اليوم - الدمام

تسببت الموجة العالمية الحارة في وقوع العديد من حوادث حرائق الغابات، والتي ظهرت بأفريقيا متمثلة في المغرب، وأوروبا في فرنسا والبرتغال.



ثلاث مناطق بالمغرب



في المغرب قالت السلطات المغربية، اليوم الجمعة، إنها تسعى جاهدة للسيطرة على بعض الحرائق المندلعة في ثلاث مناطق بشمال المغرب، كما تمكنت من نقل وإسعاف عدد من السكان.

وتجاوزت درجات الحرارة 45 درجة مئوية، بسبب الموجة شديدة الحرارة لتتراوح بين 49 و50 درجة.

وبحسب رويترز، فإن بيانات وزارة الداخلية أفادت بأن السلطات استطاعت السيطرة على الحريق المسجل بغابة المبيكا بمدينة العرائش، وتطويق الحريق الذي تعرفه غابة الساحل المنزلة بجماعة الساحل بنفس المنطقة.

والتهمت النيران نحو 2224 فدانا بإقليم العرائش مع انتقال النيران إلى بعض المساكن.

وأمّنت السطات نقل 1100 أسرة من مساكنها انطلاقا من 15 تجمعا سكنيا متواجدا بالقرب من أماكن الحرائق حفاظا على سلامة السكان ودرءا لكافة المخاطر، فيما أعلنت عن وفاة شخص في الحادث.

ووقعت حرائق أيضا في زومي والمقريصات التابعتين لإقليم وزان، قالت السلطات إن الجهود متواصلة من أجل السيطرة على الحريق الغابوي، مضيفة أنها عززت الموارد البشرية ووسائل وآليات التدخل الأرضي والجوي.

وأضافت أن الحريق في هذا الإقليم أتى على 519 فدانا تقريبا حتى صباح اليوم، دون تسجيل خسائر في الأرواح.

كما اتسعت المساحة المحترقة في غابة باب أزهار بإقليم تازة في شمال شرق البلاد إلى 988 فدانا دون تسجيل خسائر بشرية.

وقالت السلطات إنها أمنت نقل 420 شخصا من ثماني مناطق مختلفة قريبة من الغابة المشتعلة.



حرائق شاسعة بالبرتغال



وأفادت سلطات الدفاع المدني في البرتغال باستمرار موجة حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي، حيث أبلغت اليوم عن اندلاع 13 حريقا رئيسيا وعشرات الحرائق الصغيرة.

وذكرت السلطات أن موجة الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، والمتواصلة في البلاد منذ عدة أشهر، أدت إلى زيادة الحرائق التي بدأت السبت الماضي.

وبحسب معهد الحفاظ على الطبيعة والغابات، أتت الحرائق على أكثر من 25 ألف هكتار من الغابات في غضون أسبوع واحد، بما يعادل مساحة حوالي 35 ألف ملعب كرة قدم.



الوضع صعب بفرنسا



وقالت السلطات الفرنسية، اليوم الجمعة، إنه تم إجلاء مئات آخرين من منازلهم مع استمرار اندلاع حرائق الغابات التي خرجت عن السيطرة في جنوب غرب البلاد.

ويكافح أكثر من ألف من عمال الإطفاء، بدعم من تسع طائرات لرش الماء، منذ يوم الثلاثاء للسيطرة على حريقين أججتهما الحرارة الشديدة والرياح القوية.

وقالت سلطات مقاطعة جيروند حيث تشتعل النيران الوضع ما زال صعبا.



وذكرت السلطات أن الحرائق أتت حتى الآن على 7300 هكتار، بزيادة ألفي هكتار خلال الليل.

وقال عمال الإطفاء إنه تمت السيطرة على حريق غابات آخر اندلع بالقرب من بلدة تاراسكون في جنوب شرق البلاد أمس الخميس وأحرق ما لا يقل عن ألف هكتار.



حرائق خطيرة وسريعة



يمكن أن تلتهم حرائق الغابات ملايين الأفدنة من الأرض بسرعات مذهلة، وتحول كل شيء في طريقها إلى رماد.

تنتقل هذه النيران المتدحرجة بسرعة تصل إلى 14 ميلاً في الساعة، والتي تتحول إلى سرعة تبلغ حوالي أربع دقائق ، ويمكن أن تتفوق على الإنسان العادي في دقائق، بحسب ما ذكره موقع مجلة ناشيونال جيوجرافيك.



كيف تقع الحرائق ؟



على الرغم من تصنيفها من قبل وكالة حماية البيئة على أنها كوارث طبيعية ، إلا أن 10 إلى 15% فقط من حرائق الغابات تحدث من تلقاء نفسها بطبيعتها.

أما نسبة الـ 85 إلى 90 في المائة الأخرى فهي ناتجة عن أسباب بشرية، بما في ذلك حرائق المخيمات غير المراقبة والحطام والسجائر المهملة والحرق العمد، بحسب موقع مجلة ناشيونال جيوجرافيك.

يمكن أن تحدث حرائق الغابات بشكل طبيعي أثناء الطقس الجاف، في ظل هذه الظروف المهيئة؛ إذ قد تتحول النباتات الخضراء إلى وقود جاف وقابل للاشتعال؛ ومع الرياح القوية تتنشر النار بسرعة ودرجات الحرارة المرتفعة تشجع على الاحتراق.

ومع هذه المكونات، الشيء الوحيد المفقود هو شرارة، والتي من الممكن أن تأتي في شكل برق، أو حريق متعمد، أو خط كهرباء متقطع، أو نيران مشتعلة في المخيم أو سيجارة - لإحداث كل هذه الفوضى.

طبيعية أو من صنع الإنسان، يجب أن تكون هناك ثلاثة شروط لحرائق الغابات: الوقود والأكسجين ومصدر الحرارة؛ ويطلق رجال الإطفاء على هذه العناصر الثلاثة مثلث النار.

الوقود هو أي مادة قابلة للاشتعال تحيط بالنار ، بما في ذلك الأشجار والأعشاب والنباتات وحتى المنازل.

كلما زاد حمل الوقود في المنطقة، زادت احتمالية اشتعال النيران، ويوفر الهواء الأكسجين الذي تحتاجه النار لتحترق.

وتساعد مصادر الحرارة على إشعال النار في الهشيم وإحضار الوقود إلى درجات حرارة عالية بما يكفي للاشتعال، ويمكن أن توفر البرق وحرق نيران المخيمات أو السجائر وحتى الشمس حرارة كافية لإشعال حريق هائل.