مطلق العنزي

أهم نتائج زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، أن المملكة حققت انتصارا دبلوماسيا تاريخيا، بالثبات في الموقف السيادي المستقل والدفاع عن الهوية الوطنية العربية الإسلامية، في وجه المكائن العدوانية التي ناصبت المملكة عداء مكشوفا لا مبرر له ولا تفسير إلا التوحش الأيديولوجي النفعي الحاقد.

وكان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نجما وصقرا طوال الأيام الماضية، إذ كان حاسما في الرد على الأقاويل واختلاقات الدعاية السوداء التي تتجدد بهدف الضغط السياسي على المملكة ولي ذراعها. وحظي سموه بدعم شعبي قوي حينما أسكت المعبئين بالأوهام والأحكام المسبقة.

وأيضا الرئيس جو بايدن أقدم على خطوة، في الاتجاه الصحيح، بالنأي عن صقور اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي، الذين يودون توظيف قوة الولايات في حروبهم الأيديولوجية الأبدية، على حساب مسئولية الدولة العظمى ومصالحها الحيوية. وهؤلاء عادة لا يفرقون بين التنظير في مقهى وقرارات الدولة المسئولة، وتصرفاتهم وضغوطهم خرقاء ومكلفة للولايات المتحدة وتنال من هيبتها وتنفر حلفاءها، إلى درجة أن جعلوا القوة العظمى تنأى عن أصدقائها التاريخيين وتتحالف مع تنظيم الإخوان وميليشيات إيران وتغض الطرف عن جرائم الميليشيات وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان.

واضح أن الرئيس بايدن وكبار مساعديه، قد اضطروا للتحرر من النظرة الضيقة للتطرف الأيديولوجي، وجنحوا إلى سياسة إدارة المصالح للحفاظ على مكانة الدولة العظمى في منطقة صراعات تاريخية ساخنة منذ آلاف السنين مثل الشرق الأوسط. وقد اكتشفوا الخطأ حينما بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا واحتاجوا إلى المملكة ودول الخليج للمساعدة في طمأنة الأسواق، وكبح جماح التضخم الذي يهدد موقف الحزب الديمقراطي نفسه في الانتخابات النصفية بعد شهرين.

نجحت الدبلوماسية السعودية الصلبة، بأسلوبها، في إقناع الإدارة الأمريكية بالتخلي عن تشددها الأيديولوجي والتقدم باتجاه التعاون والشراكة، لهذا قدم الرئيس الأمريكي بلغة مختلفة وتراجع عن مواقف متهورة، وأيضا التراجع عن إستراتيجية الانسحاب من المنطقة.

وشهدت قمة «جدة للأمن والتنمية» انفراجا في العلاقات السعودية والخليجية - الأمريكية، والعربية - الأمريكية، وإعادة تنشيط للصداقة التقليدية. وسوف تزدهر العلاقات وتتقدم ويتعاظم التعاون إذا جرى إقصاء للأذرع الأيديولوجية الحزبية التي تدمر مواقف الدول وتجلب لها المزيد من الأعداء.

* وتر

المتاجرون بالشعارات..

يختطفون المنابر،

ويغدقون الأوهام في مسامع الفقراء،

ثم يعودون إلى لياليهم، لإحياء حفلات الرفاه والبذخ

@malanzi3