبر اغتيال رئيس الوزراء السابق الياباني شينزو آبي، أثناء توجيه خطاب في الحملة الانتخابية، ورغم رفضي القاطع كالكثيرين لمبدأ العنف، ولغة الغاب، فإن هذا التصرف مُجَرَّم ومشين، ولا يمتُّ للإنسانية بصلة إطلاقًا، شينزو أصيب بالرصاص فتوفي على الفور، قبل وصوله للمستشفى، وبعد ساعة من وفاته، أعلن مدير حملته الانتخابية استكمال الحملة، ويخيَّل لي كأن شيئًا لم يكن، فهذا الاعتداء ليس واقعة فردية، بل هو اعتداء شخصي، واعتداء على السياسة والديمقراطية والأمن في مجتمع لا يُعرف عنه مثل هذه الحوادث.
هنا توقفت قليلًا، وفكَّرت.. هل ما قام به مدير حملته هو تصرُّف فردي أم فزعة أم مرجلة؟ أم أنه علم علاقات عامة صرف؟ فعلًا هي الأخيرة أو بالأصح علم العلاقات العامة في الأزمات. وأجزم بأنه لقي آراء مضادة من ضمنها (حنا وين وأنت وين؟). وسبق أن درست في الجامعة «علم الاتصال»، وأذكر حينها كان من ضمن المنهج كيفية التصرف في حالات الطوارئ أو غير الاعتيادية، فمثلًا لو كان هناك متحدث أمام آلاف الحضور، ثم سقط فجأة وهو يمشي أو من عتبة المنصة وخلافها، فهل يبادر بالاعتذار؟ أو يطلب وقتًا مستقطعًا؟ أو يضحك؟ كل الإجابات السابقة خطأ، والصحيح هو أن يستمر، وكأن شيئًا لم يكن، هنا تجعل الأمور في صالحك، ولا تخرج من التركيز معك إلى التركيز عليك. ولهذا حتى لا يتأثر الحزب الذي ينتمي له شينزو بتبعات هذا الاغتيال، ويلبس ثياب المظلومية، استمر كما هو بعرض برنامجه على ناخبيه وترك الإعلام يركز على الجريمة، هنا أقول إن هذا التصرف علم يُدرَّس ولا يفعله إلا «معلّم»، فالعواطف والاستجداء لحظي لا يطول أمده، ولكن البرنامج له أهداف أهم وأكبر، فالمهام تُعطى لأصحابها، فلم يكن رئيس الحملة صاحب علاقات اجتماعية ليجلب الناخبين، ولا رجل أعمال يحب البهرجة والتظاهر بالممتلكات، ولا أحد المشاهير ليروِّج المحتوى، وهو بعيد جدًّا عن مفهوم الترويج تمامًا، بل مختصًا في العلاقات العامة، نجح في أصعب اختبار له قد يواجهه أي مرشح.. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل، أودعكم قائلًا: (النيات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi