باسيفيك فورام

قال موقع «باسيفيك فورام»، إن إرث رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي سيواصل تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مؤكدا أن رحيله سيترك آثارا مضاعفة في جميع أنحاء المنطقة من شأنها أن تعقد كيفية تعامل اليابان وشركائها مع الصين.

وتساءل مقال لـ «ستيفن ناجي»، الأستاذ المساعد بجامعة انترناشيونال كريستيان بطوكيو، عما إذا كانت وفاته غير المتوقعة تمنح رئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا مجالا أكبر للمناورة في السياسة الخارجية.

ومضى يقول: فيما يتعلق بتايوان، التزم آبي بمراجعة المادة 9 من الدستور وأوضح أهمية تايوان في أمن اليابان. ورغم أن هذا لم ينجح بعد، غير أن الحديث عن المراجعة لا يزال قائما، لا سيما بالنظر إلى الأداء المهيمن لحزبه في الانتخابات بعد مقتل شينزو آبي.

وأردف: مع تدهور العلاقات الصينية اليابانية، احتفل البعض في الصين بمقتل آبي، بما في ذلك مستخدمو الإنترنت ورواد الأندية.

وأضاف: مع ذلك، في السياق الياباني الصيني، يجب أن يُنظر إلى رحيل آبي بقلق. في حين كانت العلاقات الثنائية محفوفة بالتعقيدات والمخاوف الأمنية، كان آبي يدرك أن اليابان والصين لديهما علاقة تبادل منافع اقتصادية، وأن النهج الصفري لم يكن ممكنًا ولا مرغوبًا فيه.

وتابع: كان آبي هو الذي أعاد إحياء العلاقات الصينية - اليابانية من أدنى مستوياتها في عام 2012، بعد تأميم جزر سينكاكو من قبل إدارة الحزب الديمقراطي الياباني نودا، باستخدام دبلوماسية الباب الخلفي والتعاون مع الدبلوماسيين اليابانيين الماهرين ونظرائهم الصينيين.

وتابع: أدت هذه الجهود إلى اجتماع آبي وشي في خريف عام 2019 في بكين وتوقيع أكثر من 50 مشروعا للبنية التحتية والاتصال في دولة ثالثة والعديد من الصفقات التجارية. كما دفع الزعيمان لاستكمال الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، ودخلت آلية الاتصالات البحرية والجوية اليابانية الصينية، التي تهدف إلى تجنب الاشتباكات غير المقصودة بين الجيشين الياباني والصيني حيز التنفيذ في يونيو 2018.

وأردف: اليوم، العلاقات الصينية اليابانية في حالة تراجع. وتشعر اليابان بالقلق إزاء موقف بكين من تايوان، وما إذا كانت ستسعى إلى إعادة ضمها بالقوة.

وأضاف: إن الافتقاد لبراغماتية وفطنة آبي السياسية في إدارة العلاقات الصينية - اليابانية سيجعل العلاقات الثنائية أكثر تعقيدا، حيث لم يكن آبي قادرًا على التفاوض على العلاقات بين طوكيو وبكين فحسب، بل كان أيضًا وسيلة اتصال فعالة لواشنطن بشأن الصين والهند وعبر المحيط الهادئ.

وأضاف: ستكون لوفاة آبي آثار مضاعفة في المنطقة ككل، حيث يتطلع جيران وشركاء اليابان إلى البناء على التقدم الذي بدأه.

وتابع: يبدو أن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول مصمم على إعادة العلاقات الثنائية بين جمهورية كوريا واليابان والعلاقات الثلاثية بين اليابان والولايات المتحدة وجمهورية كوريا للتعامل مع تحديات كوريا الشمالية والصين.

واستطرد: في جنوب شرق آسيا والهند، دافع آبي عن العلاقات الثنائية والدور الرئيسي لكليهما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. مع غيابه، ستبحث دول جنوب شرق آسيا عن الاستمرارية في إدارة كيشيدا وخارجها، بما في ذلك مشاركتها الدبلوماسية داخل المنطقة، والالتزام بالتواصل وتطوير البنية التحتية، وفي تطوير علاقات ثنائية قوية مع دول الآسيان.

وأردف بقوله: ستبحث الهند عن استمرارية التعاون الثنائي في التنمية الاقتصادية والبنية التحتية والاتصال، وكذلك في تعميق التعاون الجانبي المصغر من خلال تعزيز التعاون في إطار الحوار الأمني الرباعي والمنظمات الصغيرة الأخرى الناشئة مثل الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتابع: أخيرا تنظر الولايات المتحدة إلى وفاة آبي بقلق لأنه كان قادرا على حشد القوى السياسية في اليابان لاتخاذ موقف أكثر استباقية في تأمين أمنها الخاص وفي توفير الأمن داخل التحالف الأمريكي الياباني وللشركاء.