عبدالرحمن المرشد

مع تعدد مسارات الثانوية العامة، التي تم تطبيقها مؤخراً، حيث يستطيع الطالب اختيار ما يناسبه من توجه أو تخصص يمكنه من تحديد مساره في المرحلة الجامعية، أصبحت الثانوية العامة كأنها جامعة مصغرة ذات تخصصات محددة يتمكن الطالب أو الطالبة من اجتيازها خلال ثلاث سنوات، لكن مع هذا التعديل الجديد لماذا لا يتم فتح باب (الأترام الصيفية) بحيث يستطيع الطالب/ ة من إنهاء المرحلة الثانوية خلال سنتين فقط.

لا يوجد ما يمنع ذلك مع تعدد المسارات، التي تصل حالياً إلى خمسة وكأنك في كليه جامعية تختار ما يناسبك من تخصص مختلف عن الآخرين، وبناء عليه لك الحق في الحصول على (فصل) صيفي يساعدك في تقليص مرحلة الثانوية إلى سنتين بدلاً من ثلاث.

يوجد طلبة وطالبات متميزين دراسياً ومتفوقين في كل المواد، هؤلاء يرغبون في سرعة إنهاء هذه المرحلة والانتقال للجامعة، والمفترض أن نساعدهم لا أن نقف عثرة في طريقهم من خلال إتاحة الدراسة الصيفية لمدة عامين، التي تؤهلهم لتخطي الثانوية في سنتين فقط، كما ذكرت سابقاً مع تعدد المسارات لا يوجد ما يمنع ذلك.

التغير الجديد في مفهوم التعليم، الذي يركز على سعة الثقافة والاطلاع يؤيد ذلك، حيث إن البعض من الدارسين يمتلك ثقافة تتجاوز أقرانه خلاف تفوقه الدراسي ويرغب في الانتقال من مرحلة إلى مرحلة بشكل أسرع ـ إذا سمح المجال ـ أعتقد أن نظام المسارات الجديد يعطي فرصة أكبر للراغبين في تجاوز هذه المرحلة سريعاً.

يفترض ألا تعطى الفرصة للجميع ولكن للمتفوقين، الذين يتحصلون على تقدير امتياز لأنهم الأحق والأجدر بهذه التجربة، برغم اعتقادي أن نسبة 98 % لن يرغبوا ذلك، ولكن إذا حققنا رغبة هؤلاء المتميزين، فإننا سنكسب مستقبلاً طلبة وطالبات يشاركون في تنمية وبناء أوطانهم بكل اقتدار.

قبل أربعين سنة تم تطبيق تجربة نظام الساعات ـ على غرار المعمول به في الجامعات ـ في خمس ثانويات بالمملكة منها ثانوية اليرموك في الرياض، ولم يكتب لها الاستمرار نظراً لظروف تلك المرحلة، ولكنها كانت تجربة جميلة استفاد منها بعض الطلبة المميزين في تلك الفترة، أعتقد أننا بحاجة إلى تقليص المرحلة الثانوية للطلبة والطالبات المميزين.

@almarshad_1