مرام ياسين

في كل نقمة تختبأ خلفها نعمة..

وفي كل ضجيج هناك زاوية هادئة..

أما في كل التفاتة للوراء هناك انتباه يخبرك عما يخفيه طريقك في خطوتك التالية

لحظة!

في الحقيقة أن ما قرأتموه للتو ما هو إلا محاولة تمثيلية من عقلي ليخبركم بأنه بار بي، هكذا هم العاصون دائما يتقنون دور البر وبجدارة.

كمثل الكاذبين تماما يوهمونك بصدقهم ثم ينتزعونه منك وبقوة كضماد التصق بجرحك، يبدو بأني ربيت عقلي على عصيتي..

لطالما طلبت منه بري منذ نعومة أظافري ولكنه تقمص التمرد وتأصل به..

يقال (في الأفكار نختلف وفي المعاناة نتفق كثيرا) ولا أدري هل الفكرة وليدة الشعور أم العكس؟

لأتساءل مرة ثانية بطريقة أخرى:

هل العصي مصدره عقلي أم قلبي؟

ولماذا تسرعت بالحكم على عقلي؟

ماذا لو أن قلبي أتقن تمثيل بره عليَ؟ وهو في الأصل عاصٍ!؟

هل أنا إنسان عاطفي أم عقلاني؟

يوووووه..

ها قد أصابني وصب الفرط العقلي..

تلد فكرة من عدم ترضع المكوث في عقلك تحبو أمام عينيك في كل موقف تتشبب بالأسئلة المتناهية وتهرم عندما تختار السؤال الصحيح منها وتموت عند إجابتك عليها وتدفن عندما تلد فكرة جديدة لا تشبه ملامح أفكارك السابقة بتاتا!

هكذا هم مَن يستخدمون عقولهم بشكل غدق..

لا يسكّن ضجة رؤوسهم سوى صداع..

لتخبرهم أنفسهم بأنهم أذنبوا وأسرفوا بالتفكير بشيء (وضوح الحقيقة فيه خداع)..

ناولوني حبتين من المسكن...

في الحقيقة: ما أنا إلا عقل يفكر ويسأل بشكل ممتلئ غزير ويشعر بشح..

يلقي باللوم على قلبه تارة ويستنجد به تارة أخرى (بأن يكون كريما معه) وفي مرات كثيرة يرميه بعرض الحائط، وإن كان مغشيا عليه من ألم.

بعد كل هذه المعاناة قررت أن أبيع الصداع وأوفر حبات المسكن واستبدله بشراء راحة رأسي بصلح مع قلبي..

فالفكرة العقلانية بدون قلب جبروت!

والقرار بدون عقل حمق!

فجبروت العقل لا سبيل له بأن يتواضع إلا بقلب!

وحماقات القلب لا طريق لها بأن تعتدل إلا بعقل!

وهأنا الآن بحلتي الجديدة المتزنة عقلانية تشعر بقلبها!

بدلت العصيان لبرٍ وإحسان..

هذا ما يفعله القلب، تعقل بقلبك..

Snap: remshmarmar19