مبارك آل عاتي

@mobarakalatty

أحد أهم متطلبات نجاح موسم الحج هو السلوك الإنساني لكل مساهم في خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف.

فتعامل العنصر البشري المشارك مدنيًّا أو عسكريًّا، أو المساند أو المواطن بشكل عام مع الوافد الكريم هو سلوك ينعكس على ما يسجله الحاج من تصوُّر، ومن صورة نمطية للمملكة العربية السعودية بشكل عام، وللقائمين على رعاية الحرمين الشريفين.

وغير أن التحلي بالسلوكيات الإيجابية سلوك حضاري يعكس الفهم الحقيقي لمتطلبات التعامل الإنساني الراقي مع أي ضيف، فإنه متطلب ديني حث عليه وأوصى به ديننا الحنيف لإظهار إنسانيته وتعاليمه السمحة لكيلا نجعل من أي سلوك سلبي في هذه الشعيرة وسيلة للمتربصين والمغرضين في استخدامها ضد بلادنا وضد ديننا.

فالحج عبادة تسهم في تقويم السلوك الإنساني كمقصد من مقاصده التربوية عبر تأصيل وتأكيد الانضباط بالوقت وبالمكان، وبالتوازن وبالاعتدال في كل مناحيه الحياتية، وتحقيق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، والتآخي والتعارف بين الحجاج والمعتمرين، والالتزام بالنظام والبُعد عن الفوضى والأنانية.

مَن يرصدْ سلوكيات أبناء وبنات المملكة الموظفين والمتطوعين لخدمة الحجاج يرَ تطورًا متصاعدًا في سلوكيات التعامل مع الحاج من أقصى منفذ في سفارات المملكة في الخارج إلى أقرب نقطة بجوار الكعبة المشرَّفة، الجميع بات يدرك أن سلوكه لا يعكس شخصه فقط، بل يتعداه إلى وطنه ودينه، بل إلى إنسانيته، بل إن التصرفات الفردية بات تأثيرها يفوق تأثير ما يُبذل من مليارات في مشاريع البُنى التحتية التي تقدمها الدولة للتوسعة على الحاج، فالسلوك السيئ، لا قدر الله، قد ينسف نتائج المشاريع المليارية، بسبب سوء تقدير وعدم سيطرة على انفعال.

وكل عام ترصد عدسات المصورين صورًا فوتوغرافية، ومقاطع فيديو تجسِّد أسمى معاني الحب والرحمة المتبادلة بين الحجيج والقائمين على خدمتهم من رجال الأمن والمتطوعين والعاملين من الجهات الحكومية والخاصة، فتولدت لدى المجتمع من خلالها مشاعر الاعتزاز والفخر بخدمة المملكة لضيوف الرحمن بإنسانية مواطنيها المفعمة بالمحبة والمودة.

ولتستمر تلك المشاعر في أذهان أفراد المجتمع؛ لابد من تعزيز العاملين في موسم الحج لسلوكهم الإيجابي والإنساني تجاه خدمة ضيوف الرحمن لرسم البسمة، وإدخال السرور على قلوب الحجيج، والسعوديين والعالم الإسلامي أجمع، فكل العالم يتابع نجاحنا ويترصد أي خطأ.