أحمد الحلبي

وسط أجواء روحانية خالصة، ورعاية كاملة، وخدمات عالية، وإجراءات احترازية دقيقة، وتنظيم مُحكَم، أدى حجاج بيت الله الحرام فريضتهم، وأخذت قوافلهم في مغادرة مكة المكرمة، وشكَّل إعلان وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، نجاح موسم حج هذا العام وخلوّه من تسجيل أي إصابات لأمراض أو أوبئة ولله الحمد، فرصة للحديث عن الخدمات الإلكترونية التي قدَّمتها القطاعات الحكومية والخاصة لحجاج بيت الله الحرام، ومن بينها نجاح الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، في مبادرة (طريق مكة)، ومبادرة (خدمة بنان)، وهي عبارة عن جهاز متنقل للتعرُّف على السمات الحيوية المختلفة؛ لتسجيل مغادرة الحجاج، والتحقق من صلاحية تصريح الحج، حيث تهدف الخدمة إلى تقديم الحلول التقنية المتقدمة في أي مكان، وتحت أي ظرف؛ لضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام.

كما يبرز النجاح الذي حققته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من خلال الخدمات التقنية والرقمية، والذكاء الاصطناعي، بأكثر من (٥٠) خدمة إلكترونية مختلفة، و(١٠) تطبيقات رقمية، وأكثر من (٤) مواقع إلكترونية، في نطاقات عمل محددة ستسهم في صيانة وتشغيل وتطوير الأنظمة والخدمات الإلكترونية، وتشغيل وصيانة وتهيئة الخوادم، وتشغيل وصيانة وتهيئة الموزعات السلكية واللا سلكية، وتهيئة غُرَف مراكز البيانات، وشكَّل تطبيق مشروع الترجمة الفورية لخطبة عرفة، والتي تمت ترجمتها بأربع عشرة لغة عالمية، واستفادة أكثر من (200) مليون مسلم منها حول العالم، خطوة عالية للرئاسة وخدماتها للحجاج خاصة، والمسلمين عامة، وجاءت منصة وتطبيق (منارة الحرمين)، الذي يُقدِّم خدمات تعليم القرآن الكريم بالقراءة الصحيحة على أيدي معلمين ومعلمات مجازين بالقراءات، ليشكِّل إضافة أخرى في مجال التقنية.

وتأتي تجربة الهيئة العامة للنقل باستخدام السكوتر الكهربائي، كخدمة تجريبية قدَّمتها الهيئة للحجاج في موسم حج هذا العام 1443هـ؛ لتحسين تجربة الحجاج وتسهيل تنقلاتهم أثناء تأديتهم الشعيرة، وبما يضمن تقليص مدة التنقل خلال نفرة الحجاج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة، حيث تُسهم هذه الخدمة الجديدة باختصار الوقت إلى 15 دقيقة بدلًا من ساعة أثناء سيرهم مشيًا على الأقدام بين المشعرَين، وجرى تخصيص مسارات محددة لهذه الخدمة؛ لتسهيل استخدامها والحفاظ على سلامة الحجاج أثناء استخدامهم لها.

فيما قدَّمت شركة مطوفي حجاج تركيا وحجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا، نموذجًا آخر من توظيف التقنية تمثَّل في إقامة الخيمة الذكية في المشاعر المقدسة لتنقل الحجاج من خلالها عبر رحلة افتراضية إلى مكة المكرمة قبل البعثة، ورحلة أخرى إلى جبل الرحمة؛ بهدف إثراء رحلة الحاج.

وأطلقت شركة الزمازمة لجهاز الخدمة الذاتية لتمكين ضيوف الرحمن من الحصول على عبوات ماء زمزم في مساكنهم مجانًا، بدون تدخُّل بَشريّ من مقدمي الخدمة، خطوة أخرى من خطوات تسخير التقنية الإلكترونية في خدمة الحجاج، حيث دُشِّن الجهاز الذي أطلقت عليه (بشرى زمزم) في ١٠ مواقع للخدمة في مساكن الحجاج بمكة المكرمة.

ويمكن للحجاج من خلال هذه الخدمة الحصول على ٣ عبوات من ماء زمزم يوميًّا، من خلال بطاقة الحج الذكية عبر «باركود» مخصَّص.

ويحفظ جهاز (بُشرى زمزم) العبوات في درجة برودة معتدلة، ويوفر كميات يومية تغطي جميع المساكن التي اختيرت للبدء في هذه التجربة، ويحتوي على شاشة للعرض بعدة لغات، فيما يقوم فريق من الشركة بقياس مدى فاعلية الجهاز للخروج بأفضل الممارسات الميدانية، والتوسع في هذه التجربة في مواسم الحج القادمة.

@ashalabi1380