خواطر الشهري

شدة الحماس أو شدة الغضب قد تجعلان منك إنسانا أحمق في بعض تصرفاتك عندما تعيش لحظاتها بتجرد عن شخصيتك الحقيقية وإدراكك العقلي، وقد تكون رغبة في تجربة شيء جديد، تسقطك فيما تراه بعدها بالخطأ الفادح، وصفة «الحماقة» سيطلقها عليك صوتك الداخلي مع تكرارٍ يجعلك تلوم نفسك وترغب في الخروج منها؛ والحماس والشدة ليسا الوحيدين إنما كل صفة ترتفع عن حدها الطبيعي قد توقعك في خطأك الفادح.

قد تصدنا هذه العبارة أحياناً من التغيير حتى إن كان ايجابياً أو حتى إن كان بلا تأثير جوهري علينا، وفي أحياناً أخرى تنقذنا من احتمالات نحن في غنى عنها.

الدخول في العلاقات الاجتماعية، التي توجد فيها فوارق عمرية، ثقافية، مادية، وشخصية، إيجابية، حسب ما يمكن للطرفين أن يضيف للآخر، وأحياناً تكون سامة لتأثيرها السلبي علينا كعدم الاحترام أو التقليل منك معرفةً، أو قيمةً، أو سلوكاً، أو طباعاً.

والأكثر تأثيراً إن كانت العلاقة توقعية، أي أنت مَن يقرأها ويتوقع تصرفاتها، ثم تخالف ما توقعته كليةً، هنا قد تكون دهشتك مربكة، من خطأك في التحليل، ومن الموقف الذي وقعت فيه، ولا تستطيع إلغاءه!

أحياناً نرجو أن تكون حياتنا فيلماً نستطيع أن نعيد إحياء ما نريده فيه، ونقص ما نرغب في محوه، ونصحح ما نراه يحتاج إلى تغيير، ولكن جمال اللقطة الواحدة هي ما أنت عليه الآن، هي شخصيتك المكتملة إلى هذه اللحظة، التي ستتغير أيضاً مع الزمن.

بركانك الجارف سيتغير وتصرفاتك في حدودك القصوى كذلك سيطرأ عليها التغيير وستلمسه بنفسك قبل الآخرين، إما أن يكون هذا التغيير بإرادتك أو الأيام هي مَن ستغيرك.

@2khwater