حذيفة القرشي - جدة

المناقشات تشمل القضية الفلسطينية وأزمة اليمن واستقرار العراق ولبنان

أكد مختصون أهمية اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بزعماء دول المنطقة في جدة، والذي يعكس المكانة الكبرى والدور الريادي للمملكة، إقليميا ودوليا، إضافة إلى ما تتميز به البلدان من علاقة راسخة، مشيرين إلى أن جدول زيارة الرئيس الأمريكي؛ يشمل العديد من القضايا العسكرية والأمنية، إضافة إلى بحث القضيتين الأفغانية واليمنية، وكذلك مستجدات الملف النووي الإيراني، إلى جانب مشاريع الطاقة.

وأوضحوا لـ (اليوم) أن قمة جدة، التي تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ستتناول ملفات مصيرية وهامة، من بينها القضية الفلسطينية ودعم حل الدولتين للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، إضافة إلى القضية اليمنية والإدانة لهجمات الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والأعيان ومنشآت الطاقة إلى جانب مناقشة الملف الإيراني، ودعم أمن العراق واستقرار لبنان، إلى جانب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك الملف الأفغاني.

أوضح أستاذ السياسة بجامعة الملك سعود، د. عادل عبدالقادر أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمملكة، واجتماعه بزعماء دول المنطقة في الرياض، تعكس الثقل السياسي الكبير الذي تتمتع به المملكة، إقليميا ودوليا، إضافة إلى ما تتميز به البلدان من علاقة راسخة.

وأضاف: 8 عقود من العلاقات والشراكة الإستراتيجية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بين المملكة وأمريكا ، إضافة إلى الكثير من الصفقات التجارية الضخمة والشراكة في الجانب الاقتصادي، إذ يعمل في المملكة 742 شركة أمريكية، برأس مال 90.6 مليار ريال سعودي، وهناك أكثر من 21034 علامة تجارية أمريكية في السوق السعودي، ويرتبط البلدان بعلاقات تجارية إستراتيجية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما في العام 2021 نحو 25.069 مليون دولار.

علاقات راسخة بمختلف مجالات التعاون

بين المحلل السياسي الأستاذ بجامعة الفيصل د. خالد باطرفي، أن الملفات المطروحة للنقاش بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وزعماء المنطقة العربية، نوقشت لأكثر من عام بين الدوائر المعنية في الرياض وواشنطن، ليتم التفاهم بشأنها، وتأتي القمة تتويجا لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين الشريكين.

وأشار إلى أن النقاش سيتناول إدانة هجمات الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والأعيان ومنشآت الطاقة، إلى جانب الملف الإيراني، والتأكيد على منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة ودعوة إيران إلى العودة لالتزاماتها النووية، واحترام قواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة

ذكر أستاذ العلوم السياسية د. وحيد حمزة، أن الزيارة تأتي في أجواء بالغة التعقيد، لكن المصالح القومية الإستراتيجية لكل من الرياض وواشنطن تلتقي في شبكة من الشراكة الإستراتيجية التاريخية التي يستحيل أن تهتز، فالتباين في وجهات النظر ببعض القضايا، لا يقف عائقًا أمام تطوير العلاقات الإستراتيجية. وأضاف: تعكس زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة نجاح سياساتها الخارجية التي حدد قواعدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظهما الله، والتي جعلت للمملكة دورا مؤثرا في رسم مسار الأحداث الإقليمية والعالمية، فللمملكة ثقل إستراتيجي على المستويات الأربعة؛ الخليجي والعربي والإسلامي والدولي.

نجاح سياسات المملكة الخارجية

آفاق واسعة اقتصاديا وتنمويا

محورية وتأثير الدور السعودي

قال الكاتب السياسي صالح السعيد إن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة، تكتسب أهمية خاصة كونها تأتي ضمن أول زيارة له لمنطقة الشرق الأوسط وتُعقد خلالها في المملكة قمة سعودية - أمريكية وقمة خليجية - أمريكية بمشاركة العراق ومصر والأردن؛ وهو ما يعكس مكانة المملكة ودورها المحوري في أمن واستقرار المنطقة.

وأضاف: تتفق المملكة والولايات المتحدة على أهمية التصدي لسلوكيات إيران المُزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر الميليشيات الإرهابية المدعومة من طهران، كما تؤيد الولايات المتحدة الأمريكية جهود المملكة العربية السعودية لإيجاد حل سياسي شامل في اليمن.

أكد الباحث في الاقتصاد السياسي العالمي عادل الذروي أن الشراكة السعودية - الأمريكية، لعبت عبر مختلف الإدارات، دورا رئيسيا في تعزيز السلم والاستقرار إقليميا ودوليا، لذلك فإن نشوء التحالف السعودي - الأمريكي ساهم في تطور العلاقة الاقتصادية بين البلدين.

وقال إن زيارة بايدن للمملكة تحقق آفاقا مستقبلية واعدة في العديد من المجالات على رأسها الأمن العالمي والاقتصادي والغذائي، فيما يسهم الدور القيادي للمملكة في العالمين العربي والإسلامي، وموقعها الإستراتيجي، في تعزيز العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة، والحفاظ على استقرار وأمن وازدهار منطقتي الخليج والشرق الأوسط.