أحمد الجبير

تميَّز حج هذا العام بتقديم صورة حضارية عن خدمات المملكة، والمثالية المتميزة في نجاح موسم الحج هذا العام، حيث قدّمت المملكة جميع الخدمات للحجاج، وأنفقت آلاف الملايين من الريالات في تطوير المشاعر المقدسة، وتوسعة الحرمين الشريفين للحجاج، والمعتمرين وزوار المسجد النبوي، وأنشأت قطار الحرمين؛ لتأمين نقلهم بين المشاعر، ودون النظر للعوائد الاقتصادية.

وهذا النجاح تحقق، بفضل من الله، ثم بما توفره حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهم الله- من تسهيلات لضيوف الرحمن، وشهد حج هذا العام نجاحًا مميزًا، ساهمت فيه كل قطاعات الدولة –أعزها الله-، وجسّد جهود المملكة العظيمة في خدمة ضيوف الرحمن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-.

فالمملكة تعتبر خدمات الحج خارج حسابات الاستثمار، وتنفق أضعاف دخل الحجاج على اقتصادها؛ من أجل راحة ضيوف الرحمن، والدولة -أيدها الله- حريصة على أمن، وسلامة الحجيج، وتمكينهم من أداء مناسكهم بيُسر وراحة، وطمأنينة حتى عودتهم إلى ديارهم سالمين، وبلغ حجاج عام 1443هـ (899.353) حاجًّا، وحاجة منهم (779.919) من خارج المملكة و(119.434) من الداخل.

والتنظيم المميز، ونجاح حج هذا العام يعكس جهود، وقدرة المملكة على تحمّل مسؤولية الحج رغم جائحة كورونا، حيث حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين –يحفظهم الله- على اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وتحقيق أعلى المعايير الصحية، والوقائية لضيوف الرحمن، وتوفير سبل الراحة، والأمن لهم.

كما وفّرت المملكة المستشفيات الميدانية، والعيادات المتنقلة، وتنوَّعت الخدمات الصحية المقدمة بين عملية قلب مفتوح، وقسطرة قلبية، وأجهزة مناظير، وغسيل كلوي، وجميعها تُقدَّم مجانًا للحجاج، حيث بلغ عدد المستشفيات (23) مستشفى، و(152) مركزًا صحيًّا، و(511) سيارة إسعاف، و(6) طائرات إخلاء، والكثير من أجهزة الترجمة إلى (12) لغة، وبلغت القوى العاملة في الحج (228.721) شخصًا.

والمملكة تقدم خدماتها للحجاج والمعتمرين، والزوار دون مقابل، ودون النظر للعوائد الاقتصادية عليها من الحج والعمرة، وهذا يمثل للمملكة نجاح حج عظيمًا كل عام، فمستويات التنظيم العالية، وإدارة الحشود المميزة، واتباع قواعد الوقاية المشددة أسهمت في نجاح الحج دون وقوع أية حوادث، وعكس حسن التنظيم، وجودة الخطط الإستراتيجية المُحكَمة، والتي وضعتها الدولة – أعزها الله-.

فنجاح حج هذا العام أخرس المغرضين، والمشككين في جهود، وخدمات المملكة لموسم الحج كل عام، وعبَّر ضيوف الرحمن عن شكرهم على الإجراءات الوقائية، والاحترازية التي اتخذتها المملكة، وأثبتت قيادتنا الحكيمة، وقطاعات الحج الأخرى أنهم على قدر المسؤولية، وأعطوا الحجيج ما يستحقون من عناية واهتمام، وعكست الجوهر الإنساني للقيادة السعودية الرشيدة، والمواطن السعودي.

لذا يحق لنا أن نفتخر، ونعتز بقيادتنا الحكيمة، والتي بذلت الغالي، والنفيس؛ لتسهيل أمن وخدمات الحجاج، فعلينا أن نشعر العالم بأن السعودية، والسعوديين تمنعهم أخلاقهم من أن تصبح الأمور فوضى، وأن المواطن السعودي هو رجل الأمن الأول، فالحرمان الشريفان بأيدٍ أمينة، ورعاية كريمة منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه ـ.

نسأل الله العلي العظيم أن يُديم نعمة الأمن على المملكة والمسلمين، وشكرًا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ولسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وسمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وسمو نائبه الأمير بدر بن سلطان –يحفظهم الله–، والشكر موصول لوزيري الحج والصحة، وشؤون الحرمين، ولجميع رجال الأمن، والكوادر الصحية والمتطوعين.

ahmed9674@hotmail.com