مشاري العقيلي يكتب: MesharyMarshad@

تتوسع التجارة الإلكترونية والنشاط الرقمي بصورة مذهلة، بحيث إن غالب العمليات والتبادلات التجارية ستصبح قريبًا في نطاق الرقمنة وبرامج التحوُّل الرقمي، وذلك يعني أن تبادر المؤسسات والشركات والمحلات إلى الدخول مبكرًا إلى العالم الرقمي، وأن تكون جزءًا منه؛ لأنها بعد فترة قصيرة ستكون متأخرة بما يجعلها تفقد عملاء وأسواقًا إن لم تتمكن من مواكبة التطور الرقمي.

ويؤكد ذلك العديد من المؤشرات والبيانات التي يجب أن نستوعبها جيدًا، وأن نتوقف عندها، فقد بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية في المملكة 45.6 مليار ريال خلال الأشهر الخمسة من العام الجاري، مسجّلة نموًّا قويًّا تجاوز 81%، وذلك له دلالة بسيطة للغاية، وهي أن الكثيرين أصبحوا يتعاملون بصورة رقمية من خلال أجهزتهم الذكية وحواسيبهم والتطبيقات التي تختصر الوقت والجهد.

نحن في عالم جديد أصبح إلكترونيًّا بامتياز، والواقع يشير إلى أن التجارة الإلكترونية في المملكة تشهد توسعًا كبيرًا، وذلك بفضل الدعم الحكومي الذي يستهدف التوسع في قطاع المدفوعات الإلكترونية والتحول الرقمي ضمن برنامج تطوير القطاع المالي، وهو أحد برامج رؤية المملكة 2030 التي تستهدف زيادة حصة التعاملات غير النقدية بحلول 2025 إلى 70%، وذلك ما قد يتحقق قبل ذلك الوقت في ظل انتشار المنظومة الرقمية وتفضيلها لدى الكثيرين.

وبلغة الأرقام فإن المبيعات الإلكترونية بلغت خلال العام الماضي نحو 74.3 مليار ريال، تمت عبر 347.7 مليون عملية، ويتوقع أن يرتفع هذا المبلغ كثيرًا خلال العام الجاري؛ لتصل لمستويات غير مسبوقة، وهذا التطور يتضح في نمو المبيعات بصورة مطردة، ففي عام 2019م، وقبل جائحة فيروس كورونا المستجد، بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية 10.3 مليار ريال، من خلال تنفيذ 38.1 مليون عملية، وحين ننظر إلى هذه القفزة الهائلة فلا بد أن نتأكد من أن هناك واقعًا جديدًا أخذ في التشكل بعيدًا عن العمليات التقليدية.

التحوُّل الرقمي أصبح حقيقة وواقعًا ينبغي أن نواكبه، وهو جزء من التطور والمستقبل، ولن يفيد البقاء على المسارات التقليدية المعتادة، فكل شيء سيصبح إلكترونيًّا، ويعتمد على الأجهزة الذكية والمحمولة، ولا خيار أمام هذا التحدي إلا أن نكون أكثر استعدادًا وجاهزية له.