تشهد دولة سيرلانكا أسبوعا ساخنا بدأ بمظاهرات شعبية غاضبة بعد الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد، وتفاقمت المظاهرات حتى وصلت قصر الرئيس غاوتابايا راجاباكسا بداية الأسبوع الجاري الذي كان قد فر بالفعل إلى جزر المالديف المجاورة قبل أن يصل إليه المتظاهرين.
وسافر راجاباكسا بعدها إلى سنغافورة وسط احتمالات بالاستقرار هناك بعد أن تأخر عن تقديم استقالته أمس الأربعاء في ظل حظر تجول يفرضه الجيش بدأ اليوم من 12 ظهرا ويستمر حتى الـ5 فجر الجمعة.
اقتحام المباني الحكومية
واقتحم المتظاهرون قصر الرئاسة وهو نفس المشهد الذي تكرر أمس، ولكن امتد الأمر لمنزل رئيس الوزراء مطالبينه بالتنحي وتعيين رئيس حكومة جديد للبلاد الذي يشهد نقص غير مسبوق في السلع والبترول والاحتياطي النقدي في أسوأ أزمة يعيشها البلد الآسيوي الذي استقل عن بريطانيا عام 1948 ويعتمد ناتجه المحلي بنسبة كبيرة على السياحة التي تعطلت في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.
واحتل الغاضبون المباني الحكومية مطالبين السياسيين بالتنحي بعد أن أوقعوا البلاد في أزمتي نقص الغذاء والبترول بالبلاد.
هروب الرئيس
وفوجئ الجميع بهروب الرئيس راجاباكسا (73) وزوجته واثنان من حراسه على متن طائرة تابعة للقوات الجوية متجهة إلى ماليه عاصمة جزر المالديف أقرب الدول المجاورة لسيرلانكا، ومنع شقيق الرئيس، ووزير المالية المستقيل، بازيل راجاباكسا، نزولا على رغبة المتظاهرين.
وتولي الرئيس مقاليد الحكم في نهاية 2019 بعد قيادته حملة عسكرية ضد متمردي نمور التاميل، وحكم أخيه الأكبر البلاد أيضا في الفترة من 2005 إلى 2015.
ووجد المتظاهرون في مقر إقامة الرئيس الهارب 17.85 مليون روبية (نحو 50 ألف دولار) مطبوعة حديثه وسلموها للشرطة.
وذكر مكتب رئيس الوزراء السريلانكي، أن الرئيس والحكومة سيستقيلا بمجرد تشكيل حكومة من جميع الأحزاب، وسط تكهنات بإرسال الرئيس استقالته اليوم بعد استقراره في سنغافورة، وهروبه من بلاده، التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون شخص، بعد تدخل الجيش في 9 يوليو لتهريب الرئيس من مقر الرئاسة على متن سفينة بحرية داخل المياه الإقليمية للبلاد لأسباب أمنية.
يشار إلى أن الرئيس السريلانكي طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبيل الهروب بـ3 أيام دعم ائتماني لاستيراد الوقود للتغلب على التحديات الاقتصادية في البلاد، وذلك بعد 3 أسابيع من إعلان رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكريميسينغه، انهيار اقتصاد البلاد.